هنية: الجزائر سجلت رسميًا ثلاث محطات في غاية الأهمية
قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية اليوم السبت إن الجزائر سجلت رسميا ثلاث محطات في غاية الأهمية تعيد لها محوريتها ودورها على مستوى الإقليم والأمة ، خلال الشهور الماضية
نص البيان كما وصل وكالة سوا الإخبارية
أشاد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بإنجازات الدبلوماسية الجزائرية خلال المرحلة الأخيرة، وقال إن الجزائر سجّلت رسميًا خلال الشهور الماضية ثلاث محطات في غاية الأهمية تُعيد لها محوريتها ودورها على مستوى الإقليم والأمة.
وأوضح رئيس الحركة في كلمة له خلال المؤتمر الفكري السنوي الذي تعقده حركة البناء الوطني الجزائرية "على نهج الشهداء والمؤسسين" أن "المحطة الأولى هي المبادرة التي قدمها السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون للم الشمل الفلسطيني، وأنها نجحت أيضًا في حمل هذا الإعلان المتعلق بالوحدة الفلسطينية إلى القمة العربية".
واعتبر أن الجزائر نجحت في هذه المحطة المهمة لأنها مرتبطة بفلسطين وتقف معها، ولأنها تقف على مسافة واحدة من أشقائها، وحريصة على بناء وحدة فلسطينية لمواجهة التحديات التي تحيط بالقضية، إلى جانب أن الإرادة السياسية للجزائر مرتبطة بالإرادة الشعبية رسميًا وشعبيًا، لافتًا إلى أنها أكدت محورية الدور الجزائري تجاه قضية فلسطين المركزية للأمة.
وتابع "المحطة الثانية التي نجحت بها الجزائر هي عقد مؤتمر القمة العربية"، معتبرًا عقده نجاحًا سياسيًا ودبلوماسيًا للجزائر بعد تعليق القمة لثلاثة أعوام، ومعتبرا أن الجزائر تفرض الإيجابية السياسية بالحب وبالإقناع وبالحوار وبالتكامل في الأداء السياسي العربي الرسمي.
وذكر أن المحطة الثالثة هي الموقف الذي اتخذه فخامة السيد الرئيس عبد المجيد تبون في قمة المناخ المنعقدة على أرض مصر الشقيقة حينما انسحب الوفد الجزائري مع صعود رئاسة الكيان الصهيوني إلى المنصة لإلقاء الكلمة، مشددًا على أن هذا الموقف يؤكد الطهارة السياسية للجزائر والنقاء الثوري العابر للمراحل والموقف الجزائري الذي لا يخضع للمتغيرات، قائلًا: "الموقف هو تعبير عنّا نحن في فلسطين وعن ضمير الشعب الجزائري وعن ضمير الأمة وشعوبها التي ترفض التطبيع وترفض الاعتراف بالاحتلال".
وعلى صعيد القادة المؤسسين نوّه رئيس الحركة إلى أن الشيخ محفوظ نحناح والشهيد محمد بوسليماني والمجاهد مصطفى بلمهدي وشهداء الجزائر العظماء مرتبطون بشهداء في شهر نوفمبر على أرض فلسطين، الشيخ الشهيد عز الدين القسام، والرئيس الراحل ياسر عرفات، وقائد أركان المقاومة في فلسطين الشهيد القائد أحمد الجعبري.
واستعرض ثلاثة أبعاد مهمة جدًا لهذا الجيل المؤسس وهذه القامات العظيمة، الأول "قوة المنهج الفكري الذي امتلكه الشهداء المؤسسون والقادة، المنهج الوسطي المعتدل الذي لا إفراط فيه ولا تفريط ولا تشدد ولا تنطع ولا ميوعة ولا خروج عن قواعد هذا المنهج وأصوله".
وأضاف أن قوة هذا المنهج للمؤسسين الشهداء هو الذي صاحب الحركات التي أسسوها وهذا اللون الإسلامي في إطار وحدة الفكرة ووحدة قوة المنهج الفكري، لذلك كتب لهذا المنهج الديمومة والبقاء والصعود والمزاحمة الإيجابية مع الكل الوطني.
وقال إن "البعد الثاني قوة المنهج السياسي المرتبط بهذه المرجعية الإسلامية، منهج قائم على الإيمان بالتشارك السياسي والمزاحمة الإيجابية، منهج لا يؤمن بالتصادم الداخلي ولكنه ملتزم بالأخلاقية والطهارة السياسية، ويرتكز على أن الصراع هو بين الأمة وأعدائها الخارجيين وعلى رأسهم الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين وليس داخل الأمة".
وتابع: "البعد الثالث هو أنهم قادة عابرون للحدود والمراحل ويطلق عليهم شخصية الزعامة، وموقع الزعامة والزعماء لا تحده الأرض ولا يرهبهم عذاب أو بطش، ويعيشون لأمتهم، فهم في قلب الأمة والأمة في قلب عقولهم، وبدا واضحًا أن قضية فلسطين حاضرة في كل الأدبيات والمحاضر والبرامج والتعبئة السياسية والفكرية ".
واستعرض رئيس الحركة أيضًا التحديات المحيطة بالقضية الفلسطينية والإقليم، متمثلة في "الانتخابات الإسرائيلية" وصعود الصهيونية الدينية، ومحاولة فرض الاحتلال السيادة الدينية على المسجد الأقصى وتقسيمه مكانيًا وزمانيًا، إلى جانب محاولة ضرب كل مقومات القضية الفلسطينية وعلى رأسها شطب حق العودة للاجئين.
وأضاف "هذا الصعود يفرض أن نستعيد حالة الوعي والمفردات والأصالة بأن هذا الاحتلال بكل مكوناته متطرف صهيوني غادر مغتصب، لذلك يجب أن تسقط كل أوهام السلام المزعوم والتسوية والمفاوضات، وأن هذا الاحتلال لا تصلح معه إلا لغة السيف والبندقية"، مؤكدًا أن سيف القدس الذي أشهرته المقاومة في غزة في وجه الاحتلال، سيبقى مشهرًا حتى يندحر عن كل أرض فلسطين.
وشدد على أنه "طالما القدس مستهدفة بهذا المعنى فلدينا أُفق وأولوية استراتيجية تؤكد أنها هي محور الصراع بيننا وبين العدو، وأن القدس توحدنا"، موجهًا دعوة لكل شعوب الأمة العربية والإسلامية بضرورة استعادة وحدتها وأن تكون محوريتها القدس.
ودعا إلى ضرورة التمسك بكل ثوابت شعبنا وأمتنا وعلى رأسها القدس وحق العودة، قائلًا: "لا تنازل، لا تفريط، لا اعتراف، وشعبنا الفلسطيني من حقه أن يكون داخل أرضه، ويجب تحرير أسرانا من السجون، ورفع الحصار عن غزة، واستمرار المقاومة ضد الاحتلال وخاصة الضفة الغربية التي نشهد فيها حالة متصاعدة للمقاومة عبر عرين الأسود وكل أذرع المقاومة في داخل الضفة والقدس".
ووجه رئيس الحركة التحية والاعتزاز والتقدير إلى الجزائر والمشاركين في المؤتمر من المرابطين في فلسطين وخارجها.