يدور الحديث في الوقت الحاضر حول مفهوم التعايش بين الشعوب والذي من خلاله تستند البشرية إلى مفاهيم قديمة أو حديثة في تعاطيها مع المفاهيم الفلسفية المتنوعة والنظريات والإيديولوجيات، ومن بينها التعايش السياسي أو التعايش الديني اللذان معا يشكلان التعايش السلمي بين الشعوب من جهة والحكومات من جهة أخرى .
فالتعايش السلمي هو مفهوم في العلاقات الدولية دعا إليه الاتحاد السوفيتي السابق عقب وفاة ستالين ومعناه انتهاج سياسة تقوم على مبدأ فكرة تعدد المذاهب الإيديولوجية والتفاهم بين المعسكرين الشرقي و الغربي في القضايا الدولية.
حيث أن السياسة الدولية المعاصرة عرفت مصطلح التعايش السلمي على انه قيام تعاون بين دول على أساس من التفاهم وتبادل المصالح الاقتصادية والتجارية وفي الأديان نجد أن التعاليم المسيحية المتمثلة بالإنجيل مملوءة بالتعاليم التي تلزم المسيحيين بالتعامل مع بقية أبناء الأديان الأخرى بالمحبة والتسامح وعدم نبذ الآخر المختلف عقيدة ولونا وشكلا وان المحبة هي الشعار الرئيسي للدين المسيحي.
كما أن الإسلام لا ينكر الأديان الأخرى,بل يشجع التعايش معها في أمان وسلام وفي التاريخ الإسلامي هناك الدليل الواضح على ذلك فقد عقد النبي محمد صلى الله عليه وسلم العهود والمواثيق مع اليهود التي تضع أسس العيش المشترك مع الاحتفاظ بدينهم وبشريعتهم التوراتية وتعامل الصحابة والخلفاء مع المسيحيين واحترموا عقيدتهم السماوية التي جاء بها السيد يسوع المسيح عليه السلام.
علما بان الإنسان عند الله مفضل على أي شيء آخر وانه من الظلم الكبير أن تتناحر الشعوب وتسفك الدماء البريئة على معتقدات، ولكن الأصل في الحياة هو الاختلاف وتبادل الآراء والتفاهم والعيش المشترك، وإبعاد المخاطر المحيطة بهم دون أي تمييز أو تفرقة.
ومن الصعوبة أن يعيش الإنسان مع نفسه دون أن يختلط مع بقية المجتمعات الأخرى التي تؤمن بغير دينه ودون أن يدخل في عملية تبادلية مع طرف ثان آو مع أطراف أخرى تقوم على التوافق حول مصالح أو أهداف أو ضرورات مشتركة.
لذا يجب أن ينطلق التعايش بين الناس ابتداء من الثقة والاحترام المتبادلين ومن الرغبة وفي التعاون لخير الإنسانية في المجالات ذات الاهتمام المشترك وفيما يمس حياة الإنسان من قريب، وليس فيما لا نفع فيه ولا طائل عنه.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية