في أكثر من 2200 عملية.. 25 قتيلاً إسرائيلياً منذ بداية العام الجاري
زعم تقرير لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، اليوم الاثنين 31 أكتوبر 2022، بأن 25 إسرائيلًيا قتلوا (مستوطنين وجنود) في 2204 عمليات فلسطينية منذ بداية العام الجاري 2022، وهو أعلى رقم في السنوات الأخيرة، وأنه تم إحباط 380 هجوًما كان سيتم تنفيذها في مناطق مختلفة.
وبحسب التقرير، فإن الرقم الأعلى كان في عام 2015 بما عرف بـ "انتفاضة السكاكين"، وبلغ فيها عدد القتلى 29 خلال 2558 هجوًما، كما قتل 21، في عام 2021 خلال عملية "حارس الأسوار/ سيف القدس " والتي تم خلالها تنفيذ 2135 هجوًما.
وفي العام الجاري، بدأت الهجمات داخل مناطق الخط الأخضر بهجمات في بئر السبع والخضيرة من فلسطينيين يحملون بطاقات هوية زرقاء من حوارة وأم الفحم، ثم تم تنفيذ هجوم في بني براك من فلسطيني بجنين، وشكل ذلك مفاجأة للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية واستعدت لتصعيد بالضفة، لكن الضربة الأخيرة كانت في "قلب البلاد" - وفق تعبريها- في إشارة لعملية ديزنغوف في تل أبيب.
ومن ذلك الحين تحول الثقل إلى شمال الضفة الغربية وتحديًدا جنين، ومنها إلى نابلس ، بعد 6 أشهر من الامتناع عن تنفيذ عمليات في مخيم جنين بتعليمات من المستوى السياسي، في محاولة السماح للسلطة الفلسطينية بالتعامل مع الأوضاع، إلا أنها فقدت السيطرة، الأمر الذي أجبر الجيش الإسرائيلي والشاباك في تركيز الجهود هناك وبدء عمليات هجومية ضد البنى التحتية للمنظمات، ما زاد من الضغط الهجومي وزيادة المهام الدفاعية وأدى إلى خسائر فادحة. كما تقول الصحيفة.
وتضيف: في المحور الثاني، نابلس، ظهرت مجموعة "عرين الأسود" التي ولدت من رحم شبكات التواصل الاجتماعي، وتمكنت من تنفيذ عمليات إطلاق نار، وفشلت مرة جديدة السلطة الفلسطينية وعلى مدار أسابيع في كبح جماحهم، حتى تولى الجيش الإسرائيلي المسؤولية من جديد ووجه ضربات شديدة للتنظيم، لكنه لم يغلق بعد الحساب مع منفذي عملية قتل الجندي قرب شافي شمرون.
وتتابع: حتى نهاية الأسبوع، أعرب قادة الجيش الإسرائيلي عن ارتياحهم، لأن الهجمات لم تنتشر إلى مدن أخرى في الضفة الغربية، وبقي في شمال الضفة، لكن في اليومين الآخرين اتضح أن التفاؤل سابق ألوانه، بعد عملية الخليل التي قتل فيها مستوطن وأصيب 4 آخرين، والهجوم الذي وقع أمس دهًسا قرب أريحا وتسبب بإصابة 5جنود إسرائيليين.
وأشارت الصحيفة العبرية، إلى الإخفاق من جديد في التصرف أمام منفذي العمليات كما جرى في عملية حاجز شعفاط وعملية قتل الجندي قرب نابلس، تكرر الأمر في الخليل، بوصول متأخر للقوات العسكرية للمكان، وهو أمر يتطلب التحقيق فيه.
واعتبرت الصحيفة، أن الوضع المتصاعد يشير إلى ضعف واضح لدى السلطة الفلسطينية، مشيرة إلى أن هناك قلق في الأجهزة الأمنية من تصرفات رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية الذي يعتبر متطرًفاً وضعيفاً ولا يعمل بما فيه الكفاية من أجل تهدئة الأوضاع، وعلى الرغم من ذلك لا زال النظام الأمني الإسرائيلي يدعم تعزيز الأجهزة الأمنية الفلسطينية.
وبشأن حماس ، تقول الصحيفة، إن الحركة تجلس على السياج، فهي من جهة "تغذي الإرهاب" باستخدام الأموال ونقلها من غزة للضفة، وكذلك شبكات التواصل الاجتماعي للتحريض، وتنتظر فقط الفرصة للسيطرة على الوضع في الضفة، وحتى ذلك الحين فهي تستمتع بالوضع الحالي، أن تشتعل الضفة بدون أن تدفع الثمن بغزة. وفق تعبريها.
ويشعر الجمهور الإسرائيلي بالقلق في ظل أن الموجة الحالية تتميز بالعمل الفردي أكثر منه من العمل المنظم المتعارف عليه مسبقاً، وأيًضا بسبب تأثير عدم الاستقرار السياسي في إسرائيل على الدافع وراء العمليات، حيث كان رئيس جهاز الشاباك رونين بار قد حذر من أن الشلل السياسي قد يشجع على تنفيذ الهجمات، وأن هذا هو الاتجاه الذي يفهم "الإرهابيون" بموجبه أن الإسرائيليين مجتمع منقسم، وأن هذا هو الوقت المناسب لتنفيذ الهجمات، وكان هذا أحد الأسباب التي دفعت الشاباك للدفع باتجاه عملية "الفجر" وتعزيز الردع بغزة بعد
"حارس الأسوار".
وبينت أن الشاباك أحبط أكرث من 380 هجوًما كبري، منها عمليات تفجيرية وعبوات ناسفة وعمليات خطف، ولولا ذلك لقدر أن عدد القتلى سيكون حوالي 200 وليس 25.
وتبحث المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حالًيا عن الظروف التي من شأنها أن تدفع إلى الهدوء، ولكن لم يتم العثورعلى أي حل بعدـ - بحسب الصحيفة -.
وأشارت الصحيفة إلى أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن انزعجت من الدعوات لتنفيذ عملية "السور الواقي2،" وشرحت لكل من اقترحها أن العملية الأولى انطلقت لأن الجيش لم يكن يتمتع بحرية التصرف، لكنه اليوم موجود ويعمل حيثما يريد.
وتختم الصحيفة تقريرها: يتضح لجميع الأطراف أنه لا توجد إمكانية للحديث عن دولة فلسطينية في ضوء الواقع الأمني، وبالتالي لا أفق سياسي، هذه هي الحقيقة التي يجب أن ُتقال مراًرا وتكراًرا: في الواقع الذي تم إنشاؤه، لا يوجد حل عسكري حيث يقرر كل شاب فلسطيني ليس لديه سجل أمني أن يأخذ سلاحا ويقرر تنفيذ هجوم، ولا يمكن إحباط كل هجوم عندما يعيش 400 ألف مستوطن إلى جانب ثلاثة ملايين فلسطيني.