لتحقيق هدوء طويل الأمد
هآرتس: إسرائيل غيّرت نهجها في غزة ولا بديل لحكم حماس
كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، صباح اليوم الثلاثاء 02 أغسطس 2022، عن السياسة الإسرائيلية الجديدة التي تتبعها مع قطاع غزة ، بناء على الأحداث السياسية والأمنية الأخيرة، مشيرة إلى أنه لا يوجد بديل واقعي لحكم حماس بالقطاع.
وقالت الصحيفة العبرية في تقرير تحليلي لمراسلها ومحللها العسكري عاموس هرئيل، إن إسرائيل غيرت نهجها في غزة، وتعمل على تحسين الوضع الاقتصادي بشكل ملحوظ خاصة من خلال زيادة عدد العمال الذين يدخلون لمناطقها، إلا أن ذلك لا يمكن أن يضمن الهدوء على المدى الطويل.
ووفقا للصحيفة، فإن التقييمات التي تجري في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، بأن تصاريح دخول العمال من غزة، يجلب معه تحسنا ملحوظا في الوضع الاقتصادي، ومع ذلك، فإن هذا لا يضمن الهدوء طويل الأمد مع حماس. وفق قولها
اقرأ أيضا/ الجيش الإسرائيلي يتخذ إجراءات على حدود غـزة ويُغلق معبر "إيريز"
وأضافت الصحيفة: "التغيير الحقيقي في السياسة الإسرائيلية بدأ تدريجيا مع صعود نفتالي بينيت إلى الحكم، مشيرة إلى أنه يسمح حاليا لـ 14 ألف عامل فلسطيني من غزة بالدخول إلى إسرائيل، وفي حال لم يكن هناك أي تصعيد عسكري جديد في المرحلة المقبلة، سيتم رفع العدد إلى 20 ألفا، وقد يتم النظر في زيادتها إلى 30 ألفا، ويتم حاليا العمل على تحسين ظروف حقوقهم وضمانها".
اقرا أيضا/ إسرائيل تقرّر إغلاق معبر كرم أبو سالم بشكل "مفاجئ"
وأشارت إلى أن إسرائيل تعتبر هذه الخطوة مهمة لتحقيق هدوء طويل الأمد، كما أنها قد تكون إشارات لحل مشكلة الإسرائيليين الأسرى والمفقودين بغزة، لافتة إلى أن هذه السياسة ليست فقط تعتمد على نفتالي بينيت، ويائير لابيد، و بيني غانتس ، بل يدعمها ويوصي بها كبار الضباط في المؤسسة الأمنية والعسكرية، حتى أن موقف الشاباك تغير بشكل جوهري بعد انتهاء ولاية نداف أرغمان والذي كان يرفض بشكل قاطع إدخال أي عمال من غزة، لكن حاليا تم تغيير هذا النهج بشرط أن تكون التصاريح مشروطة.
وزادت، "إنه حتى الآن "لم يتورط أي من عمال غزة في أي من الهجمات الإرهابية التي اندلعت في الأشهر الأخيرة". وفق قولها
اقرأ أيضا/ حمـاس تُعقّب على ممارسات الاحتلال بالضفة واعتقال القادة
وبيّنت أن النهج الجديد للمؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، يقوم على عدة افتراضات بعضها بعيد عن الخطاب السياسي العام للقيادة الإسرائيلية، ومن بين تلك الافتراضات، أنه لا يوجد أي حل سياسي لغزة في المستقبل المنظور، كما أنه لا يوجد حاليا بديل واقعي لحكم حماس، وأخيرا أنه لا تغيير متوقع في أيدلوجية حماس، ولكن في المقابل تبني إسرائيل تهديدا عسكريا أكثر تجاه حماس وهو ما يظهر من خلال الهجمات التي تنفذ في غزة من حين لآخر ردا على إطلاق أي نيران، وفي القابل تتبنى سياسة مدنية أكثر توسعية، وبذلك تم التخلي عن نهج إعطاء رد سلبي تلقائي على كل طلب فلسطيني. وفق هآرتس
ووفق تحليل الصحيفة العبرية: "في إسرائيل، ازداد الوعي أيضا بأن تدهور الظروف المعيشية في قطاع غزة يؤدي غالبا إلى تدهور الأوضاع، وفي الواقع حاليا تضاءلت الضائقة اليومية الحياتية إلى حد ما"، مشيرة إلى أن إسرائيل لم تعد ترسل عبر الوسطاء المصريين أي رسائل لحماس، ولكنها تتخذ خطوات فورية ومباشرة منها بدون أي مفاوضات مباشرة مع الحركة.
ولفتت إلى أنه أيضا تم تخفيف سياسة منح التصاريح لإدخال البضائع إلى قطاع غزة عبر كرم أبو سالم والتي كانت تنتهجها إسرائيل خشية إدخال مواد ذات استخدام مزدوج، ويتم حاليا استخدام أجهزة متقدمة لمنع مثل ذلك، وتم إزالة الكثير من العوائق التي أخرت مشاريع مهمة بغزة مثل مرافق تحلية المياه وصناعة المراكب وغيرها، وفي ذات الوقت تعزز التعاون مع الجانب المصري لإجراء عملیات تفتيش دقيقة على معبر رفح ، وسط جهود كبيرة في منع التهريب عبر الأنفاق أو البحر.
واعتبرت الصحيفة العبرية، أن دخول العمال من غزة هو التغيير الأكثر أهمية حاليا في ظل أن الحد الأدنى للأجر اليوم للعامل يصل إلى 300 شيكل، وهذا يزيد من تحسين الوضع الاقتصادي في القطاع، مشيرة إلى أن الـ 20 ألف عامل سيجلبون نحو 7 ملايين شيكل يوميا للقطاع. وهذا يعتبر تغيير جذري.