أبو مرزوق يكشف طبيعة العلاقات بين حماس والإدارة الأمريكية

نائب رئيس حركة حماس في الخارج موسى أبو مرزوق

أكد نائب رئيس حركة حماس في الخارج موسى أبو مرزوق، اليوم الخميس 15 ديسمبر 2022، ان حركته منفتحة في علاقاتها مع الجميع إلا مع الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح أبو مرزوق في تصريحات صحفية له، أن "حماس لا تمانع الاتصال مع الإدارة الأمريكية، وفي الظروف الطبيعية لا ترفض تلك الاتصالات"، مشيراً إلى رفض حركته "طلبا أمريكيا بعقد لقاء معها أثناء مشروع صفقة القرن ".

ولفت أبو مرزوق إلى أنّ "السفارات الأمريكية تسخر مواردها لملاحقة أعمال الحركة في البلدان، والولايات المتحدة تقدم المعونات العسكرية والأمنية والمالية للاحتلال لأجل استمراره".

وقال: "إن من يتابع ملاحقة الولايات المتحدة الأمريكية للحركة يظنُّ أنّ حماس هي العدو الأول لهذه الدولة، على الرغم من أنّ الحركة تلتزم في معركتها حدود فلسطين، ولم تنقل المعركة إلى خارجها، ولم تُحوّل الأراضي الأمريكية إلى ساحة لتصفية الحسابات مع الاحتلال الإسرائيلي وقادته أو شركاته أو حتى المنخرطين في مصالح مع الاحتلال من غير الإسرائيليين".

وبيّن أن من صور الملاحقة الأمريكية للحركة وضعها ضمن قائمة ما يسمى "الإرهاب"، ومنع المصالحة الفلسطينية ، ودعم الاحتلال الإسرائيلي بشكل غير عادي، والضغط على الدول من أجل عزل الحركة وعدم التعامل معها، وفي الوقت نفسه إرسال الرسائل والوفود للقاء الحركة والتحدث معها.

وشدد أبو مرزوق، على أن الحركة تدرك أهمية أن تتموضع إقليميًّا ودوليًّا، على نحو يُشكّل حماية للحركة، وتحقيق دعم حيوي للمقاومة، معتبرًا أنّ نسج الحركة علاقات إقليمية ودولية أصبح ضرورة لا بد منها.

وأشار إلى أن حماس حققت جملة من الاختراقات في هذا المجال، واستطاعت أن تنسج علاقات وفق الممكن والمتاح، وأن تبني علاقات سياسية إقليمية وكذلك دولية، جزء منها ظاهر وجزء آخر بعيدًا عن الإعلام.

وأكد أبو مرزوق استمرار الحركة في كسر العزلة السياسية عنها في بعض دول الإقليم، والتقليل من آثار محاولات عزل الحركة التي تتعرض لها من دول إقليمية بضغط أمريكي وإسرائيلي، وحقّقت نجاحات في هذا الصعيد.

وأشار إلى أن حماس لديها سياسات في إدارة علاقاتها مع الآخرين، وفي إدارة خلافاتها معهم، وتستند إلى الانفتاح في العلاقات، واصفا العلاقة مع تركيا بالجيدة.

ورحب أبو مرزوق بتطوير العلاقة مع السعودية، مبينا أن الشعب السعودي شقيق، والدولة السعودية مهمة، والحركة معنية بتطوير علاقة إيجابية معها.

وحول العلاقة مع الجزائر، اعتبر أنها جزء أصيل من نضال الشعب الفلسطيني وفي معركته ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وأعرب أبو مرزوق عن سعادته باتخاذ الجزائر خطوات أكبر للانخراط في الملف الفلسطيني، مضيفا: "نُشجّع ذلك ونُرحّب به، والجزائر القوية هي قوة للشعب الفلسطيني ولجميع شعوب ودول المنطقة".

وشدد على أنّ الجزائر كانت وما زالت صمام أمان للقضية الفلسطينية بتميُّز الموقف الصادق لشعبها الشقيق، وللموقف الرسمي الجزائري الداعم والمناصر للقضية الفلسطينية، آملا أن تستعيد الجزائر المكانة الإقليمية التي تليق بها وبحجمها.

وعن زيارة وفد الحركة الأخير إلى روسيا، وصف أبو مرزوق الزيارة بـ "التاريخية"، موضحا أنّ علاقة الحركة مع جمهورية روسيا الاتحادية ممتدة منذ سنوات، والزيارات الأخيرة تأتي في سياق علاقة ثنائية قائمة، والحركة تدرك أهمية روسيا بصفتها دولة كُبرى فاعلة في الصعيد الدولي.

ولفت إلى اهتمام الروس بالملف الفلسطيني، وتحديدًا إنهاء الخلاف الفلسطيني – الفلسطيني، منوها إلى أن الصدام الروسي الغربي له تأثيرات في القضية الفلسطينية، وهو ما يدفع حماس إلى قراءة هذه التأثيرات والتغيُّرات، والتعامل وفق ما تتطلبه المصلحة الفلسطينية.

وبشأن الموقف الأوروبي تجاه الحركة، أكد أبو مرزوق اهتمام حماس بمواقف الدول بقدر تأثيرها في القضية الفلسطينية، منوها إلى أن الدول الأوروبية أقل تأثيرًا اليوم من ذي قبل فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وهم بوضعهم الحركة في قوائم ما يسمى "الإرهاب" يضرون بأنفسهم بالدرجة الأولى.

ولفت إلى أنّ "حماس ترتبط باتصالات مع عدد من الدول الأوروبية، منها ما هو مُعلن، ومنها ما هو بعيد عن الأضواء، إلا أنّ التواصل مستمر"، مؤكدًا أنّ "الأوروبيين وضعوا على أنفسهم قيودًا في التواصل مع الحركة".

ونبه بأن "وضعهم القيود لا يخدمهم، لأنّ حركة حماس هي الفاعل الأول في الساحة الفلسطينية، وقطع علاقتهم بحماس يعني قطع صلتهم بشريحة واسعة من الشعب الفلسطيني".

وحول قضية حصار غزة ، قال أبو مرزوق إن "حماس طرقت أبواب البلدان المعنية والمؤسسات الدولية والأطراف الفاعلة، ووضعتهم في صورة الانتهاكات التي تقع على شعبنا الفلسطيني، والحصار غير الإنساني وغير القانوني المفروض على قطاع غزة، وتحويله إلى أكبر سجن في العالم منذ أكثر من 16 عامًا، وتأثير هذا الحصار في الإنسان الفلسطيني، وفي القطاعات الاقتصادية".

وأوضح أن لتلك الدول مؤسسات ووجهات ترسل لها تقارير دقيقة كذلك، مبينًا أنّ مشكلتها لا تكمن في إدراك مدى خطورة الأوضاع، وإنما في إرادتها السياسية التي تدعم مثل هذه الخطوات.

واعتبر أن "كل دولة قادرة على رفع الحصار أو رفع الغطاء السياسي عنه ولم تفعل فهي شريكة فيه، وشريكة في عقاب الشعب الفلسطيني على اختيار خيار المقاومة".

وأشار أبو مرزوق إلى أنّ "الحصار سلاح أمريكا تستخدمه لمصلحتها القومية، فقد حاصرت إيران وكوبا وروسيا والعراق وفنزويلا، وهي تخالف كلّ القوانين الدولية بذلك، ولكنها بتفرُّدها على العالم تتصرف بشكل إمبريالي استعماري".

وشدد على أن "حماس والقوى الحرة والأمة لا تقف عاجزة أمام هذا الحصار الظالم، ولكن كما كانت الموجة الأولى في مواجهة الحصار عام 2007 حتى 2014، ثم موجة كسر الحصار بمسيرات العودة، وصولًا إلى برنامج "فلسطينيي الخارج لكسر الحصار"، الذي سينطلق مع بداية العام المقبل، وسيعالج آثار الحصار الظالم، ليشعر الفلسطيني في غزة أنه ليس وحده، وأنَّ الحصار ليس قدره".

المصدر : وكالة سوا

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد