خطبة صلاة الاستسقاء مكتوبة
يبحث كثيرون في المملكة العربية السعودية حاليا عن خطبة صلاة الاستسقاء مكتوبة بعد دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز اليوم الاثنين إلى إقامة صلاة الاستسقاء في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية يوم الخميس المقبل وذلك تأسيا بسنة نبينا محمد صلي الله عليه وسلم.
وتوفر وكالة سوا الإخبارية في هذا المقال خطبة صلاة الاستسقاء مكتوبة ووقت صلاتها ، حيث يلجأ عدد كبير من الخطباء إلى البحث عن خطبة قصيرة أو طويلة لصلاة الاستسقاء خاصة في ظل التغيرات المناخية التي أثرت على مختلف دول العالم خلال السنوات القليلة الماضية.
خطبة صلاة الاستسقاء مكتوبة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وخليله، وصفوته من خلقه صلى الله عليه، وآله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله حق التقوى؛ واعلموا أن أجسادكم على النار لا تقوى. واعلموا بأن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وعليكم بالـجماعة؛ فإن يد الله مع الـجماعة، ومن شذ شذ في النار.
عباد الله، لقد كانت سنة النبي صلى الله عليه وسلم إذا أقحطت الأرض، وأجدبت، ومن النبات خلت، وامتنع القطر من السماء، مما يحدث بسببه ضرر عظيم على الناس، وخاصة على أصحاب المواشي والمزارع، لجأ إلى ربه جل وعلا، وفزع إلى الصلاة، ودعا الله سبحانه وتعالى بأن يسقيهم المطر، وصلاة الاستسقاء سنة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عباد الله، لقد أقحطت الأرض وأجدبت المراعي، وامتنع القطر من السماء؛ فحزن الناس خاصة أصحاب المزارع وملاك الماشية، وتضاعفت تكلفة تربية الماشية والزراعة، وما منع القطر من السماء من النزول إلا ما نقترفه من المعاصي والذنوب، والتفريط في حق ربنا جل وعلا.
عباد الله: لقد أطعمنا الله من جوع، وآمننا من خوف، ورزقنا الرزق الوفير الميسور، وجعلنا في بلاد آمنة مطمئنة، يأتيها رزقها من كل مكان، فإلى بلادنا تجلب ثمرات كل شيء، فلا بلد آمنة مطمئنة كبلادنا، ولا عيش أرغد من عيشنا، ومع ذلك قصرنا في حقه جل وعلا، فلنشكر الله على نعمه العظيمة وآلائه الجسيمة، فلله الحمد والشكر حتى يرضى، وله الحمد والشكر إذا رضي، وله الحمد والشكر بعد الرضا.
عباد الله، إذا أردنا رضا الله، ونزول الأمطار فعلينا بالتوبة والاستغفار، كما قال تعالى حاكياً عن حث نوحٍ قومَه: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10، 12] لقد ربط الله عز وجل بين الاستغفار وتيسير الرزق والرخاء، ونزول المطر، فعلينا أن ننسلخ من الذنوب والمعاصي، ونرجع إلى الله، ونجأر إليه، ونتقيه استجابة لقوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)، فعلينا بتقوى الله عز وجل، والخوف منه في السر والعلن، وأكثروا من الاستغفار والتوبة.
عباد الله، قال الله تعالى: ﴿ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ ﴾ [هود: 3].
عباد الله، علينا أن نخلص في توبتنا، وألا تكون التوبة مجرد ألفاظ نقولها لا تعيها القلوب، ولا تعمل بمقتضاها الجوارح، فلا بد أن نندم على كل معصية عصينا بها ربنا جل وعلا، وعلينا أن نقلع عن الذنوب فور التوبة، فمن منع الزكاة عليه أن يخرجها فوراً من غير تردد مع ندم على ما فات، وعزيمة على ألا يعود، وفي الحديث : "وما منع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء" صححه وحسنه جمع من أهل العلم، ومن يقع في أعراض الناس عليه أن يقلع فورا عن الغيبة، وأن يندم على ما فات، ويعزم ألا يعود لسلق أهل الإيمان بألسنة حداد وكل من وقع في مظلمة عليه أن يقلع عنها فورا، فهناك من عليه كفارات أيمان توانى في إخراجها وهي حق واجب في ذمته، فعليه إخراجها فوراً، فأخرجوا زكاة أموالكم، وكفارة أيمانكم، وهناك من قطع رحمه، وأسوأ منه وأقبح من عق والديه، وعلينا ترك التشاحن مع المسلمين، وأن يزيل الإنسان ما في قلبه من غل وحقد وحسد على إخوانه، وجيرانه وإن كان مخطئًا عليه فعليه أن يعلم أن العفو فيه خير كثير له، وعفوه لا يزيده إلا عزا؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفو، إلا عزاً، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله" رواه مسلم، وعليه أن يعلم أن من يوقد نار الفتنة بينه وبين إخوانه هو عدوه الأزلي الشيطان الرجيم، فليتخذه عدوا، كذلك علينا عباد الله أن نحافظ على الفرائض والواجبات، والمستحبات، وعلينا ببذل الصدقة خاصة مع إقبال الشتاء، فلا ننتظر حتى نشعر بالبرد، فنشعر بعد ذلك بإخواننا الفقراء؛ بل نـهيئ لـهم، ولأولادهم الدفء من الآن قبل دخول الشتاء القارس فالصدقة برهان على الإيمان ودليل عليه.
