الأردن: مفاوضات توريد الغاز من إسرائيل متوقفة
عمان/سوا/ في أعقاب استمرار الجدل داخل البرلمان الأردني، والمظاهرات الجماهيرية التي أعقبت توقيع مذكّرة تفاهم لشراء غاز إسرائيلي من خلال الشركة الأمريكية "نوبل إنيرجي"، أكدت مصادر أردنية أن المفاوضات بين الشركة الأمريكية والأردنية متوقفة منذ فترة.
وقالت مصادر أردنية لصحيفة "العربي الجديد" إنه "لا توجد مباحثات بين الشركتين الأمريكية والأردنية حاليًا، إذ أن المفاوضات متوقفة منذ فترة".
وكانت المفاوضات قد أثارت جدلاً شديدًا داخل البرلمان والشارع الأردني، خاصة أنه هناك إمكانية لاستيراد الغاز من دول أخرى منها قطر وإيران وروسيا والجزائر.
وأكد رئيس لجنة الطاقة في مجلس النواب الأردني، النائب جمال قموه، لـ"العربي الجديد" أن "المعلومات المتوفرة لديه تؤكد توقف المفاوضات بين شركة الكهرباء الوطنية المملوكة بالكامل للحكومة الأردنية وشركة نوبل انيرجي الأميركية بشأن استيراد الغاز الإسرائيلي، وانه لم يحدث تطور على صعيد رسالة النوايا الموقعة بين الشركتين منذ العام الماضي."
وتابع قموة أنه لا داع اطلاقاً لشراء الغاز من إسرائيل، وخاصة مع زوال الأسباب التي كانت تتذرع الحكومة بها لتأمين الغاز لتوليد الكهرباء وخاصة بعد الانتهاء من بناء ميناء الغاز في ميناء العقبة والذي بدأت عمليات التشغيل التجريبي له الأسبوع الماضي وسيزود شركة الكهرباء بالغاز اعتباراً من الشهر الجاري.
وأضاف أن استيراد الغاز من خلال البواخر وتشغيل ميناء الغاز سيعمل على حل جانب كبير من مشكلة الطاقة في الأردن من خلال توليد الكهرباء باستخدام الغاز وبكلف أقل من استخدام الوقود الثقيل.
وأشار إلى أن هناك انخفاضاً حاداً في ثورة الطاقة السنوية للأردن التي تبلغ حاليا حوالي 6.5 مليارات دولار.
وكان مجلس النواب الأردني رفض بأغلبية أعضائه توجه الحكومة لاستيراد الغار من إسرائيل.
وبحسب متابعين للملف، فقد تأثرت المفاوضات بين الشركتين الأردنية والأميركية بعدة عوامل، أهمها الضغوطات التي تمارس على حكومة الاحتلال الإسرائيلي بإلغاء حصرية مناطق غاز في إسرائيل الممنوحة لشركة نوبل انيرجي، وكذلك الاحتجاجات داخل الأردن التي أعقبت توقيع مذكرة تفاهم لشراء الغاز الإسرائيلي.
وقالت شركة الكهرباء الحكومية في وقت سابق ان خطاب النوايا غير ملزمة لها. وتتضمن الرسالة تزويد الأردن بالغاز من حقل لوثيان الإسرائيلي لمدة 15 عاماً وبقيمة 15 مليار دولار.
من جانبه قال مدير عام شركة الكهرباء الوطنية الحكومية عبد الفتاح الدرادكة لـ" العربي الجديد" إن خسائر الشركة التراكمية بلغت حوالي 6.76 مليار دولار. وتوقع أن ترتفع بمقدار 846 مليون دولار العام الحالي، مع الأخذ بعين الاعتبار انخفاض كلف توليد الكهرباء باستخدام الغاز الذي سيضخ للشركة من ميناء العقبة بواسطة خط الغاز العربي.
وقدّر أن تنخفض كلف توليد الكهرباء بنسبة 30% مع بدء تشغيل ميناء الغاز الطبيعي.
وعن الغاز المصري، قال المدير العام لشركة الكهرباء الوطنية" إنه "هناك كميات محدودة ومتذبذبة كانت تصل إلى الأردن لكن بعد التفجير الأخير للخط الناقل لم يعد ثمة توريد أي كميات للشركة".
وكانت مصر تمد الأردن بنحو 250 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي يوميا استخدمت في إنتاج نحو 80 % من الكهرباء المولدة في البلاد. لكن ومنذ عام 2009 عانى الأردن من انقطاعات الغاز المصري وتذبذب الكميات التي كانت تصل أحيانا.