المركز ينظم فعالية تضامناً مع خضر عدنان

غزة / سوا / بمشاركة حاشدة من نشطاء منظمات المجتمع المدني، ونشطاء ومؤسسات تعنى بشئون المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وشخصيات اعتبارية، وقوى وفصائل وطنية وإسلامية، وصحافيين، نظم المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان اليوم الخميس فعالية تضامنية مع المعتقل الإداري المضرب عن الطعام منذ 52 يوماً، خضر عدنان، والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

 

 وعقدت الفعالية في قاعة فندق الكومودور على شاطئ مدينة غزة، وأدارها أ. حمدي شقورة، نائب مدير البرامج في المركز.

 

افتتح الفعالية د. رياض الزعنون، رئيس مجلس إدارة المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، حيث رحب بالمشاركين، ودعا المؤسسات إلى الاهتمام وتوفير سبل الرعاية لأهالي وذوي المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

 وأكد الزعنون على أن خضر عدنان، المضرب عن الطعام لليوم الـ52 على التوالي، سينتصر في معركته التي يخوضها بأمعائه الخاوية ضد سجانيه، كما انتصر في المرة الأولى. 

وأشار الزعنون إلى أن عدنان دخل مرحلة خطيرة في إضرابه المتواصل عن الطعام، غير أن كل يوم يمر عليه يكون محفوفاً بالحرية والانتصار على السجانين.

 

وقدم أ. راجي الصوراني، مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، مداخلة بعنوان "منظمات حقوق الإنسان وعملها على قضية المعتقلين على الصعيد الدولي: أجندة ثابتة وليس عملاً موسمياً"، أكد فيها على أن المناضل خضر عدنان يقود معركة حاسمة بخلايا جسده ضد سياسة الاعتقال الإداري الاسرائيلية التي يستخدمها الاحتلال بشكل ممنهج ومخالف للقوانين والأعراف الدولية، بعد أن سقطت كل الاسلحة القانونية والمطلبية والشعبية.

 

 وأكد الصوراني أن هذه المعركة هي معركته للدفاع عن حقوق الأسرى وكرامة الإنسان، وأنه يشكل حالة ضميرية متقدمة للشعب العربي الفلسطيني.

 

 وأبرز الصوراني، دور مؤسسات حقوق الإنسان في العمل عل قضية الأسرى، لاسيما المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، مستعرضاً الجهود التي يبذلها المركز في هذا المجال، ومؤكداً على أنها مستمرة وبشكل حثيث وخاصة على المستوى الدولي، وأن المركز لم يعمل يوماً على قضايا المعتقلين على أنها مراسم موسمية أو مناسباتية.

 

بدوره، قدم أ. عيسى قراقع، رئيس هيئة الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية، مداخلة بعنوان "دور هيئة شئون الأسرى والمحررين في حماية المعتقلين"، أثنى فيها على أهمية دور الاضراب الذي يخوضه المناضل خضر عدنان في إحياء قضية الاعتقال الإداري على مستوى العالم، وتعرية ممارسته المنهجية من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

 

 وشدد قراقع على ضرورة توحيد الجهود مع المؤسسات الدولية والحقوقية لتكثيف حملات المقاطعة ضد الاحتلال الاسرائيلي لإجباره على احترام حقوق الأسرى الفلسطينيين.

 وأكد قراقع على ضرورة عقد اجتماع عاجل للدول السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف من أجل مناقشة مسألة الاعتقال الإداري، ووضع حد للانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال ضد المعتقلين الفلسطينيين، لاسيما الاستخدام الممنهج للتعذيب ضدهم.

من جهتها، تناولت الأستاذة سحر فرنسيس، مديرة مركز الضمير للأسير وحقوق الإنسان، في مستهل مداخلتها بعنوان " حقوق المعتقلين في القانون الدولي وموقف الأخير من الاعتقال الإداري والحق في الإضراب" الوضع الصحي الحرج جدا الذي وصل إليه المعتقل خضر عدنان، محذرة من وجود خطورة آنيه، حيث أن أعضاءه الداخلية بدأت في حالة انهيار وظيفي، مما يشكل خطورة بالغة على حياته.

