حماس: المقاومة تستعد للمعركة القادمة بالتنسيق مع القسام
قال حسام بدران رئيس مكتب العلاقات الوطنية في حركة حماس ، اليوم الثلاثاء، إن فصائل المقاومة الفلسطينية تعد للمعركة القادمة بالتنسيق مع كتائب القسام لتراكم قوتها وخبراتها بدون أي تضييق أو ملاحقة أمنية.
وأضاف بدران في حوار صحفي بمناسبة الذكرى الـ35 لإنطلاقة حركة حماس، أن الحركة تفرد مساحة كبيرة للعمل الوطني والسياسي والعسكري في قطاع غزة لجميع المكونات الوطنية بلا استثناء، وتستطيع كل الفصائل الفلسطينية ممارسة جميع أعمالها التنظيمية والسياسية والاجتماعية بدون أي قيد أو تضييق في غزة.
وأكد أن الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة فتح، تمارس أنشطتها التنظيمية، وتقيم مهرجانات انطلاقاتها بكل حرية، وبتأمين من الأجهزة الحكومية في غزة، موضحاً أن فصائل المقاومة تعد للمعركة القادمة بالتعاون والتنسيق مع كتائب القسام، وهي تراكم قوتها وخبراتها بدون أي تضييق أو ملاحقة أمنية، بل وبمساعدة مستمرة ودائمة من القسام الجناح العسكري لحركة حماس.
وأوضح أن مبادئ علاقات حماس الوطنية، هي التي حكمت الحركة منذ انطلاقتها، ويمكن ملاحظة ذلك وطنيًا وسياسيًا، من خلال مواقف الحركة السياسية، ورؤيتها للحالة الفلسطينية، والتي تتلاقى فيها مع معظم المكونات الوطنية.
وتابع: "إصلاح منظمة التحرير، وحق المجتمع الفلسطيني في انتخابات حرة ونزيهة، وحق المجتمع في مواجهة ومقاومة الاحتلال في كل زمان ومكان، وبالطرق كافة، بجانب كونها مبادئ أصيلة تحكم الحركة، لكنها أيضًا مبادئ متوافق عليها مع المكونات الوطنية الفلسطينية".
علاقة حماس الوطنية
قال رئيس مكتب العلاقات الوطنية في حركة حماس إن "الحركة تبني علاقاتها الوطنية على قاعدة التعاون في جميع القضايا الاستراتيجية والميدانية، وتعلي من مبدأ التنسيق، سواء التنسيق الثنائي أو الجماعي"، مبينًا أنه كلما كان الموقف السياسي ناتج عن مشاركة ومشاورة مع أكبر قدر من المكونات الوطنية الفلسطينية كان أكثر تحصينًا من التلاعب والتدخل من قبل الأطراف الأخرى وتحديدًا العدو الإسرائيلي.
وأكد بدران ، أن الحركة لديها مبادئ حاكمة في علاقاتها الوطنية والسياسية، فهي تنطلق من فكرة توحيد الجهود الفلسطينية في مواجهة العدو، وإفشال مخططاته في تصفية الوجود الفلسطيني، ومن ثم إلحاق هزيمة كبرى به.
وأردف رئيس مكتب العلاقات الوطنية في حماس أن الحركة تنطلق في علاقاتها الوطنية من أسس وطنية ودينية صلبة، تعلي من قيم التفاهم والتنسيق والحوار، فالطريقة الوحيدة فلسطينيًا هو "فقط الحوار والتفاهم والتعاون".
المصالحة الفلسطينية
وأشار بدران إلى أن حركة حماس ترى في المصالحة الفلسطينية مرتكزًا أساسيًا في رؤيتها للحالة الوطنية، مبيناً أنها بذلت كل الجهود في كل المحطات والاستحقاقات لإنجاح المصالحة الفلسطينية وتطبيقها، خاصة منذ اتفاقية عام ٢٠١١، مرورًا باتفاقي ٢٠١٤ و٢٠١٧، وتفاهمات إسطنبول ٢٠٢١، وليس آخرًا الجهود الكبيرة في الجزائر.
وأوضح أن المشكلة سابقًا وحاليًا ليست في بنود هذه الاتفاقيات، بقدر تنفيذها ووضع خطة عملية لترجمتها على أرض الواقع وتحديدًا من قبل حركة فتح، لأن أي مصالحة قادمة يجب أن تعالج بشكل واضح إصلاح منظمة التحرير، وإجراء انتخابات شاملة كحق للشعب الفلسطيني، والإفراج عن المعتقلين السياسيين، ووضع برامج حقيقية لمقاومة الاحتلال.
المبادرة الجزائرية
وأثنى رئيس مكتب العلاقات الوطنية على جهود الجزائر الأخيرة في تحقيق المصالحة، مؤكداً حرص الجزائر على إنجاح المصالحة الفلسطينية، فالمقاربة الجزائرية تقوم على ضرورة وجود حالة فلسطينية موحدة ضد الأخطار المحيطة بالقضية الفلسطينية، ومن هذه المقاربة القومية والوطنية، جاءت المبادرة الجزائرية.
وبيّن بدران أن الجزائر بذلت جهدًا كبيرًا لإنجاح المبادرة والبناء على ما سبقها من توافقات سياسية ووطنية، مؤكداً دعم حركة حماس الدائم لهذه الجهود وبذلها كل جهد لإنجاحها وتطويرها.
تطور مستمر
وأشار بدران إلى أن علاقات حماس الوطنية مرت بعدة مراحل من التطور والنضج، إذ دخلت الحركة بتفاهمات سياسية وعسكرية مع معظم مكونات الحالة الوطنية، موضحاً أن الحالة الوطنية الفلسطينية تشهد منذ عدة سنوات، تطورًا واضحًا في الاتجاهات كافة.
ولفت إلى أن الوقائع والتحديات التي تفرض نفسها في واقعنا الفلسطيني، تفرض علينا مواكبة هذه التغيرات بما يسمح بإنضاج علاقات حركة حماس الوطنية وتطويرها بشكل أكثر انفتاحًا.
تعزيز العلاقات
وشدد رئيس مكتب العلاقات الوطنية على أن الحركة لا تذهب منفردة ولا تتخذ قراراتها المتعلقة بالقضية الفلسطينية بشكل منفرد، بل تشارك معها أكبر قدر من الفصائل والمكونات الوطنية، مبيناً أن الفترة الأخيرة شهدت توافقًا فصائليًا في محطات عديدة، في الانتخابات النقابية والطلابية، وفي بعض المحطات الوطنية مثل مسيرات العودة، والتحالف مع فصائل المقاومة، وغيرها من القضايا الوطنية.
وأكد أن حركة حماس ماضية في تعزيز تحالفاتها الوطنية، وتعميق مساحات الاتفاق في القضايا الوطنية، والانفتاح على مختلف مكونات شعبنا الفلسطيني، وتعزيز الوحدة الميدانية في مواجهة مشاريع التصفية وخصوصًا بعد زيادة تطرف المجتمع الإسرائيلي، وتوجهه نحو حكومات يمينية تعلن بوضوح نواياها ومشاريعها ضد القضية الفلسطينية.