عباد الله، علينا ألا نقنط من رحمة الله، ولا نيأس، فإن الله جل في علاه قال: ﴿ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الأعراف: 56] ومن رحمته جل وعلا نزول "الغيث" قال سبحانه: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [الشورى: 28]، فإن اليأس والقنوط لا يكون إلا من القوم الكافرين؛ الذين لا يثقون بالله، ولا بقدرته جل وعلا وتعالى ربي عن ذلك علوًّا كبيراً.
عباد الله، علينا أن ندعو الله متواضعين، متخشعين، متذللين، متضرعين له، جل في علاه؛ قال تعالى: ﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ [الأعراف: 55] وندعوه مخلصين له الدين، وأن نكثر الاستغفار، وعلينا أن نعلم أن نزول المطر لا يزيل الشدة؛ بل لا بد مع نزوله من نيل بركته، ولا يكون ذلك إلا بدعاء الله بالبركة. وفي الحديث : (ليست السنة بأن لا تمطروا، ولكن السنة أن تمطروا وتمطروا، ولا تنبت الأرض شيئًا)، أخرجه مسلم، اللهم نستغفرك ونتوب إليك، اللهم فأرسل علينا السماء مدرارا، اللهم نستغفرك ونتوب إليك ونجأر إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، اللهم اسقنا غيثاً هنيئاً مريئاً مريعاً غدقاً مجللاً عاماً طبقاً سحاً دائماً، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم سقيا رحمة، ولا سقيا عذاب ولا بلاء ولا هدم ولا غرق، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم صيباً نافعاً، اللهم صيباً نافعاً، اللهم ا فتح علينا من بركات السماء، اللهم على الآكام والظراب، وبطون الأودية، ومنابت الشجر، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم عاملنا بما أنت أهله، ولا تعاملنا بما نحن أهله، أنت أهل الـجود والكرم، والفضل والإحسان، اللهم ارحم بلادك، وعبادك، اللهم ارحم الشيوخ الركع، والبهائم الرتع اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم صيباً نافعاً، اللهم صيباً نافعاً، اللهم صيباً نافعاً، يا ذا الجلال، والإكرام، يا ذا الجلال، والإكرام، أكرمنا وأنزل علينا من بركات السماء، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا غيثاً هنيئاً مريئاً، اللهم اسقنا غيثا هنيئاً مريئاً، اللهم اسقنا غيثاً هنيئاً مريئاً.
عباد الله، الجؤوا إلى ربكم، واقلبوا أرديتكم، رجاء تغير حالكم إلى أحسنه، وتوجهوا إلى ربكم بقلوب خاضعة، خاشعة، من الله خائفة. وادعوا وأنتم موقنون بالإجابة، ألا وصلوا وسلموا على نبيكم، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً، والحمد لله رب العالمين.
وقت صلاة الاستسقاء
ووقت صلاة الاستسقاء المستحب هو وقت صلاة العيد لقول عائشة رضي الله عنها: ” فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بدا حاجب الشمس” رواه أبو داود وابن حبان والحاكم وإسناده جيد ، وتجوز في أي وقت آخر ما عدا أوقات الكراهة .
كيفية صلاة الاستسقاء
يصلي الإمام بالناس ركعتين مع تكبيرات زوائد سبع في الأولى وخمس في الثانية ويقرأ فيهما جهراً ثم يخطب الإمام بعد الصلاة خطبتين كما في صلاة العيدين ويستحب أن يكثر الخطيب من الاستغفار ويلح في الدعاء والتضرع إلى الله عز وجل. ويستحب رفع اليدين عند الدعاء للإمام والمأمومين وكما يستحب قلب الرداء وتحويله تفاؤلاً بتحويل الحال من القحط إلى الرخاء ويحوّل الرجال فقط أرديتهم وهم جلوس فمثلا من كان يلبس عباءة يقـلبها على ظهره بأن يجعل أعلاها أسفلها ونحو ذلك. خطبة الاستسقاء سُنَّة؛ لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: شكا الناس إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قحوط المطر فأمر بمنبر فَوُضِعَ له في المُصلَّى، ووعد الناس يومًا يخرجون فيه، قالت عائشة رضي الله عنها فخرج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حين بدا حاجب الشمس فقعد على المنبر، فكبر وحمد الله – عز وجل – ثم قال: ((إنكم شكوتم جدب دياركم، واستئخار المطر إبَّان زمانه عنكم، وقد أمركم الله – عز وجل – أن تدعوه، ووعدكم أن يستجيب لكم ثم قال: الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مَلِكِ يوم الدين، لا إله إلا الله يفعل ما يريد.