"خط أسرع من الجحيم".. باصات كهربائية في بانكوك لحل مشكلة الطرق
"خط أسرع من الجحيم" هكذا وصفت أغنية ساخرة خط الحافلات الرقم 8 في بانكوك، حيث يشكل هذا الخط نموذجاً عن كثافة الحركة المرورية وخطورتها في العاصمة التايلاندية، إذ تسوده الفوضى وتكثر فيه الحوادث، وتراهن السلطات جزئياً على الباصات الكهربائية لتوفير السلامة والأمان في وسائل النقل العام.
تطرقت الصحافة في السنوات الأخيرة، إلى خط الحافلات الرقم 8 حتى أصبح ظاهرة في مواقع التواصل، بسبب وقوع شجارات بين السائقين العاملين فيه وتسجيل حوادث على الطرق أو تجاوزات حافلاته لإشارة المرور الحمراء فضلاً عن عدم التزام السائقين بقانون السير.
ومنذ عام 2011، قُتل ثلاثة أشخاص في حوادث متصلة بخط الحافلات الرقم8، مما أظهر الخلل القائم في نظام النقل العام في المدينة الكبيرة التي تضم نحو عشرة ملايين نسمة.
حيث تعرضت الشركات الخاصة المشغلة لخطوط النقل في المدينة لانتقادات بسبب دفعها السائقين الذين يتلقون مردودهم استناداً إلى عدد الركاب، للعمل على رفع عدد الزبائن على حساب السلامة العامة.
ويقول أفيساك سودموي (39 عاماً)، وهو سائق إحدى حافلات الخط رقم 8، إنّ الوضع "مشابه للسباقات"، وكان يتحدث من داخل حافلته القديمة وغير المكيّفة وذات الأرضية الخشبية والتي يتولى قيادتها منذ عشر سنوات.
وبالإضافة إلى راتب يومي ثابت يراوح بين 150 و200 باهت (أي نحو 4,96 دولارات)، يتلقى أفيساك سودموي عمولة بنسبة 10% على تذاكر النقل المباعة، ويقول: "ينبغي أن نسير الخط بأكمله أقلّه أربع مرات يومياً لنحصل على مردود كاف للعيش"، وهو ما يمثل تحدياً في مدينة يخنقها الازدحام المروري وتفتقد لمسارات مخصصة للحافلات.
وقد وعد حاكم بانكوك الجديد تشادشارت سيتيبونت الذي كان وزير نقل في حكومة ينغلوك شيناواترا التي أطاح بها انقلاب عام 2014، بتخفيف الازدحام المروري خلال عام، ويجري العمل حالياً على توسيع مترو الأنفاق الذي يشكل إحدى شبكتي المترو الموجودتين في المدينة ويضم خطين فقط. وتهدف الخطة كذلك إلى تحديث الحافلات من خلال التحوّل إلى النماذج الكهربائية.
وضمن الخط رقم 8، دخلت في الخدمة نهاية آب/أغسطس 20 حافلة كهربائية تديرها شركة مشغلة جديدة، ضمن الحافلات الستين التي تسير على الطرق.
ويقول أفيساك سودموي الذي يفضّل قيادة حافلة قديمة من دون توضيح أسباب ذلك إنّ "معظم الركاب الذين أعرفهم لا يرغبون في التحول نحو الحافلات الجديدة" لأنّ تذاكرها باهظة الثمن لهم.
أما بالنسبة إلى الحافلات الكهربائية الجديدة التي تعمل تحت تسمية حافلات الخط رقم 2-38 وذلك ابتعاداً عن السمعة السيئة التي مني بها الرقم 8 خلال السنوات الأخيرة، فقد اصطدمت إحداها بخلفية أخرى في يوم عملها الأول.