"حنظلة" يصل ألمانيا لتسليط الضوء على معاناة شعبنا

بيت لحم /سوا/ استطاع "حنظلة" من الوصول إلى ألمانيا، ليس على قدميه إنما على طابع بريدي هناك من فئة الرسالة العادية، ساعيا لجمع التبرعات لصالح القطاع الطبي في فلسطين.
تعود قصة وصول حنظلة لألمانيا، عندما زارت رئيسة جمعية ألمانية خيرية (ميدكال سنتر فلسطين) جير ترود نيلز، وتحديدا مركز بيت ساحور الطبي التابع للجان العمل الطبي في فلسطين، مشاهدة مجسما حجريا للطفل "حنظلة" الذي أثار فضولها، متسائلة عن قصته وهويته التي يرمزها للفلسطينيين.
ولم تكتفي نيلز بسؤالها عن الطفل الصغير الذي أدار ظهره للعالم، وبقي عاقدا يده، لتتواصل بعد عودتها إلى ألمانيا مع رئيس مؤسسة البريد هناك، وطرحت عليه فكرة وضع صورة "حنظلة" على طابع بريدي من فئة الرسالة العادية الأكثر استخداما في بلادها، بهدف جمع التبرعات وإيصالها الى مستشفى بيت ساحور الطبي ليتمكن من شراء معدات وأجهزة طبية، وتحسين المبنى، الأمر الذي من شأنه الرقي بخدمات المستشفى لا سيما وأنه يستهدف الفئات الفقيرة.
"حنظلة" الطفل الصغير بملابسه الرثة وقدماه العاريتان، أجبر على مغادرة قريته في العاشرة من عمره والتوقف عند تلك اللحظة منتظرا العودة إلى قريته، أدار ظهره للعالم رافضا كل الضغوطات، وبعد مضي كل هذه السنوات يعود ليظهر مجددا أمام العالم مسلطا الضوء على قضية شعبنا ومعاناته بطريقه جديدة ومميزة.
مدير مركز بيت ساحور الطبي فكتور بطارسه، قال إن الجمعية الألمانية كانت على تواصل مع المستشفى، وقبل شهور عدة زارت رئيستها فلسطين ولفتتها شخصية "حنظلة" على باب المستشفى، وقدمنا لها شرحا عنه وعن رسام الكاريكاتير ناجي العالي، ورمزية هذه الشخصية لشعبنا.
وبين بطارسة أنه تم طباعة أول مجموعة بريدية في ألمانيا، وقامت الجمعية بشرائها جميعها لإعاده بيعها وجمع االتبرعات لصالح المستشفى، لافتا إلى أنه سيتم طباعة مجموعة ثانية لنفس الغرض.
واعتبر أن وصول "حنظلة" إلى العالم برمزيته الوطنية، ولخدمة هدف إنساني يحمل في مضامينه الكثير، ذو أهمية كبيرة لتسليط الضوء على معاناة شعبنا وتعريف العالم بنا.
بدوره، أوضح القائم بأعمال مدير عام البريد الفلسطيني محمد سحويل، إن هذه المبادرة من قبل الجمعية بوضع صورة حنظله وما تمثله من رمزيه وطنية لمسيرة شعبنا ومعاناتنا، تعني لنا الكثير، وهي خطوة نفخر بها لا سيما وأن مضمونها إنساني.
والفنان الفلسطيني الراحل ناجي العلي (1937 – 1987)، من مواليد قرية الشجرة الواقعة بين مدينتي الناصرة وطبرية، وهو رسام كاريكاتير تميز بالنقد اللاذع، ويعتبر من أهم الفنانين الفلسطينيين الذين عملوا على التعبير السياسي باستخدام الفن، وشخصية حنظلة التي أصبحت بمثابة توقيع الفنان العلي على رسوماته بقيت حية حتى بعد بعد اغتياله في لندن، تاركا وراءه أكثر من أربعين ألف رسم فني ساخر.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد