موقع إسرائيلي يكشف أسرارا جديدة عن محاولة اغتيال خالد مشعل في الأردن

خالد مشغل - رئيس حركة حماس بالخارج

كشف موقع إسرائيلي اليوم أسرارا جديدة عن محاولة اغتيال خالد مشعل رئيس حركة حماس بالخارج في العاصمة الأردنية عمان والتي وقعت في الخامس والعشرين من شهر أيلول / سبتمبر عام 1997.

وقال أمير بار شالوم الخبير الأمني في موقع تايمز أوف إسرائيل في مقال له إن محاولة اغتيال خالد مشعل في الأردن أسفرت عن واحدة من أكبر الأزمات السياسية التي واجهت إسرائيل على اعتبار أنها شكلت إهانة قاسية لعمان.

نص المقال الذي يكشف أسرار جديدة عن محاولة اغتيال خالد مشعل

أسرار جديدة عن محاولة اغتيال خالد مشعل في العام 1997

تصادف، الشهر المقبل، الذكرى الخامسة والعشرون لمحاولة اغتيال القيادي في "حماس"، خالد مشعل، في عمان، العاصمة الأردنية.


يعتبر هذا التاريخ تاريخياً في العالم العربي، حيث كان واحداً من أكثر الإخفاقات الاستخبارية والعملياتية الصاخبة لـ "الموساد"، والتي انتهت بإذلال إسرائيل العلني.


على شرف هذا التاريخ "الخاص"، أجرت شبكة الجزيرة مقابلة طويلة وعاطفية مع مشعل حول أحداث 25 أيلول 1997. وكان أبرز ما في المقابلة جملة قيلت في النهاية: "إلى يومنا هذا حزين أنني لم استشهد في العام 1997". هذا الجزء من المقابلة مصحوب بموسيقى درامية.


كانت محاولة اغتيال مشعل إحدى الأزمات السياسية الكبرى التي تعيّن على إسرائيل التعامل معها بعد توقيع اتفاقيات السلام مع الدول العربية. كانت هذه الأزمة أكبر من حصار السفارة الإسرائيلية في القاهرة، العام 2013.


لفهم شدة الأزمة مع الأردن في العام 1997 وما حدث بالفعل وراء الكواليس خلال الساعات الحرجة عندما لم يكن من الواضح ما الذي سيحدث لمقاتلي "الموساد" لجأنا إلى الرئيس السابق لجهاز الموساد، إفرايم هاليفي، سفير إسرائيل في الاتحاد الأوروبي.


تم اختيار مشعل هدفاً للتصفية بعد هجوم انتحاري مزدوج في سوق محانيه يهودا في تموز 1997. كانت الخطة هي رشه بسم قاتل، ما سيتسبب في وفاته في وقت قصير دون ترك أي علامات مريبة.


لإخفاء البقعة المميتة، كان من المفترض أن ي فتح مقاتلو "الموساد" بجانبه علبة مشروب، حتى لا يُشك في السائل الذي انسكب عليه.


قبل أيام قليلة من العملية قام فريق مراقبة من "الموساد" بتعقبه في عمان، ورصد طريقه المعتاد من المنزل إلى المكتب.


في يوم الاغتيال اقترب منه اثنان من عملاء "الموساد" ومعهما علبة شراب وحقنة مسمومة. بالمناسبة، تم تجهيزهما بمصل مضاد للسم في حالة حدوث خطأ ما.
حقنة أخرى كانت مع مقاتل آخر، ميشكا بن دافيد، الذي كان ينتظر في فندق وسط عمان.


نزل مشعل من سيارته كالمعتاد وتوجه نحو المكتب. عندما توقفت السيارة نزل منها مشعل، وبدأ في المشي، ولكن بعد ذلك نزلت ابنته الصغيرة بشكل غير متوقع من السيارة واتصلت به.


لم يلاحظها العملاء، ولكن ذلك جعل مشعل يدير رأسه. في هذه المرحلة تم رش السم، ولكن لم يتم فتح العلبة. أدرك مشعل على الفور أن هذه كانت محاولة اغتيال.

"شعرت بصدمة كهربائية قوية بالقرب من أذني" هكذا وصف تلك اللحظة. عند هذه النقطة بدأت الضجة، فركض مشعل نحو سيارته، وركض المقاتلون إلى سيارة الهروب.


لسوء الحظ، لاحظ فلسطيني عابر الضجة، وبدأ في تتبع سيارة الهروب. عندما ترك العملاء سيارتهم بدأ في مواجهتهم وأصيب. فيما بعد اتضح أنه كان مقاتلاً من المجاهدين في أفغانستان، وله خلفية قتالية. اندلعت ضجة هناك وبدأ تجمع حول الاثنين.


وتم استدعاء الشرطة الأردنية إلى مكان الحادث، واعتقالهما ونقلهما إلى مركز للشرطة في قلب عمان. في التحقيق الأولي قال المقاتلون إنهم مواطنون كنديون وتم استدعاء القنصل الكندي إلى مكان الحادث. وبعد أن تحدث القنصل معهم بضع دقائق، خرج وقال بشكل قاطع: "إنهم ليسوا مواطنين كنديين".


بعد ذلك بوقت قصير، كان على إسرائيل الاعتراف بأن مقاتلي "الموساد" هم من عملوا على الأراضي الأردنية للقضاء على مشعل. وتحدث رئيس "الموساد" في ذلك الوقت، داني ياتوم، مع الملك الغاضب الذي قال له صراحة: "إذا مات مشعل فسيحكم على المقاتلين بالإعدام".


عند هذه النقطة عاد ياتوم إلى إسرائيل وبدأ جهداً مزدوجاً: نقل المصل إلى الأردنيين في أسرع وقت ممكن، ومعرفة ما يجب القيام به لتهدئة الملك. في هذه المرحلة، ظهر في الصورة إفرايم هاليفي، الذي يُعتبر صديقاً شخصياً للملك. ومع ذلك، اتضح أنه بالفعل بعد الاغتيال وبمجرد تولي إسرائيل المسؤولية نقل الملك رسالة إلى ليفي، الذي كان في بروكسل في ذلك الوقت.


يقول هاليفي لـ "تايمز أوف إسرائيل" إن الرسالة كانت واضحة: عدم القدوم إلى الأردن لأن الملك لا يريد اختبار الصداقة والتقدير بين الاثنين. تم استدعاء هاليفي إلى إسرائيل في اليوم التالي، الجمعة، 26 أيلول، وكان حاضراً في الاجتماع الطارئ الذي عقده رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو . واقترح على الفور إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين ، لكن نتنياهو ردّ عليه مباشرة: غير وارد، وفي غضون ذلك، بدأت محاولة الاغتيال تكتسب أصداء إعلامية في الأردن والعالم العربي وإسرائيل، وتزايد الخوف أنه بمرور الوقت، وازدياد الضجة، سيكون صعباً تليين موقف الملك.


تلقى هاليفي اتصالاً آخر من نتنياهو، الذي بدا مريضاً، وقال له كلمتين فقط بالإنجليزية: "دو إت" (افعل ذلك)، وأغلق الخط، ولاحقاً غادر هاليفي إلى عمّان، "لكنني لم أقابل الملك على الفور، واضطررت للمرور بدوائر عدة حتى وافق على مقابلتي"، يقول هاليفي.


وأشار هاليفي إلى أن الملك أبلغه أن محاولة اغتيال مشعل شكلت جهداً إسرائيلياً لتعريض حكمه للخطر، لأن الشارع الفلسطيني في الأردن اعتبرها تمت بتعاون من المملكة، ولذلك شكلت المحاولة إهانة هائلة للأردنيين، وشعروا بأن إسرائيل تستخف بهم، وأنها تعامل الأردن كدولة صغيرة وضعيفة يمكن العمل فيها بحرية.


كان أحد قادة محاولة الاغتيال الفاشلة في الميدان، الذي احتجز فيه مصل السم، تلقى أمراً بتسليم المصل على الفور إلى ضابط مخابرات أردني ينتظر في بهو الفندق، حيث حصل عليه مشعل أخيراً في مستشفى عمان. وهو بين الحياة والموت، وقدمت إسرائيل المشورة الطبية عن بعد، حتى تعافى أخيراً.


من الناحية التاريخية، يبدو هذا مشابهاً تماماً لأحداث السبعينيات وأيلول الأسود، عندها فقط كان الإصبع الذي ضغط على الزناد أردنياً وليس إسرائيلياً.


في الواقع، منذ طرد مشعل، لم تعمل "حماس" على الإطلاق على الأراضي الأردنية. وتحركت الذراع السياسية للعمل في قطر حيث يعيش مشعل و إسماعيل هنية .

المصدر : وكالة سوا

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد