بال ثينك تنظم لقاء حواريًا مع ممثل جمهورية ألمانيا الاتحادية أوليفر أوفتشا
نظمت بال ثينك للدراسات الاستراتيجية لقاء حواريًا مع ممثل جمهورية ألمانيا الاتحادية أوليفر أوفتشا، ومتدربي أكاديمية بال ثينك للديمقراطية وحقوق الإنسان، أمس الخميس، وذلك في إطار عمل المؤسسة الدؤوب لكسر الحصار الثقافي والمعرفي المفروض على الشباب في قطاع غزة ، ولمساعدتهم في لقاء صناع القرار الفاعلين ولتمكينهم من التفكير خارج الصندوق لتأهيلهم ليكونوا قادة المستقبل.
وافتتح اللقاء مدير المؤسسة عمر شعبان بالترحيب بسعادة أوليفر أوفتشا وبالحضور، وقال إن هذه الزيارة تأتي في إطار عمل الأكاديمية في كسر حلقة الحصار الخانقة على الشباب من خلال تمكينهم من مقابلة الدبلوماسيين الدوليين ومناقشتهم في سياسة بلادهم تجاه فلسطين”.
وأضاف: “اللقاء مع الدبلوماسيين والتعرف على عملهم مفيدًا وأكثر نفعًا للشباب من التعليم الجامعي المقتصر على العلوم النظرية”.
بدوره، استهل سعادة السفير أوليفر أوفتشا حديثه بالتعبير عن سعادته بلقاء الشباب في قطاع غزة، واصفًا إياهم بـ “الملهمين وشباب المستقبل”.
وقال: “يقع مكتبنا الحالي في رام الله ، وهو مسؤول عن العلاقات مع الفلسطينيين في القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة. نحن الآن ممثلية لألمانيا، لكن لو اعترفت ألمانيا رسميًا بفلسطين كدولة، فسيتحول المكتب إلى سفارة، رغم أننا الآن نعمل كسفارة ولدينا أقسام مختلفة”.
وأشار إلى أن لديهم أقسام مختلفة، قسم مسؤول عن الألمان الذي يعيشون ويقيمون في فلسطين، وإصدار التأشيرات والإقامات للفلسطينيين الذين يرغبون بزيارة ألمانيا أو الدراسة فيها.
وأضاف السفير: “قسم التعاون التنموي وقسم المساعدات الإنسانية من أكبر الأقسام لدينا. نعمل في قسم التعاون التنموي مع أطراف متعددة لتحقيق أهداف تنموية طويلة الأمد. ولدينا مفاوضات كل عامين حول المساعدات الإنسانية والتعاون التنموي التي سيتم تنفيذها، والتي تقدر بنحو 52 مليون يورو سنويًا، والأولوية تكون لتنمية الاقتصاد والعمالة”.
وأوضح أن لديهم قسم خاص يُعنى بالمجتمع المدني والحكم المحلي.
وأكد على أن المياه “من أولوياتنا، حيث قمنا بتمويل إعادة تشغيل محطة معالجة المياه، وكان مشروعًا ناجحًا جدًا من أنشطة قسم التعاون التنموي”.
وأفاد بأن الممثلية تعمل على مساعدة بعض المصانع والشركات لرفع معايير جودة صناعتها لمنحها شهادة “الأيزو 2200” لدخول الأسواق العالمية بسهولة وهو ما يندرج أيضًا تحت قسم التعاون التنموي.
أما بخصوص المساعدات الإنسانية، فبين “أوفتشا” أنهم يموّلون المساعدات الإنسانية عند ظهور الحاجة إليها، مشيرًا إلى أن أكبر المنظمات العاملة في هذا الحقل هي “ الأونروا ” التي وصفها بأنها تعمل كدولة، نظرًا للخدمات التي تقدمها ولطول مدة تأسيسها.
وأكد على أن ألمانيا من الداعمين الأساسيين للأونروا، خصوصًا بعد توقف إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن تمويلها.
وقال: “بالأمس زرنا مشروع مولته وأشرفت عليه ألمانيا في مخيم دير البلح بعد إنجاز المرحلة الأولى منه وتمثلت في إعادة بناء البنية التحتية بشكل حضاري وبناء شوارع، وتقديم وحدات سكنية لـ121 عائلة، يحيطها مناطق خضراء وملاعب وأماكن مخصصة لأغراض مجتمعية متنوعة ولأسواق”.
أما سياسيًا، فأوضح ممثل ألمانيا أنهم منخرطون سياسيًا بالمقام الأول من خلال محادثات متعددة الأطراف مع السلطة الفلسطينية بطريقة بناءة لتنمية التعاون، وأيضًا من خلال بعض القوى في المجلس التشريعي.
وأضاف: “لدينا قسم آخر يُعنى بالمناصرة السياسية التي تحدث جزئيًا من خلال الحوار السياسي، لمعالجة قضايا تهمنا، خاصة فيما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان. نحن نعلم جيدا أن إسرائيل هي القوة المحتلة، وهي القوة الأساسية لأي تغيير، وربما من أهم العوامل الأساسية للتغيير”.
وأكد في الوقت ذاته على أن ألمانيا لديها علاقات خاصة مع إسرائيل، بسبب تاريخ جمهوريته الاتحادية، مشيرًا إلى أن كل الأحزاب الألمانية متفقة على أهمية العلاقات مع إسرائيل.
وتابع “أوفتشا”: “هناك أيضا التعاون متعدد الأطراف، ويعني بتوحيد الجهود لتحقيق فعالية أكبر للمستفيدين، حيث نعمل مع شركائنا الذي لديهم نفس الأهداف”.
وأشار إلى أنهم يعالجون بعض القضايا السياسية، مثل إلغاء الانتخابات الفلسطينية العام الماضي، قائلًا: “نؤمن أن هذا هو الوقت المناسب لإجراء الانتخابات، وكان إلغاؤها محبطًا”.
وقال: “إنه طلب منهم مؤخرًا ترأس مجموعة العمل المعنية بميزانية السلطة الفلسطينية، والتي تحتاج لإصلاح، والتي لم يتم إصلاحها إلى الآن. نحن نحاول تشجيع المعنيين على إصلاحها ونقدم لهم مقتراحات، وهذا جزء من عملنا السياسي”.
وأوضح أن لديهم قسم للإعلام يهتم بنشر كل ما يتعلق بألمانيا لتعريف الفلسطينيين ببلده، وقسم للتعاون الثقافي، ومكتب تمثيلي في الأكاديمية الألمانية للتبادل في القدس الشرقية، وقسم آخر للبروتكولات لاستقبال الشخصيات رفيعة المستوى من ألمانيا.
وبخصوص ما يحدث في قرية مسافر يطا، قال ممثل ألمانيا “إن الإدارة العسكرية هناك تستخدم وسائل غير قانونية لإخلاء البدو، فنحن نعالج ذلك سياسيًا، وتواجدنا هناك بأنفسنا، وأظهرنا حضورنا وتعاطفنا، ونفعل كل ذلك بالتأكيد مع شركائنا”.
واختتم بالقول: “لا أعلم معنى أن تكون شابا في قطاع غزة، لكن أحاول الاستماع إلى أكبر عدد منكم. من الصعب التخيل أن تكون شابًا في قطاع غزة”.
هذا ودارت أسئلة ومداخلات المتدربين والمتدربات حول الأسلوب الذي تنتهجه ألمانيا للتعامل مع قضايا الشباب في قطاع غزة، وعن أهداف التدخل الثقافي في فلسطين، وعن موقف ألمانيا من اعتداءات إسرائيل على حقوق الفلسطينيين والتي تمثل انتهاكا للقانون الدولي، وعن موقف دولته من المستوطنات، وعن التأثير السياسي للشباب في ألمانيا.