رام الله: "القدس المفتوحة" تعقد مؤتمر "التحرر الذاتي للفلسطينيين"

مؤتمر اليوم العالمي للتضامن

افتتحت جامعة القدس المفتوحة والحملة الأكاديمية لمناهضة الاحتلال الإسرائيلي والأبارتهايد، اليوم الثلاثاء ‏29 نوفمبر 2022، مؤتمراً علمياً بعنوان: "التحرر الذاتي للفلسطينيين... إنتاج المعرفة المقاومة"، في مقر رئاسة الجامعة بمدينة رام الله ، برعاية فخامة رئيس دولة فلسطينية الدكتور محمود عباس .

وأقيم المؤتمر على شرف اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ويستمر يومين، ويعقد عبر تقية (ZOOM) أيضاً، ويضم عدداً من أبناء شعبنا بالشتات ونشطاء ومتضامنين مع الشعب الفلسطيني من مختلف أرجاء العالم.

وفي كلمته بافتتاح المؤتمر، تحدث رمزي عودة، رئيس اللجنة التحضيرية، الأمين العام للحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال والأبرتهايد، عن دور الحملة الأكاديمية في مواجهة الأبرتهايد، مؤكداً أن "الرواية الفلسطينية يجب أن نحافظ عليها ونسعى في مختلف القطاعات لتعزيزها بالحقائق ودحض الرواية الصهيونية".

وقدم عودة شكره لكل من أسهم في إنجاح هذا المؤتمر، على رأسهم "القدس المفتوحة"، قائلا:" أن هذا المؤتمر يأتي في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يطلق فيه شعبنا رسالة واضحة بأنه يريد حريته واستقلاله وفق الشرعية الدولية، المؤتمر متخصص بإنتاج معرفة مقاومة وخلق شراكات مع مختلف دول العالم".

وأضاف: "ثمة مناخ دولي إيجابي لصالح الشعب الفلسطيني، لكننا بحاجة إلى أكثر من مجرد التعاطف، ونحن أكاديميين نطالب بمساءلة إسرائيل عن جرائمها المتواصلة وقبول فلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة".

ومن جهته تحدث حسني عوض، نائب رئيس "القدس المفتوحة" للشؤون الأكاديمية، في كلمة نيابة عن رئيس الجامعة الأمين العام للمؤتمر سمير النجدي، عن دور الجامعة في تعزيز برامج الهوية والانتماء الوطني، ونقل تحيات النجدي وتمنياته للمؤتمر بالنجاح.

وأضاف عوض أن القدس المفتوحة هي جامعة الشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية، وهي رائدة في النضال الوطني، ومشاركتها الرئيسة في هذا المؤتمر خير دليل على ذلك، فهي تؤمن بقيم الانتماء الوطني والقومي والتحرر الذاتي، وهو جوهر فكرة المؤتمر، مؤكداً أن الجامعة خرجت نحو 162 ألف خريج من مختلف التخصصات خدموا أبناء شعبهم الفلسطيني.

وقال عوض أنه تم اختيار 34 بحثاً من مختلف أنحاء العالم غطت محاور المؤتمر الستة، وبذلك يكون المؤتمر حقق أهدافه، حيث سعى المؤتمر لتشجيع الباحثين والسياسيين، ومنح المؤتمر في جزئه الأول جائزة فخامة الرئيس محمود عباس لـ 30 باحثاً وفي هذا المؤتمر سيجري تقديم نفس الجائزة لعدد من الباحثين لتصبح سنة متبعة في كل عام.

وتابع: "تسهم الجامعة في تعزيز الوعي والصمود والانتماء الوطني. وبلغ عدد الأنشطة المنفذة العام الماضي 440، إضافة للمؤتمرات والندوات العلمية، كما عنيت بدعم التراث الشعبي".

وفي نفس السياق عبر أحمد أبو هولي، رئيس دائرة شؤون اللاجئين، في كلمته من بيروت عبر منصة "زووم" الالكترونية، عن أهمية دور الشتات الفلسطيني في تعزيز الصمود والتصدي، وأن بيروت كانت وستبقى نموذجاً لمعاناة 75 عاماً من التهجير والإبعاد والحصار والعدوان. وتابع أبو هولي: "نتحدث إليكم ونحن ندشن المنتدى الفلسطيني للثقافة والإبداع في رسالة أن شعبنا الفلسطيني يحافظ على ثقافتنا الوطنية ويحمي هويتنا الفلسطيني".

وأضاف أن "سنوات الشتات واللجوء لن تنزعنا من الوطن ولن تنزع الوطن منا، وسيبقى الشتات فلسطيني الانتماء وطني الهوى، واثقاً من العودة إلى الوطن.

كما أكد أبو هولي أن التحدي أمامنا يتمثل في إشراك فلسطينيي الشتات في النضال الشعبي ضد الاحتلال و فتح علاقات مع إخوانهم في الداخل المحتل، ويتحول الجهد الفردي والنجاح الشخصي لحالة من العمل الجماعي المنتج للمعرفة التي تحول قدرات الفلسطينيين لمعرفة المقاومة.

من جانبه، أشاد مؤيد شعبان، وزير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، بأهمية المقاومة الشعبية وأثرها في مواجهة مشاريع الضم والفصل العنصري، وأن الشعب أمام حكومة نازية وفاشية لا تريد لفلسطيني أن يكون حياً، مؤكداً أهمية العمل للوصول إلى خطوات عملية لمحاسبة الاحتلال.

وشكر شعبان القائمين على هذا المؤتمر وعلى رأسهم القدس المفتوحة وكل الأكاديميين العرب والدوليين الذين معنا، ومشيرا أن هذا اليوم سيبقى يوماً للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي فقد فجر هذا اليوم 3 شهداء، فهي رسالة الفاشيين الجدد والمجتمع الإسرائيلي وحكومته التي يترأسها مستوطن قاتل وهو نتنياهو، وأحد أعمدة الإرهاب إيتمار بن غفير الذي يستوطن الخليل ويتغنى بقتل العرب".

من ناحيته، قال الوزير عيسى قراقع، رئيس المكتبة الوطنية، إن الشهداء الذين ارتقوا اليوم أرسلوا رسالة بدمهم أن الاحتلال يواصل القتل، وأن على العالم التدخل من لإنقاذ أبناء الشعب الفلسطيني وإنقاذ الأسرى.

وأضاف قراقع: "نوجه التحية للأسرى الذين بقوا عظماء صامدين، لهم دور أساسي في المشروع الوطني، وكانوا بوصلة وجزءاً من الاشتباك الدائم مع الاحتلال من أجل الحرية وتقرير المصير".

وأوضح قراقع أن "الأسرى جزء من المشروع الوطني التحرري، وصاغوا أشكالاً من التحدي بأن الحقوق لا تستجدى بل تنتزع.

وتابع: "تحررت الحركة الأسيرة ذاتياً رغم السجن والقهر والعزل والحرمان، فأنتجت ثقافة وقيماً شكلت رافعة للمشروع الوطني".

بينما قال يوسف المحمود، وكيل وزارة الإعلام، إن للإعلان دوراً كبيراً في مواجهة الأبرتهايد، نحن نعيش تحت ثلاثية الشر: الاستعمار، والأبارتهايد، والاحتلال العسكري، الذي يقوم على تمزيق الجغرافيا لاختلاق أخرى مزيفة، واختلاق تاريخ وهمي يستند لواقع الاحتلال ويهيمن على التاريخ الحقيقي لشعبنا.

وقال المحمود، إن المشهد الإعلامي يسهم في فضح الاحتلال، و" كثيراً من الجماهير في وطننا العربي لا يعرفون كثيراً من تفاصيل الاحتلال وممارساته، ونحن بحاجة لفضح جرائمه في المشهد الإعلامي، المنحاز للرواية الإسرائيلية.

واقترح المحمود إنشاء مرصد إعلامي وطني مهمته نشر المعرفة والوعي، ينتج الوعي ويفند الرواية الاستعمارية الاحتلالية والغربية الداعمة لها، وإنتاج مصطلح يتبنى الرواية الفلسطينية، وصولاً لإنتاج رواية فلسطينية تتصدى لرواية الاحتلال.

وفي سياق أخر، تحدث ناصر أبو بكر، نقيب الصحافيين، عن تضييق المساحات على الصحافيين من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وآليات المواجهة، مؤكداً وجود صحافيين مهنيين قادرين على إيصال الرسالة للعالم، وهو ما أزعج الاحتلال، حيث ارتقى صحافيون كثر شهداء منذ الاحتلال عام 1967، لأنهم وثقوا آلاف الجرائم ضد الشعب الفلسطيني، ما يعني أن استهدافهم نابع من نقلهم الرواية الفلسطينية.

وأكمل حديثه: "نحن في نقابة الصحافيين نبذل جهداً كبيراً على المستوى الدولي لإيصال رسالة الشعب الفلسطيني للعالم، ونعمل على إنتاج إعلامي لنشره".

الجلسات العلمية لليوم الأول:

تخلل اليوم الأول من المؤتمر 4 جلسات علمية تناولت أربعة محاور، أولها: "التحرر الذاتي للفلسطينيين"، وترأسها صباح الشرشير عضو اللجنة العليا للمؤتمر ووكيل وزارة الشؤون الاجتماعية.

حيث تحدث خلالها ناصر طهبوب، أستاذ العلاقات الدولية- كلية الأمير الحسين بن عبد الله الثاني للدراسات الدولية بالجامعة الأردنية، عن" العلاقات الأردنية الفلسطينية- النشأة والتطور الراهن 2021".

فيما قدم صقر سليمان أستاذ الإدارة العامة في جامعة فلسطين الأهلية ب بيت لحم ، ورقة حول "الشتات الفلسطيني والمعرفة المقاومة"، بينما قدم رمزي عودة الأمين العام للحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال والأبرتهايد ومدير دائرة الأبحاث في معهد الأمن القومي الفلسطيني، ورقة بعنوان: "الانتخابات كمدخل للمصالحة". وقدمتKim Alley وهي باحثة وأكاديمية من أستراليا، ورقة بعنوان "Aboriginal Australia and Palestine: Solidarity Against Incarceration, Solidarity Against Elimination".

وقدم محمد مصالحة الأمين العام للحملة الأكاديمية الأردنية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، ورقة عن "دور الإعلام في عرض القضية الفلسطينية.. تجربة الجامعة العربية في بريطانيا". وقدم بشار رواجبة عضو مجلس إدارة جمعية "بذور للتنمية والثقافة"، تعقيباً قبل اختتام الجلسة.

وفي الجلسة الثانية التي ترأسها وليد سالم، المحاضر في جامعة القدس (القدس) ورئيس مجلة "المقدسية"، تحدث كل من عزيز العصا، باحث وعضو الهيئة الإدارية في معهد القدس للدراسات، عن "الأسرى في الأدب الفلسطيني.. نماذج حية للمقاومة".

وقدم الكاتب والأديب الفلسطيني المتوكل طه ورقة بعنوان: "عن العولمة والحرب الثقافية". وقدم أحمد عزيز، أستاذ الأدب في جامعة النجاح الوطنية، ورقة حول "المُقاومة ومُعطيات الأدب والثقافة والأيديولوجيا"، وقدم عمر بن طرية، أستاذ في جامعة قاصدي مرباح ورقلة بالجزائر، ورقة عن ملامح المقاومة النسائية في مسرحية: "فدائيات الكلام (فلسطين في قلوبنا)".

فيما قدم محمد النعار، أستاذ جامعي بتونس، ورقة حول "شعر المقاومة من خلال نظرية أفعال اللغة"، وقدم عمر عتيق أستاذ اللغة العربية بجامعة القدس المفتوحة، ورقة حول "شعر المقاومة النسائية في مسرحية فدائيات الكلام (فلسطين في قلوبنا)".

وفي نهاية الجلسة، عقب فؤاد سليمان، أستاذ اللغة العربية والأدب في جامعة فلسطين الأهلية، على ما ورد فيها.

أما الجلسة العلمية الثالثة، التي ترأسها نادر حلس مدير فرع جامعة القدس المفتوحة في مدينة غزة ، وعقدت تحت عنوان: "المعرفة المقاومة ومقاطعة إسرائيل"، تحدث فيها كل من عبد العليم محمد، مستشار مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة، عن "التحرر الذاتي والحركة الوطنية الفلسطينية: مفاهيم ملائمة للوضع الفلسطيني الراهن".

حيث قدم محمد أبو ركبة، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، ورقة حول "التجربة الفلسطينية للمقاومة الشعبية في قطاع غزة ( مسيرة العودة نموذجاً)"، وقدم رائد حسنين، باحث وأستاذ العلوم السياسية، ورقة حول "تحولات مفهوم الثوابت بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية".

وفيما قدم اللواء الدكتور محمد المصري رئيس المركز الفلسطيني للبحوث والدراسات الاستراتيجية، ورقة حول "أثر تطور وسائل الإعلام على تعزيز الرواية الفلسطينية"، وأخيراً، عقب عبد ربه العنزي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في ختام الجلسة.

وفي الجلسة العلمية الرابعة والأخيرة في اليوم الأول، والتي عقدت بعنوان: "إنتاج المعرفة المقاومة"، وترأسها زاهر حنني، عميد كلية الآداب في "القدس المفتوحة"، قدم فيها حسن السعدوني أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس وإبراهيم المصري أستاذ القانون الدولي في الجامعات الفلسطينية، ورقة بعنوان: "إنتاج المعرفة المقاومة وعلاقتها بالمقاطعة الأكاديمية في الجامعات الإسرائيلية".

وقدم حاتم العيلة، أكاديمي ومتخصص في القضية الفلسطينية في الجامعات، و جوان صالح وهي باحثة وإعلامية، ورقة حول "استراتيجية المقاومة الفلسطينية لتحقيق التحرر الذاتي الفلسطيني"، فيما قدم رائد موسى، أستاذ العلوم السياسية وباحث في القضايا الدولية، ورقة حول "المقاومة الفلسطينية في ضوء تطور أسلحة ووسائل النزاعات الدولي".

وقدم يحيى قاعود، وهو باحث في الدراسات الاستراتيجية والسياسات العامة وعد محمود وهي باحثة في الدراسات الاستراتيجية، ورقة حول "فاعلية الأكاديمية الفلسطينية في حشد التضامن والدعم الدولي: التحديات والمسارات المستقبلية".

وفي ختام الجلسة، عقّب وجيه أبو ظريفة، رئيس المركز الفلسطيني للحوار الثقافي والتنمية على ما ورد في المداخلات والأوراق.

5c4d5164-eedb-4cc8-a242-2e93d5123d0e.jpg
5df8d885-cddd-47e4-a408-8bceb81cb535.jpg
7cdc51ff-2176-4344-85ee-bc9ed239eec0.jpg

المصدر : وكالة سوا

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد