بالفيديو: جنود كتيبة "نيتسح يهودا" يعتدون على مواطنين برام الله بوحشية - معلومات عن الكتيبة

جنود من كتيبة نيتسح يهودا التابعة للجيش الإسرائيلي - ارشيف

انتشر فيديو قصير عبر منصة التواصل الاجتماعي "تيك توك" يظهر فيه جنود من كتيبة "نيتسح يهودا" (المخصصة للجنود المتدينين) التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي وهم يعتدون على مواطنين فلسطينيين غرب مدينة رام الله .

وتسببت تلك الكتيبة المتطرفة باستشهاد المسن الفلسطيني عمر أسعد، في كانون الثاني عام 2022، في قرية جلجليا شمال رام الله، بعد أن قيدوه لساعات وألقوه في البرد القارس، وتضاف قضية الاستشهاد هذه إلى سجل طويل من الممارسات القمعية والارتجالية التي تقوم بها هذه الكتيبة والتي تحولت إلى "ميليشيا" تحظى باستقلالية نسبية داخل الجيش الإسرائيلي، ومحصنة من كل محاسبة.

وتأسست كتيبة "نيتسح يهودا" في العام 1999، كإحدى الكتائب التابعة لسرية كفير التي تحمل رقم 900. بيد أن الكتيبة لم تتأسس كحاجة عسكرية من داخل الجيش نفسه، وإنما بناء على تعاون حثيث ما بين المجتمع الحريدي ووزارة الجيش الإسرائيلية. فبعد انشاء القسم الأمني-الاجتماعي داخل الوزارة، تأسست جمعية "نيتسح يهودا" في العام 1999 بهدف دفع الشبان الحريديم للتجند في صفوف الجيش الإسرائيلي.

وبحسب تقرير للمركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار"، حول هذه الكتيبة، بدأ الحريديم يلحظون في العقود الأخيرة بأن نسبة لا يستهان بها من الشبان الحريديم يتسربون من مدارس التوراة (أو ما يسمى: الييشيفاه)، ويتقربون أكثر من المجتمع الإسرائيلي الليبرالي، وهذا هو ما دعا بعض قادة الحريديم إلى تأسيس جمعية "نيتسح يهودا" لحماية الشبان المتزمتين الذين يعانون من مشاكل أسرية والذين قد ينتهي بهم المطاف كمتسكعين في الشوارع بعد أن فشلوا بالالتحاق بمدرسة توراتية.

وعليه، تأسست جمعية "نيتسح يهودا" على يدي الحاخام تسفي كالبناو، هو يهودي أميركي متدين هاجر إلى إسرائيل في العام 1996، وتهدف الجمعية التي تتعاون بشكل حثيث مع كل من المجتمع الحريدي من جهة ووزارة الجيش الإسرائيلي، من جهة أخرى، إلى دعم الجنود الأرثوذكس المتطرفين ومرافقتهم خلال خدمتهم العسكرية التي تمتد إلى عامين، وترافقهم أيضا أثناء وبعد إطلاق سراحهم لمساعدتهم بالاندماج في المجتمع مع الحفاظ على قيم التوراة الأرثوذكسية المتشددة خاصة تلك المتعلقة بالأسرة والمجتمع.

بيد أن الجمعية اتسع نطاق عملها لتستهدف تجنيد شبان متطرفين قد لا ينتمون بالضرورة إلى مجتمع الحريديم، لكنهم في المقابل يعتبرون متدينين وعقائديين مثل مجتمع المستوطنين، وخاصة تيارات الحردلية (التيارات التي تجمع ما بين البعد القومي الصهيوني والبعد الديني المتزمت). فبينما ترعى الجمعية حوالي 2400 شاب حريدي فشلوا في الالتحاق بالمدرسة التوراتية.

و تضم بين صفوفها حوالي 14 ألف مقاتل إسرائيلي، وحوالي 700 جندي وافد من الخارج، تم تجنيدهم من المجتمعات اليهودية في العالم. ويتوزع هؤلاء الجنود جميعا على أكثر من ست كتائب أهمها كتيبة "نيتسح يهودا" والتي تحمل اسم الجمعية لكنها تعتبر الأكثر جذبا للجنود المتطرفين.

وتعمل كتيبة "نيتسح يهودا" بالأساس في منطقة رام الله وضواحيها، وتضم في صفوفها حوالي 1000 مجند، ومسار التجنيد في هذه الكتيبة يتبع النمط المسمى "ييشيفاة هيسدير" وهو مسار يجمع ما بين العلوم العسكرية والعلوم الدينية التوراتية. فجنود الكتيبة يخدمون ما مجموعه عامين وثمانية أشهر في الجيش الإسرائيلي.

وهذه الخدمة تشمل دورة تدريبية لحوالي 8 أشهر، تليها الخدمة كمقاتلين لمدة 16 شهرًا إضافية، بعد ذلك يحق للجندي الحصول على عام دراسي آخر بعد الخدمة في الجيش، وهو ما يسمى عام "الارتقاء" ويهدف إلى تمكين الجندي من إكمال شهادة الثانوية العامة والدراسة في معهد من أجل الحصول على مهنة تمكنه من كسب العيش الكريم.

غير أن ما يميز هذه الكتيبة هو تبلور عقيدة أيديولوجية دينية سياسية تدفع جنودها إلى الاعتقاد بأن فرض الحكم على الفلسطينيين وضبطهم يعتبر مهمة "مقدسة" دينيا، وليس مجرد مهمة عسكرية مرتبطة بقرارات صادرة عن قيادة الجيش، كما أوضح إيتمار ديشل، وهو نقيب في الجيش الإسرائيلي وكان قائد كتيبة "نيتسح يهودا" بين 2016-2018.3.

ولأن معظم جنود هذه الكتيبة كان قد تمردوا في السابق على أسرهم وحاخاماتهم وفشلوا في دراسة التوراة، فإنهم يجدون في "الحكم المقدس" على الفلسطينيين مناسبة لإثبات الذات من خلال ممارسة العنف المفرط، وهو أمر معروف لكل قادة هذه الكتيبة.

المصدر : وكالة سوا - وفا

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد