شروط الرباعية حجر عثرة أمام أي حكومة وحدة وطنية جديدة
غزة / خاص سوا/ خالد الأستاذ/ في سباق مع الزمن وقبل أن يتم التشاور فعلياً ووضع النقاط على الحروف لحسم مصير حكومة التوافق الحالية، بدأ صراع التداعيات حول نية الرئيس محمود عباس تكليف رئيس الوزراء الحالي بتشكيل حكومة جديدة تطفو على السطح.
الصراع ذلك جاء بعد تصريحات عديدة من قبل وزراء ومقربين من الرئيس الفلسطيني أن أي حكومة مقبلة ستكون ملتزمة في برنامجها السياسي بشروط الرباعية، وهو ما يعني فعلياً رفض حركة حماس المشاركة فيها.
شروط الرباعية
وأثارت تصريحات وزير الخارجية في حكومة الوفاق الوطني رياض المالكي حول هذا الشرط سجالاً كبيراً حيث أكد أن "الحكومة الجديدة ستكون ملتزمة بمبادئ اللجنة الرباعية التي تحدثنا عنها باستمرار"، أضاف المالكي "إن الحكومة الجديدة المنوي تشكيلها خلال أيام ستكون ملتزمة بمبادئ اللجنة الرباعية الدولية".
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس والذي من المقرر أن يقدم الأخير مشروع فرنسي لتسوية النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ولاحقا قال فابيوس بعد لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس قبل عدة أيام، إن الرئيس عباس أبلغه بأن حماس "لن تشارك في حكومة الوحدة المنوي تشكيلها لأنها ستضم فقط أعضاء يعترفون بإسرائيل وينبذون الإرهاب ويؤيدون مبادئ الرباعية الدولية".
موقف حماس
حركة حماس وعلى لسان القيادي فيها اسماعيل رضوان شدد على أن أي حكومة خارجة عن السياق الوطني التوافقي لن يكتب النجاح ولن تعطى الشرعية في عملها، منوهاً إلى أن حماس موقفها الواضح والمعلن أنها لن تعترف بشروط الرباعية.
وفي رده على تصريحات وزير الخارجية رياض المالكي قال رضوان "نحن لن نلقي بالاً لهذه التصريحات الغير وطنية والخارجة عن السياق الوطني".
وأوضح القيادي في حماس أن حركته لا تهتم بمن يبحث عن شرعية من الاحتلال أو الرباعية، مستدركاَ "حماس والشعب الفلسطيني وكل الفصائل هي من تعطي الشرعية لأي حكومة وطنية".
مشاورات تشكيل حكومة جديدة
أما حركة فتح فاعتبرت عبر أمين سر المجلس الثوري لها أمين مقبول أن المالكي ليس هو من يحدد أسس المشاركة في الحكومة"، مشيراً إلى أن أسس المشاركة في الحكومة تحددها المشاورات التي ستجري بين فصائل العمل الوطني جميعها والمكلفة من قبل اللجنة التنفيذية.
وأضاف مقبول لوكالة (سوا) الإخبارية "ما يدور الآن من حديث وما يصرح به بعض الناطقين باسم حماس حول الموقف من أي حكومة قبل بدء المشاورات لا ضرورة له" مؤكداَ أن مشاورات تشكيل حكومة جديدة ستمتد لأسبوع .
ونوه مقبول أن شروط تشكيل الحكومة وشروط الرباعية لن يتم التحدث بها وغير مطروحة للنقاش في الوقت الحالي، كاشفاً عن وجود مشاورات مع حركة حماس بقيادة أبو مرزوق منذ فترة ليست بالقصيرة لتشكيل الحكومة الجديدة.
وأشار إلى أن هناك تجاوب إيجابي من حركة حماس، إلا أن تصريحات بعض الناطقين باسم حماس تدلل على أن هناك تناقض في المواقف.
وكان سامي أبو زهري الناطق باسم حركة حماس قد صرح في وقت سابق أن أي حكومة فلسطينية تلتزم بشروط الرباعية أو أي برامج سياسية غير توافقية يعني أنها ستكون حكومة فتح فقط، ولا علاقة لها باتفاق المصالحة.
شروط صعبة
المحلل السياسي "حسن عبده" رأى أن وضع شروط أمام حركة حماس قبل تشكيل أي حكومة وتحديداً شروط الرباعية سيدفع الحركة لرفض المشاركة في أي حكومة، كون أن حماس بنت شرعيتها على عدم الاعتراف بإسرائيل.
وأشار عبده في حديث لوكالة (سوا) الإخبارية إلى أن دعوة الرئيس الفلسطيني تشكيل حكومة جديدة يضع الحالة الفلسطينية أمام خيارات صعبة، منوهاً إلى أن الولايات المتحدة لوحت برفض أي حكومة تكون حماس طرف فيها، وهددت بعزلها.
وأوضح المحلل السياسي أن الحكومة الجديدة هي صيغة سترفع من سقف المناكفات الداخلية ولن تأتي بحكومة وفاق وطني لأن حماس لن تقبل باشتراطات دولية، منوهاً إلى أن وضع عقبات أمام مشاركة حماس في الحكومة لن ينتج عنه سوى تعميق المأزق في الموقف الفلسطيني .
يذكر أن أبرز شروط الرباعية تقضي بالاعتراف بدولة إسرائيل واتفاقيات التسوية معها ونبذ العنف.
ويشهد الشارع الفلسطيني حالة من الترقب حول ما ستؤول إليه الأمور خلال الأيام المقبلة مع أخذ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير قراراً ببدء المشاورات لتشكيل حكومة جديدة.