مؤتمر علمي يوصي بتشكيل لجان قانونية لتوثيق جرائم الاحتلال
أوصى مشاركون في مؤتمر علمي نظم، اليوم الأربعاء، برعاية الرئيس محمود عباس ، في مسرح " القدس المفتوحة" في نابلس ، بتشكيل لجان قانونية لتوثيق جرائم الاحتلال، لرفعها إلى المحاكم الدولية.
وأكد المشاركون في المؤتمر الذي نظمته جامعة القدس المفتوحة، ودائرة شؤون اللاجئين، بالشراكة مع جامعتي "مونتانا" و"ماين" الأميركيتين، والرابطة الأميركية للأنثروبولوجيا، بعنوان: "فلسطين.. المكان والزمان والقضية"، على ضرورة بناء أكبر ائتلاف عالمي لكل من يتبنى ويدافع عن قضايا اللاجئين، وحقوقهم.
ويهدف المؤتمر إلى تعزيز أصوات السكان الأصليين في الأوساط الأكاديمية والمجتمعية.
وشددوا على إنشاء مركز أبحاث متخصص بقضايا الهجرة واللجوء، وتمويل مشاريع بحثية ودراسية وأفلام وثائقية، إضافة إلى إنشاء مكتبة إلكترونية تضم الأبحاث والدراسات ذات العلاقة بحقوق اللاجئين.
وأوصى المشاركون ببناء قرية فلسطينية تجسد التراث والهوية و النكبة والبطولة، لتكون وجهة للطلبة والأجيال المتعاقبة تجسيداً لثقافة حق العودة، ومعلما سياحيا تراثيا ثقافيا أمام شعوب العالم.
وأشاروا إلى أهمية تشكيل رابطة الشعوب الأصلية التي تعنى بثقافة وتراث هذه الشعوب بين الجامعات المشاركة في هذا المؤتمر، وعقد مؤتمرات علمية متعلقة بقضايا اللجوء والهجرة.
أبو هولي يؤكد أهمية إيجاد صياغة استراتيجية شاملة للوقوف في وجه الاحتلال
من جهته، قال رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي: "يأتي هذا المؤتمر في إطار سياستنا الرامية للحفاظ على الحقوق الفلسطينية والدفاع عنها، وفي مقدمتها قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة إلى ديارهم".
وأضاف: يهدف المؤتمر إلى استعراض تجربة شعبنا في الحفاظ على هويته، وثقافته من الاستبدال، وإتاحة المجال للأكاديميين لعرض أعمالهم، واستكشاف التجربة الفلسطينية في الماضي والحاضر والمستقبل".
وشدد أبو هولي على "أهمية إيجاد صياغة استراتيجية شاملة للوقوف في وجه الاحتلال وسياسته العنصرية إزاء شعبنا الفلسطيني".
وتابع: "يأتي هذا المؤتمر لينقل صورا من كفاح الشعب الفلسطيني لتثبيت هويته وثقافته وروايته، ولرفع صوت أكاديمييه ومثقفيه في الأوساط الأكاديمية".
محافظ نابلس: القدس هي مفتاح صمود شعبنا ونضاله وعزته
وفي كلمته، أكد محافظ نابلس إبراهيم رمضان، "الوقوف خلف القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس في معركته ودفاعه عن حقوق شعبنا الفلسطيني".
وقال: "ستبقى القدس العاصمة الأبدية لدولتنا الفلسطينية، بإرثها وتراثها الديني والثقافي والحضاري والإنساني والسياسي، وهي مفتاح صمود شعبنا ونضاله وعزته".
القدس المفتوحة: المؤتمر يركز على تجربة شعبنا في الحفاظ على هويته
وفي كلمته بافتتاح المؤتمر، أكد رئيس مجلس أمناء الجامعة عدنان سمارة، أهمية هذه المؤتمرات التي "تقدم تجربة شعبنا في الحفاظ على بقائه وثقافته وهُويته، التي يسعى الاحتلال لإفنائها وإنهائها بعملياته العسكرية والاستيطان، ليصبح الفلسطينيون أقلية في أرضهم".
وأكد أن "القدس المفتوحة" تعقد المؤتمر في إطار دورها الوطني في رفض أشكال الاستعمار وأنظمة الفصل العنصري، وبناء شبكة أمان، وإلقاء الضوء على المعاناة الفلسطينية ضمن رؤية سردية فلسطينية، وتقديمها للعالم لكشف زيف الرواية الإسرائيلية".
وأكد أن "مخرجات المؤتمر العلمية وتوصياته ستترجم إلى برامج تقدم للعالم لحماية الهوية الفلسطينية، والتصدي لإجراءات الاحتلال الرامية، لإنهاء وجود الشعب الفلسطيني، والاستيلاء على أرضه".
وفي كلمة رئيس الجامعة سمير النجدي، التي ألقاها نيابة عنه نائبه للشؤون الأكاديمية حسني عوض، قال إن "القدس المفتوحة ودائرة شؤون اللاجئين دأبتا على عقد مؤتمرات مشتركة؛ لتبقى القضية حية في الأذهان".
وأضاف عوض أن "محاور هذا المؤتمر تتركز في تجربة الشعب الفلسطيني بالحفاظ على هويته وثقافته وديمومته"، مؤكدا أن "المكان ليس فضاء وحسب، بل شاهد بكل ما فيه من حضارة وثقافة بُنيت وتشكلت عبر العصور، وأن الحقائق لا تطمس بالتزوير والتأويل والتحريف".
وتابع عوض: "المذابح والمجازر التي ارتكبتها آلة الاحتلال ضد أبناء شعبنا ما زالت مستمرة حتى يومنا هذا".
بروفيسور أميركي: المؤتمر يعزز أصوات السكان الأصليين في الأوساط الأكاديمية والمجتمعية
من جانبه، أعرب البروفيسور نيوكسيت جريمورننج، رئيس قسم الأنثروبولوجيا والدراسات الأميركية الأصلية في جامعة مونتانا عن سعادته بالمشاركة في المؤتمر الذي يعزز أصوات السكان الأصليين في الأوساط الأكاديمية والمجتمعية".
وأضاف: انحدر من قبيلة من الهنود الحمر في أميركا الشمالية، وفي عام 2018، عندما فكرت بتنظيم هذا المؤتمر، فكرت فقط بالهنود الذين يعيشون في جزيرة السلاحف (أميركا الشمالية)، ثم أصبح المؤتمر "رفع أصوات السكان الأصليين في الأوساط الأكاديمية"، فأدركت أنه من المهم توسيعه، ليشمل السكان الأصليين في جميع أنحاء العالم، وبذلك تغير اسمه إلى رفع أصوات السكان الأصليين في الأوساط الأكاديمية والمجتمعية".
إلى ذلك، قال رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر وسام سمارة، إن "هذا المؤتمر يلقي الضوء على تجربة الشعب الفلسطيني في مواجهة سياسات الاحتلال التطهيرية منذ سنة 1948م".
وتابع: "آلة الحرب الإسرائيلية لم تتوقف عن سياستها التدميرية التي أدت إلى تشريد أكثر من مليون فلسطيني، ودمرت أكثر من (530) قرية فلسطينية بإرثها الحضاري والإنساني والتاريخي، ولم تتوقف كذلك عن تزوير الحقائق التاريخية، وتغيير المعالم الحضارية".
يذكر أن الجلسة الأولى حملت عنوان "فلسطين الوطن والهوية"، وتناولت عدة ورقات علمية، تضمنت: "التهجير القسري- نكبة عام 1948، و"التّراث الثّقافي المادّي الفلسطينيّ- التهويد والأسرلة"، و"القرى الفلسطينية المدمرة والمهجرة ومناطق اللجوء واتجاهات الشتات القسري لمدن وقرى الساحل الفلسطيني"، و"حضور المكان الفلسطيني في الأدب العبري المكان فلسطيني.. الشاهد يهودي"، و"المذابح والمجازر بحق الفلسطينيين إبّان النكبة، و"التحليل السيميولوجي لصور التهجير القسري عام 1948".
وجاءت الجلسة الثانية، تحت عنوان "استشراف مستقبل قضية اللاجئين".
وفي الجلسة الثالثة، التي حملت عنوان: "اللاجئين.. الواقع والتحديات"، تناولت عدة ورقات، حول "واقع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان"، و"معاناة اللاجئ الفلسطيني.. التوأمة نموذجا"، و"فلسطين في سياق التهجير الجيوسياسي.. بعد عقد من الثورات العربية"، و"ضم الهوية: الضم الإسرائيلي النفسي وغير الاستيطاني لسامريي الضفة الغربية في الأراضي الفلسطينية المحتلة"، و"الدور الاجتماعي للقرى والبلدات المجاورة للمناطق المنكوبة في عام 1948م في محافظة الخليل".
وشارك في الجلسات أمين عام اتحاد المؤرخين العرب محمد جاسم مشهداني من العراق.
وعلى هامش المؤتمر، أقام مجلس الطلبة والشبيبة الطلابية معرضا بعنوان "فلسطين التاريخية".