رحل الكاتب والناقد عبد الله أبو شرخ «أبو محمد» بتاريخ 17 أيلول (سبتمبر) 2022 بعد رحلة معاناة مع المرض الذي أتعب جسده إلى أن توقف قلبه عن الخفقان.
رحل الناشط والكاتب العنيد ابن مخيم جباليا للاجئين الذي ترعرع في أزقته وحاراته وتتلمذ ودرّس في مدارسه، وحمل رسالته النبيلة بكل قوة وعنفوان متميزاً عن غيره من المعلمين، مصطفاً لجانب المقهورين والمظلومين من أبناء شعبنا الفلسطيني، منحازاً لنداءاتهم ومطالبهم بالحرية والعيش الكريم.
هذه الرسالة السامية التي حملها أبو شرخ ودافع عنها دفع ثمنها كثيراً، مرةً تلو الأخرى متحملاً الكثير من الوجع والألم عن ما كتبه قلمه إلا أنه لم يخضع ولم يُهادن.
دافع عن رسالته بقلمه وبفكره النقدي، ووقف شامخاً في عدد من الحراكات المطلبية أبرزها حراك «الكهرباء» و«بدنا نعيش» في وجه الجوع والقهر والألم، وإلى جانب حق الناس في التظاهر والتجمع السلمي، وفي التعبير عن جوعهم وألمهم ووجعهم، وحقهم في الحياة والعيش الكريم.
انتقد سياسات وإجراءات سلطة الأمر الواقع ودافع عن الجوعى والفقراء، وعبرَّ عن صرخات وآلام المظلومين والمقهورين، وتحمل الألم والوجع نحو أمله المنشود. قاوم وناضل وطنياً ونقابياً ودافع عن هموم الناس، ولم يستطع مقاومة مرضه الذي نهش جسده.
توقف قلمه عن الكتابة وتوقف صوته العنيد عن المطالبة بحق الناس في التعبير عن ألمهم وكرامتهم الوطنية وإنسانيتهم.
ودعته جماهير شعبنا الفلسطيني، وودعه مخيم جباليا للاجئين ورفاق دربه ومحبيه ومناصريه، وُدع محمولاً على الأكتاف في موكب جنائزي قبل أن يُوارى الثرى في مقبرة الشهداء بمخيم جباليا شمال قطاع غزة ، حاملاً رسالة شعبه التي ناضل واستشهد من أجلها.
لا نقول وداعاً للكاتب والناقد عبد الله أبو شرخ بل نقول سلاماً. لروحك الرحمة والسلام، ولأهلك وذويك ومحبيك الصبر والسلوان..
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية