مجزرة قلقيلية.. 66 عاماً وتاريخ المدينة شاهدٌ على الآلام

مجزرة قلقيلية.. 66 عاماً وتاريخ المدينة شاهدٌ على الآلام

"سأحرث قلقيلية حرثاً" لم تكن هذه الكلمات عبثاً يوم قالها موشي دايان عام 1953، وبعد سنوات قليلة في10 أكتوبر عام 1956، قد نفّذ هذه الكلمات شريكه في الإجرام "آرييل شارون"، وارتكب مجزرةً أضافها التاريخ إلى صفحات نكباته وآلامه التي تسبب الاحتلال الإسرائيلي بها منذ قدومه الأول لأرض فلسطين المقدّسة.

ما قبل المجزرة ...

في نهار يوم الخميس العاشر من تشرين أول 1956، تسللت إلى قرية قلقيلية كتيبة مدرعات من الجيش الإسرائيلي تساندهما كتيبتا مدفعية ميدان ونحو عشر طائرات مقاتلة، فقطعت الأسلاك الهاتفية ولغمت بعض الطرق؛ إيذاناً ببدء عملية إبادة جديدة بحق المدنيين العزّل.

في الجهة المقابلة، لفت انتباه أحد ضباط الجيش الأردني من سطح مركز شرطة المقام على تراب قلقيلية، حشودات كبيرة لقوات الاحتلال الإسرائيلي، وراء خط الهدنة من الجهة الشمالية والغربية لمدينة قلقيلية.

بدء المجزرة

بعد أن مهدّت مدافع الاحتلال قصفها بكثافة عادت كتيبة المشاة الساعة 11 ليلاً إلى المدينة، لكن استبسل أهالي المدينة والجيش الأردني بقيادة الضابط خنفور سليمان دفاعاً عنها، ورفضاً لأي نكبة أخرى فشل هجوم القوات وتكبدت بعض الخسائر.

وعند منتصف الليل، عادت قوات الاحتلال بكتيبة المشاة تحت حماية الدبابات، حيث تصر وفي كل مرّة على تنفيذ مجازرها ليلاً لأنّها تعلم أن الأرض ليست لها، بعد أن مهدت نيران المدفعية الميدانية للهجوم.

دارت معركة بين القوات المهاجمة والمدافعين الفلسطينيين عن مركز الشرطة، فاستشهد عدد من المدافعين وأفراد الحرس الوطني، وعدد من أسرى مركز الشرطة، وذلك بعد أن نسفت القوات المركز على من فيه.

وتمكنت القوات الإسرائيلية من الوصول الى مركز الشرطة واحتلاله بعد أن هاجمت قلقيلية من ثلاثة اتجاهات (الشمالية والغربية والشرقية)،

ماذا بعد المجزرة؟

بعد أن احتلت القوات مركز الشرطة تابعت تقدمها في شوارع القرية، ومضت في طريق إبادتها للمواطنين العزل، وأطلقت النار على المنازل وعلى كل من يصادفهم.

وقد عمد الجيش الإسرائيلي إلى قصف القرية بالمدفعية قبل اقتحامها، حيث راح ضحية المجزرة أكثر من 70 شهيداً، وهدّمت منازل المواطنين ومساجدهم دون أدنى إنسانية.

وقتل في مجزرة قلقيلية 18 جندياً إسرائيلياً بينهم، قائد القوات المهاجمة البريجادير جنرال قائد سلاح المدرعات واسمه "بيرمي"، حيث أقام له الجنود بعد احتلال البلدة عام 1967م، نصباً تذكارياً مكان مقتله في "تلة صوفين، إلا أنّ أهالي البلدة قاموا بهدمه.

ويطلق على مجزرة قلقيلية "مذبحة المركز" نسبة لمركز الشرطة الذي يتبع للجيش الأردني الذي يقع في المنطقة الشمالية لمدينة قلقيلية.

قلقيلية بعد سنوات المجزرة

ها هي أحداث المجزرة وصلتنا بعد عشرات السنوات لتخبر الاحتلال أنّ جدران المدينة لم تنسَ المجزرة ولا أنّات الجرحى وأجساد الشهداء، في رسالة للاحتلال مفادها "أن الأجيال لا تنسى ولا الجدران"، التاريخ سيفضح كل مجازركم التي تم تنفيذها على أرض فلسطين، ولن ينسى، ولن ينسى.

المصدر : وكالة سوا

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد