علماء يطورون أجنة فأر اصطناعي بقلب ودماغ ينبضان باستخدام الجلد

أجنة الفئران

تمكن علماء إسرائيليون من تطوير جنين فأر اصطناعي بقلب ودماغ ينبضان باستخدام الجلد فقط، مستغنيين عن الحيوانات المنوية أو البويضة.

ونما جنين الفأر في رحم اصطناعي لمدة ثمانية أيام، باستخدام خلايا جذعية مأخوذة من الجلد، دون تدخل بواسطة الحيوانات المنوية أو البويضة، تم زرعها في طبق بتري "وعاء أسطواني غير عميق، مصنوع من الزجاج أو البلاستيك، ومزود بغطاء، يستعمله علماء الأحياء لاستنبات الخلايا، كالبكتريا والفطريات".

ويعول علماء الخلايا الجذعية على أن هذا يمكن أن يكون خطوة كبيرة في اتجاه خلق أعضاء بديلة للبشر.

وأوضح العلماء المشاركون في الدراسة أن الهدف ليس خلق فئران أو أطفال خارج الرحم، ولكن إطلاق فهم لكيفية تطور الأعضاء في الأجنة واستخدام هذه المعرفة لتطوير طرق جديدة لشفاء الناس.

ونقلت صحيفة " تايمز أوف إسرائيل"، عن عالم بيولوجيا الخلية يعقوب حنا، من معهد وايزمان للعلوم، قوله: إن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إنشاء جنين متقدم من أي نوع من الخلايا الجذعية وحدها.

وأردف حنا: إنه أمر رائع، لم يكن هناك حيوانات منوية ولا بويضة ولا رحم، لكننا تمكنا من تكوين أجنة من الخلايا الجذعية وحدها لمدة ثمانية أيام، ثلث فترة حمل الفأر، بقلب ينبض.

وفي المحاولات السابقة تكون جنين دون حيوانات منوية وبويضة إلى تكوين الكيسات الأريمية، وهي الهياكل التي تشكلت في التطور المبكر للثدييات، بينما في التجربة الحالية، تمكن العلماء من تطوير نماذج اصطناعية أظهرت تشابها بنسبة 95% مع الأجنة الطبيعية في شكل الهياكل الداخلية، وأنماط التعبير الجيني لأنواع الخلايا المختلفة.

ولفت البروفيسور حنا إلى أن هذا البحث يمكن أن يستخدم يوما ما لتنمية "هياكل شبيهة بالأجنة البشرية".

وتابع: التحدي التالي هو أن نفهم كيف تعرف الخلايا الجذعية ماذا تفعل، كيف تتجمع ذاتيا في أعضاء وتجد طريقها إلى الأماكن المخصصة لها داخل الجنين، ولأن نظامنا على عكس الرحم، شفاف، فقد يكون مفيدا في نمذجة عيوب الولادة وزرع الأجنة البشرية.

وبالإضافة إلى المساعدة في تقليل استخدام الحيوانات في البحث، قد تصبح نماذج الأجنة الاصطناعية في المستقبل مصدرا موثوقا للخلايا والأنسجة والأعضاء من أجل الزرع.

وأوضح حنا: "بدلا من تطوير بروتوكول مختلف لتنمية كل نوع من الخلايا، على سبيل المثال خلايا الكلى أو الكبد، قد نتمكن يوما ما من إنشاء نموذج شبيه بالجنين الاصطناعي ثم عزل الخلايا التي نحتاجها، ولن نحتاج إلى أن نملي على الأعضاء الناشئة كيف يجب أن تتطور، إن الجنين نفسه يفعل ذلك على أفضل وجه.

وقال حنا: "هدفنا ليس جعل الحمل خارج الرحم، سواء كان ذلك في الفئران أو أي نوع آخر. إننا نواجه بالفعل صعوبات في صنع الأعضاء، ومن أجل جعل الخلايا الجذعية تصبح أعضاء، نحتاج إلى معرفة كيفية قيام الجنين بذلك، بدأنا بهذا لأن الرحم صندوق أسود، وليس شفافا.

المصدر : روسيا اليوم

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد