غزة تتأهب لأسوأ الخيارات بعد تحميل حماس مسؤولية أسر المستوطنين

114-TRIAL- غزة / سوا/أدخل اتهام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرسمي لحركة حماس بالمسؤولية عن خطف المستوطنين الثلاثة في منطقة الخليل نهاية الأسبوع الماضي قطاع غزة وسكانه في حالة من الشد والضغط والانتظار عما ستسفر عنه الأيام القليلة القادمة.
ولا يساور سكان القطاع أدنى شك بالنوايا العدوانية للاحتلال تجاه شريطهم الساحلي الصغير والمكتظ بالسكان، لا سيما بعد اتهاماته المتصاعدة ضد حركة حماس التي تسيطر عسكرياً وأمنياً على القطاع.
وانعكست هذه الاتهامات والتصعيد المتوقع على حركة وسلوك المواطنين الذين يستعدون لأسوأ الاحتمالات والخيارات مع فشل الاحتلال في العثور على المخطوفين الثلاثة.
ولوحظ تجنب المواطنين الوصول إلى المناطق الخطرة القريبة من الحدود وكذلك ابتعد المواطنون عن مواقع الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة للفصائل.
وفرغ الشاطئ القريب من الحدود الإسرائيلية الشمالية بدءاً من ليلة أو من أمس، من المستجمين الذين اعتادوا الاستجمام والسباحة حتى سلك التحديد.
وابتعد المستجمون أكثر من كيلومتر من الحدود للابتعاد عن مرمى نيران قوات الاحتلال التي استنفرت قواتها على الحدود.
وشوهدت العديد من الآليات المدرعة خلف البوابة البحرية الحدودية وسط استنفار غير مسبوق لزوارق الاحتلال على شاطئ بحر شمال غزة تحديداً.
وجاب أكثر من تسعة زوارق حربية من نوع "ديبورا" متوسطة الحجم شاطئ المحافظة على بعد مئات الأمتار من اليابسة يرافقها عدد كبير من الزوارق المطاطية السريعة والتي يطلق عليها المواطنون "زوارق العباس".
وانسحب المواطنون والمستجمون من المنطقة بعد سلسلة الغارات الجوية، كما انخفضت أعداد المستجمين على شاطئ البحر.
وأخلت كتائب الشهيد عز الدين القسام أحد أكبر قواعد التدريب الواقعة شمال غرب بيت لاهيا والذي يبعد عن الحدود الإسرائيلية مئات الامتار فقط وغادر المئات من أفرادها الموقع، كما أخلت الكتائب معظم مقارها تحسباً من ضربات عسكرية مباغتة.
كما أخلت الأجهزة الأمنية والشرطية مقارها بنسبة عالية واقتصر عملها على المعاملات الضرورية، وانتشر عناصرها في الشوارع والمفترقات.
وشوهدت أعداد كبيرة من عناصر المقاومة المدججين بالسلاح الخفيف والمتوسط يتوجهون إلى الخطوط المتقدمة القريبة من الحدود تحسباً لأي تصعيد إسرائيلي متوقع. 
وتوقع الدكتور عدنان أبو عامر المحلل السياسي أن تكون غزة على مقربة من مواجهة عسكرية مفتوحة مع الاحتلال الإسرائيلي قد تكون سياسة اغتيال قادة المقاومة طليعتها.
ويشير أبو عامر خلال تصريحات صحافية إلى أن اسرائيل تحاول تصدير أزمتها إلى قطاع غزة باعتبار قادة "حماس" يتواجدون بداخله.
إلى ذلك شهدت البنوك حركة اقبال نشطة من المواطنين ، ويؤكد أبو عامر أن كل وقت يمر على إسرائيل دون الوصل إلى أي معلومة توصل إلى المستوطنين الأسرى، يعمق أزمتها الأمنية والعسكرية ويدفعها إلى المزيد من التهور. 
وخلت الشوارع ليلة أول من أمس، من المارة وأغلقت المحال التجارية أبوابها مبكراً، سيما بعد بدء موجة من القصف الجوي استهدفت مناطق متفرقة من كافة المحافظات.
ويرى المحلل والكاتب أكرم عطا الله لصحيفة الأيام المحلية إن عملية الخليل مست بهيبة الأمن القومي الإسرائيلي، وجعلت جيش الاحتلال بحاجة لإعادة حساباته من خلال شن عملية عسكرية في الضفة وضرب قطاع غزة.
وأشار عطا الله إلى أن هناك قدرا عاليا من الاحترافية والتمويه والتخطيط في العملية التي وقعت بالخليل.
وقال عطا الله إن تحميل نتنياهو مسؤولية الخطف لحركة حماس ما هي إلا رسالة يريد الاحتلال توصيلها بأن المستوطنين أسروا نتيجة المصالحة بين الرئيس محمود عباس وحركة حماس، وإظهار الرئيس وكأنه تصالح مع منظمة أول عمل قامت به هو خطف مستوطنين.

182
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد