كاتب إسرائيلي : طبيعة المنطقة ساهمت في الحفاظ على المختطفين
2014/06/17
236-TRIAL-
القدس / سوا / بعد مرور ستة أيام على اختطاف المستوطنين الثلاثة في غوش عصيون, قال الكاتب المشهور في صحيفة هآرتس الإسرائيلية "عاموس هرئيل" أن عملية البحث عن المستوطنين الثلاثة مستمرة ولكنها تسير بشكل بطيء لكنه دائم, قائلاً أن هذا هو الشكل الصحيح لوصف أحداث اليوم الخامس في قضية خطف الاسرائيليين الثلاثة.
وقال الكاتب أنه في ذات مرة قبل سنوات نشر الجيش الإسرائيلي نحو نصف الجنود التابعين للواء غولاني في قرية تفوح غربي الخليل في محاولة للعثور على مطلوب فلسطيني, وقد نقشت في الذاكرة جملة واحدة من مصاحبة تلك القوات، فقد قال جندي في دورية غولاني: "أنظر إلى هذه القرية وحاول فقط أن تتخيل كم من الآبار والمخازن واماكن الاختباء يوجد هنا، ولو أردت أن تختبئ هنا لما استطاع أحد منكم أن يجدني"، وأقول بالمناسبة إن المطلوب الفلسطيني عُثر عليه آخر الامر بعد يوم بحث طويل لكن ذلك حدث بفضل معلومات استخبارية دقيقة نقلها "الشاباك".
وأضاف الكاتب أن الحصار بدأ يضيق على الخاطفين لكن ذلك يحدث خطوة بعد خطوة, فيما تترجم شظايا المعلومات التي تُجمع إلى عناوين وعمليات اعتقال لغلاف التنظيم الخارجي أولاً وللخلية نفسها.
وأشار الكاتب إلى أن العملية العسكرية في الخليل بدأت تؤتي ثمارها بعد أن قامت قوات الجيش باعتقال أكثر من 200 عنصر من حركة حماس في الضفة الغربية, مشيراً إلى أن أكثرهم هم رجال الذراع السياسي للحركة، ولكن يمكن أن القول أن من بين المعتقلين نشطاء ميدانيين قد يعرفون شيئاً عن خطة الاختطاف.
وأوضح الكاتب على حسب ما نشر في وسائل الاعلام إلى الآن، يستطيع المحققون الاعتماد على سلسلة معطيات وهي تسجيل مكالمة أحد المستوطنين المخطوفين لمركز طوارئ الشرطة، بالإضافة إلى السيارة المحروقة التي وجدت بالقرب من مكان خطف المستوطنين, وأيضاً التحقيق مع المعتقلين.
وأضاف قائلاً لذلك يمكن أن نفرض بناءً على أدلة عُرضت في تحقيقات شرطية في الماضي أنه يضاف إلى ذلك أيضاً معلومات استخبارية يُحصل عليها من تنصت وحل أسرار معطيات اتصال بالهواتف المحمولة, ويفترض أن يثمر كل ذلك في نهاية الامر عن معلومات كافية تُمكن من العثور على الخاطفين مع محاولة لتخليص المستوطنين اذا كانوا على قيد الحياة.
وأضاف الكاتب أن هذا الوقت الذي يمر ليس من مصلحة اسرائيل, ويدل تحليل وقائع احتجزت فيها حماس مخطوفين في الماضي على معاملة بنظرة باردة لمصير الرهائن, فالنشطاء أنفسهم أحرار أن يقرروا هل يتركونهم أحياء ويدبرون الحادثة باعتبارها عملية مساومة بحسب مقدار الأمن الذي يشعرون به.
فالمستوى القيادي الأعلى في حماس لا يتدخل في ذلك, وفي الحادثة الحالية لا توجد إلى الآن أدلة تشهد على أن توجيه الخطف جاء من قطاع غزة أو من دولة مجاورة, فقد تكون هذه مبادرة محلية لتنظيم داخل الضفة, ولم يرد إلى الآن شيء عن توجه الخاطفين إلى اسرائيل توجهاً عبروا فيه عن استعدادهم لبدء التفاوض في صفقة.
وقد يشهد ذلك على أن الخلية مضغوطة فهي ربما تخشى أن يكون "الشاباك" على ذيلها ولهذا تخفي ظهورها كي لا تتيح معلومات استخبارية تُمكن من الامساك بها.
فيما ترد تقارير من الفلسطينيين عن اعمال بحث واسعة في الخليل والقرى حولها، وفي المنطقة الواقعة جنوب المفترق الذي حدثت فيه عملية الخطف في ليلة يوم الخميس الماضي, وبالرغم أن الجيش يطوق المنطقة بقوات مشاة وبوحدات خاصة فإنها منطقة يصعب تمشيطها بصورة خاصة.
زاد الجهد للعثور على المخطوفين في محيط الخليل وعمليات الاعتقالات في أنحاء الضفة في توتر, ففي مخيم اللاجئين الجلزون قرب رام الله قتل شاب فلسطيني برصاص الجنود في مواجهة بسبب محاولة اعتقال مطلوب, وتكثر الأنباء أيضاً عن مظاهرات ورشق بزجاجات حارقة وعمليات اطلاق نار هنا وهناك.
وبحسب الكاتب فإن الوضع على حدود قطاع غزة أقل قابلية للانفجار, وتُقدر اسرائيل أن قيادة حماس هناك غير معنية بتصعيد عسكري، لكن نشطاء الميدان من المنظمة ورجال فصائل مثل الجهاد الاسلامي بيقين لن يريدوا الجلوس في هدوء اذا ما اشتعلت الضفة, إن خطف الجنود هي واقعة تكتيكية شديدة قد تنتقل الى الصعيد الاستراتيجي ايضاً.
إن الاجراءات الاسرائيلية, من موجة الاعتقالات الواسعة, إلى تصريحات رئيس الوزراء والوزراء، ترمي إلى دق إسفين بين السلطة الفلسطينية وحماس ووقف المصالحة التي بدأت قبل شهرين, وقد ينجح هذا الجهد.
فقد سببت عملية حماس سواء تبين أنها كانت مبادرة محلية أم ثبت تدخل من غزة، فإنها سببت احراجاً كبيراً لرئيس السلطة محمود عباس الذي دُفع في يوم الاثنين على نحو ما إلى التعبير عن أسف ضعيف بعد اربعة ايام تقريباً, ويمكن أن نخمن أنه شديد الغضب على حماس.
هذا الوضع بالنسبة لعباس هو وضع خسارة: فرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يندد به بسبب مسؤولية غير مباشرة عن الاختطاف (لأن الخاطفين خرجوا من مناطق السلطة)، لكن اذا ساعد عباس علنا في العثور على الخلية فسيتهمه جمهوره بأنه عميل لإسرائيل. 295
وقال الكاتب أنه في ذات مرة قبل سنوات نشر الجيش الإسرائيلي نحو نصف الجنود التابعين للواء غولاني في قرية تفوح غربي الخليل في محاولة للعثور على مطلوب فلسطيني, وقد نقشت في الذاكرة جملة واحدة من مصاحبة تلك القوات، فقد قال جندي في دورية غولاني: "أنظر إلى هذه القرية وحاول فقط أن تتخيل كم من الآبار والمخازن واماكن الاختباء يوجد هنا، ولو أردت أن تختبئ هنا لما استطاع أحد منكم أن يجدني"، وأقول بالمناسبة إن المطلوب الفلسطيني عُثر عليه آخر الامر بعد يوم بحث طويل لكن ذلك حدث بفضل معلومات استخبارية دقيقة نقلها "الشاباك".
وأضاف الكاتب أن الحصار بدأ يضيق على الخاطفين لكن ذلك يحدث خطوة بعد خطوة, فيما تترجم شظايا المعلومات التي تُجمع إلى عناوين وعمليات اعتقال لغلاف التنظيم الخارجي أولاً وللخلية نفسها.
وأشار الكاتب إلى أن العملية العسكرية في الخليل بدأت تؤتي ثمارها بعد أن قامت قوات الجيش باعتقال أكثر من 200 عنصر من حركة حماس في الضفة الغربية, مشيراً إلى أن أكثرهم هم رجال الذراع السياسي للحركة، ولكن يمكن أن القول أن من بين المعتقلين نشطاء ميدانيين قد يعرفون شيئاً عن خطة الاختطاف.
وأوضح الكاتب على حسب ما نشر في وسائل الاعلام إلى الآن، يستطيع المحققون الاعتماد على سلسلة معطيات وهي تسجيل مكالمة أحد المستوطنين المخطوفين لمركز طوارئ الشرطة، بالإضافة إلى السيارة المحروقة التي وجدت بالقرب من مكان خطف المستوطنين, وأيضاً التحقيق مع المعتقلين.
وأضاف قائلاً لذلك يمكن أن نفرض بناءً على أدلة عُرضت في تحقيقات شرطية في الماضي أنه يضاف إلى ذلك أيضاً معلومات استخبارية يُحصل عليها من تنصت وحل أسرار معطيات اتصال بالهواتف المحمولة, ويفترض أن يثمر كل ذلك في نهاية الامر عن معلومات كافية تُمكن من العثور على الخاطفين مع محاولة لتخليص المستوطنين اذا كانوا على قيد الحياة.
وأضاف الكاتب أن هذا الوقت الذي يمر ليس من مصلحة اسرائيل, ويدل تحليل وقائع احتجزت فيها حماس مخطوفين في الماضي على معاملة بنظرة باردة لمصير الرهائن, فالنشطاء أنفسهم أحرار أن يقرروا هل يتركونهم أحياء ويدبرون الحادثة باعتبارها عملية مساومة بحسب مقدار الأمن الذي يشعرون به.
فالمستوى القيادي الأعلى في حماس لا يتدخل في ذلك, وفي الحادثة الحالية لا توجد إلى الآن أدلة تشهد على أن توجيه الخطف جاء من قطاع غزة أو من دولة مجاورة, فقد تكون هذه مبادرة محلية لتنظيم داخل الضفة, ولم يرد إلى الآن شيء عن توجه الخاطفين إلى اسرائيل توجهاً عبروا فيه عن استعدادهم لبدء التفاوض في صفقة.
وقد يشهد ذلك على أن الخلية مضغوطة فهي ربما تخشى أن يكون "الشاباك" على ذيلها ولهذا تخفي ظهورها كي لا تتيح معلومات استخبارية تُمكن من الامساك بها.
فيما ترد تقارير من الفلسطينيين عن اعمال بحث واسعة في الخليل والقرى حولها، وفي المنطقة الواقعة جنوب المفترق الذي حدثت فيه عملية الخطف في ليلة يوم الخميس الماضي, وبالرغم أن الجيش يطوق المنطقة بقوات مشاة وبوحدات خاصة فإنها منطقة يصعب تمشيطها بصورة خاصة.
زاد الجهد للعثور على المخطوفين في محيط الخليل وعمليات الاعتقالات في أنحاء الضفة في توتر, ففي مخيم اللاجئين الجلزون قرب رام الله قتل شاب فلسطيني برصاص الجنود في مواجهة بسبب محاولة اعتقال مطلوب, وتكثر الأنباء أيضاً عن مظاهرات ورشق بزجاجات حارقة وعمليات اطلاق نار هنا وهناك.
وبحسب الكاتب فإن الوضع على حدود قطاع غزة أقل قابلية للانفجار, وتُقدر اسرائيل أن قيادة حماس هناك غير معنية بتصعيد عسكري، لكن نشطاء الميدان من المنظمة ورجال فصائل مثل الجهاد الاسلامي بيقين لن يريدوا الجلوس في هدوء اذا ما اشتعلت الضفة, إن خطف الجنود هي واقعة تكتيكية شديدة قد تنتقل الى الصعيد الاستراتيجي ايضاً.
إن الاجراءات الاسرائيلية, من موجة الاعتقالات الواسعة, إلى تصريحات رئيس الوزراء والوزراء، ترمي إلى دق إسفين بين السلطة الفلسطينية وحماس ووقف المصالحة التي بدأت قبل شهرين, وقد ينجح هذا الجهد.
فقد سببت عملية حماس سواء تبين أنها كانت مبادرة محلية أم ثبت تدخل من غزة، فإنها سببت احراجاً كبيراً لرئيس السلطة محمود عباس الذي دُفع في يوم الاثنين على نحو ما إلى التعبير عن أسف ضعيف بعد اربعة ايام تقريباً, ويمكن أن نخمن أنه شديد الغضب على حماس.
هذا الوضع بالنسبة لعباس هو وضع خسارة: فرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يندد به بسبب مسؤولية غير مباشرة عن الاختطاف (لأن الخاطفين خرجوا من مناطق السلطة)، لكن اذا ساعد عباس علنا في العثور على الخلية فسيتهمه جمهوره بأنه عميل لإسرائيل. 295