 

 وذكرت فرنسيس بأن هناك ثلاثة آخرين من الأسرى يخوضون إضراباً عن الطعام، اثنين منهم معتقلين إداريين.

 وأوضحت فرنسيس بأن الاعتقال الإداري هو اعتقال ظالم دون تهمة أو محاكمة، وإن الادعاءات الإسرائيلية بوجود أدله سرية تقدم للقضاء العسكري الإسرائيلي هو محاولة مكشوفة لإعطاء شكل شرعي لإجراءات ظالمة.

 وأكدت فرنسيس في نهاية كلمتها على ان الجهود يجب أن تتضافر الآن لإحباط المحاولات الاسرائيلية لتمرير قانون في الكنيست الاسرائيلي يهدف للتغذية القسرية، مؤكدة أن التغذية القسرية نوع من التعذيب وجريمة بكل المقاييس.

 

وأكد الأسير المحرر فؤاد الرازم خلال كلمته بعنوان " أوضاع المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال"، على أن هدف خضر عدنان ليس إنهاء اعتقاله الإداري، وإنما الوقوف في وجه سياسة الاعتقال الإداري.

 وتحدث الرازم عن صنوف المعاناة التي يتعرض لها المعتقلون الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وأكد أن من أبرزها الاهمال الطبي، والتفتيش الليلي والعاري وسوء التغذية والغرف سيئة التهوية.

 وأكد الرازم على أن الظروف التي يوضع فيها الأسير تؤثر على صحته بشكل خطير وطويل الأجل، حتى أن أغلب الأسرى المحررين يعانون من أمراض مستعصية من هذه الظروف، أودت بحياة بعض منهم. 

وشدد في نهاية كلمته على أن التقصير من قبل الجهات المختلفة في تناول قضية الاعتقال الإداري ساهم في زيادة وتيرة استخدامه من قبل الاحتلال الاسرائيلي.

وعرض الأسير المحرر أيمن الشراونة خلال مداخلته بعنوان"الإضراب عن الطعام والتغذية القسرية (تجربة شخصية)"المعاناة التي يتعرض لها المعتقلين المضربين عن الطعام، بصفته أحد من خاضوا إضرابا طويلا عن الطعام. 

وأكد الشراونة أن اتخاذ المعتقل لقرار الإضراب عن الطعام أمر خطير جدا ولا يلجأ له إلا كخيار أخير. 

وذكر الشراونة بأن خطورة الإضراب الذي يخوضه المناضل خضر عدنان تكمن في أنه ممتنع حتى عن تناول المدعمات الغذائية والتي قد تحفظ حياته من الخطر، وأن عدنان وصل لمرحلة الخطر حيث أنه يتقيأ "المادة السوداء"، وهذا الأمر يدلل على أن عدنان مصمم على أن يحسم معركته بسرعة، ويجبر الاحتلال على الانصياع لطلباته.

 

وخلال كلمته، أكد أ. هاني مزهر في كلمته التي ألقاها بالنيابة عن لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، على المعاناة الشديدة التي يتعرض لها المعتقلون في سجون الاحتلال، والتي تدفع بهم للإضراب.

 وناشد مزهر خلال كلمته المؤسسات الحقوقية لبذل كل ما في وسعهم لدعم قضية المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

 وأكد مزهر على ضرورة العمل من أجل الوصول بملف المعتقلين الفلسطينيين إلى المحكمة الجنائية الدولية، وتضافر الجهود للعمل من أجل انهاء سياسة الاعتقال الاداري التي تنتهجها قوات الاحتلال ضد المدنيين الفلسطينيين.

 وفي نهاية الكلمة، ناشد مزهر بضرورة عقد اجتماع عاجل لجميع القوى المختلفة من أجل دعم نضال المعتقلين في سجون الاحتلال.

 

وفي نهاية الفعالية، فتح باب النقاش، حيث أجمع المتحدثون على دعمهم ومساندتهم لمطالب خضر عدنان العادلة والمشروعة.

 وشدد المجتمعون على ضرورة توحيد الجهود الفلسطينية أولاً، بما في ذلك الاسراع في تحقيق المصالحة الوطنية، في مواجهة الاحتلال وما يمارسه من جرائم بحق الفلسطينيين، خاصة المعتقلين.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد