الجبهة العربية الفلسطينية تصدر بيانًا بمناسبة ذكرى انطلاقتها

الجبهة العربية الفلسطينية

أصدرت الجبهة العربية الفلسطينية اليوم الأربعاء 12 أكتوبر 2022، بيانًا صحفيًا بمناسبة الذكرى الرابعة والخمسين لانطلاقتها ومرور تسع وعشرون عاما على قرار التجديد.

وجاء نص البيان كاملًا حسب ما ورد سوا كما يلي:

بيــــــان صـــــــادر عن الجبهة العربية الفلسطينية  (54) عاماً من النضال و(29) عاماً على التجديد

بسم الله الرحمن الرحيم

بيــــــان صـــــــادر عن الجبهة العربية الفلسطينية

(54) عاماً من النضال و(29) عاماً على التجديد

بوحدتنا وارادتنا نقيم دولتنا ونحمي مقدساتنا ونحرر اسرانا

 

يا جماهير شعبنا العظيم:

يصادف اليوم الذكرى الرابعة والخمسين لانطلاقة الجبهة العربية الفلسطينية ومرور تسع وعشرون عاما على قرار التجديد الذي اتخذه رفاق الجبهة مؤكدين إصرارهم على التمسك بالقرار الوطني الجريء الذي أعلنوه في مثل هذا اليوم قبل تسع وعشرون عاماً بالتمسك بالقرار الوطني المستقل ليشكل هذا القرار اسهاماً مهما في مسيرة الثورة الفلسطينية التي واجهت وباقتدار كل محاولات احتوائها ومصادرة إرادتها، والانتقاص من قرارها، وخاضت في سبيل ذلك العديد من المعارك لصد كل محاولات احتوائها وتوظيفها. وليجددوا في ذلك اليوم إصرارهم على مواصلة النضال مع شعبهم وبين صفوفه في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، التي كنا ولا زلنا نرى فيها وطنا معنويا، وحاضنة لنضالات شعبنا، وبيتا كبيرا يتسع لكل مكونات وفئات الشعب الفلسطيني بمختلف مشاربه السياسية، والقادرة على قيادة شعبنا نحو تحقيق كامل الأهداف الوطنية المشروعة والثابتة،  وعبروا من خلاله أيضا عن التصاقهم وصلتهم الصادقة بواقع شعبهم، ليكون هذا اليوم وبجدارة يوماً لكل فلسطين وذكرى لكل الوطنيين الذين يؤمنون بان استقلال قرارنا الوطني هو الضمانة الأكيدة لتحقيق النصر، وما أحوجنا اليوم لمواقف جريئة وشجاعة تعزز وحدتنا الوطنية وتنهي الانقسام البغيض وتعيد الاعتبار لقضيتنا الوطنية باعتبارها القضية المركزية للأمة.

 وها هي الجبهة اليوم وهي تحيي ذكرى الانطلاقة والتجديد تجدد التزامها بالعهد الذي قطعته لشعبنا بأن تمضي على ذات الدرب وباتجاه ذات الأهداف التي انطلقت من اجلها الثورة الفلسطينية، وآمن بها شعبنا، وسقط من اجلها الشهداء، متوجهة بالتحية لشعبنا في القدس والضفة و غزة ، والى شعبنا داخل الخط الأخضر المحافظين على عروبة الأرض، وعظيم التحية لشعبنا في لبنان وسوريا وفي كل مناطق الشتات مؤكدين لهم أن لا تنازل ولا تفريط ولا تراجع عن حق العودة، وتحية المجد والفخر لأرواح شهداء شعبنا وثورتنا الذين عبدوا لنا الطريق من اجل مواصلة النضال، والتحية موصولة إلى أبطالنا في قلاع المجد، أسرى الحرية وهم يواصلون معارك الكرامة والصمود، ونخص بالذكر الأسير البطل ناصر أبو حميد ورفاقه الاسرى المرضى الذين يكشفون بوضوح عنجهية الاحتلال واجرامه وافتقاره لأدنى القيم الأخلاقية والإنسانية، وإلى جرحانا الأشاوس الذين يحملون على أجسادهم أوسمة المجد، كل التحية وتعاهدهم جميعا أن نواصل النضال حتى تحقيق كامل الأهداف الوطنية.

يا جماهير شعبنا الوفي:

تأتي الذكرى هذا العام والحالة الفلسطينية امام تحدٍ هام يتمثل في السعي الى انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، بجهود مباركة للشقيقة الجزائر، مؤكدين ان هذه الفرصة يجب ان يغتنمها الجميع لتشكل مرحلة جديدة في العمل الوطني الفلسطيني المشترك، خصوصا امام ما تواجهه القضية الفلسطينية من تحديات جسام فالاحتلال يواصل تعنته واصراره على وأد أي فرصة لتحقيق السلام العادل والشامل، مستغلا حالة الانشغال العالمي بالصراع الأمريكي الأوروبي ضد روسيا في اوكرانيا، واننا ونحن نجدد ثقتنا الكبيرة بجهود الجزائر الشقيق ونواياها الصادقة في رأب الصدع الفلسطيني،  فأننا نؤكد مجددا ان المصالحة ضرورة وطنية لتخليص شعبنا من العبء الاكبر الملقى على كاهله، وخلق عبر السنوات الماضية واقعا اليما في قطاع غزة من مشاكلات كبرى لا زالت تلقي بظلالها على اهلنا كالفقر والبطالة والحصار وازمات كالكهرباء والبنى التحتية وغيرها ، ووضع خطة انقاذ عاجلة تتناسب وتطلعات شعبنا الذي ينتظر بفارغ الصبر التخفيف عنه، مشددين هنا على ضرورة ان يمضي قطار المصالحة التي نسعي ان تكون مصالحة وطنية شاملة وحقيقية يتحمل فيها الجميع مسئولياته للنهوض بواقع شعبنا وبمشروعنا الوطني والارتقاء إلى مستوى التضحيات التي قدمها شعبنا وصموده الأسطوري في مواجهة الاحتلال والتأكيد للعالم من جديد أن هذا الشعب العظيم الذي قدم المعجزات عبر مسيرة نضاله الطويل لقادر اليوم على تجاوز هذه الظروف، باعتبار ان اول خطوة في مواجهة التحديات يتمثل في اعادة توحيد شعبنا من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية وتجديد مؤسسات منظمة التحرير وصولا الى اجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية بعد إزالة العقبات التي وضعها الاحتلال امامها في القدس وكذلك انتخابات المجلس الوطني ما امكن ذلك لانضاج برنامج وطني قادر على مواجهة الاحتلال وإزالة الاستيطان والحفاظ على عروبة القدس وإطلاق سراح أسرانا البواسل وضمان عودة اللاجئين إلى ديارهم وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ويكون قادرا على معالجة كافة الآثار السلبية لسنوات الانقسام.

يا جماهير شعبنا الباسل:

ان ما يمارسه الاحتلال من انتهاكات متواصلة بحق شعبنا ومواصلته لتهويد مقدساتنا ويرفع من وتيرة اعتداءات مستوطنيه التي تتم بحماية قوات الاحتلال، بل ويزيد من توسيع دائرة عدوانه ضد المساجد والكنائس والرموز الدينية فيحمي الاقتحامات اليومية لقطعان مستوطنيه للمسجد الاقصى وتعديه على الحرم الابراهيمي في الخليل، وما ينفذه يوميا من اعتداءات على جنين و نابلس وكافة مدننا وقرانا بالمحافظات الشمالية يجعلنا نؤكد على رؤيتنا الدائمة بضرورة تطوير المقاومة الشعبية بكافة اشكالها سواء على صعيد المواجهة المباشرة مع جيش الاحتلال في كافة مناطق التماس او على صعيد تطوير دور سفاراتنا وبعثاتنا وهيئاتنا وكذلك أبناء شعبنا ومدهم بكل الدعم والاسناد لفضح سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها من الغرب وكشف انتهاكات الاحتلال المتواصلة بحق أبناء شعبنا، مؤكدين على ضرورة مواصلة الاشتباك الدبلوماسي والقانوني مع الاحتلال، ودفع العمل مع المحكمة الجنائية الدولية لمعاقبة قادة الاحتلال والعمل على دعم وتعظيم حملات المقاطعة الدولية والتي يجب ان تشمل كافة التعاملات الاقتصادية مع الاحتلال وان تؤخذ قرارات واضحة وحاسمة من قبل كافة مؤسساتنا بما يرهق اقتصاد الاحتلال وصولا لتنفيذ قرار الانفكاك الاقتصادي الكامل تنفيذا لقرارات المجلسين الوطني والمركزي، مؤكدين ان ذلك يتطلب العمل على انخراط اوسع قطاع جماهيري في فعالياتها وكذلك ضرورة انخراط كافة القيادات السياسية وفصائل العمل الوطني والجامعات وكافة المؤسسات التعليمية وهيئات المجتمع المدني والمتضامنون من دول العالم وفق خطة واضحة لتصعيد المقاومة وتشكيل لجان الحماية في كافة المدن والقرى والمخيمات لتكون المواجهة الشعبية الشاملة هي الرد على اعتداءات الاحتلال المتواصلة وعلى المؤامرات الهادفة لتصفية قضيتنا الوطنية وتنكره لحقوقنا الوطنية الثابتة والمشروعة.

وختاما.. فإننا وبهذه المناسبة المجيدة نتوجه بالتحية إلى كل الرفاق في كافة الساحات وفي كل أماكن تواجدهم، مجددين العهد ان نبقى على ذات المبادئ حتى تحقيق كامل أهدافنا الوطنية في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

 

عاشت ذكرى الانطلاقة.. عاش نضال شعبنا العظيم

 التحية كل التحية لشعبنا الفلسطيني المكافح.. التحية لامتنا العربية المجيدة

المجد لشهداء شعبنا وامتنا.. والـشـــــــفاء للجرحى والحــــرية للأسرى

ومعا وسويا من اجل الحرية والاستقلال والديمقراطية

الجبهة العربية الفلسطينية

12 أكتوبر 2022م

المصدر : وكالة سوا

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد