أصبحت امتحانات الثانوية العامة حدثًا وطنيًا بامتياز تهتم به شرائح المجتمع الفلسطيني كافة، الرسمية والشعبية والاجتماعية ويسعى الجميع لانجاحه خاصة وأنه يكاد لايخلو بيت فلسطيني من طالب "ثانوية عامة ".
الشرطة والمؤسسة الأمنية تسعيان لتأمين هذا الامتحان سواء أثناء انعقاده في القاعات الرسمية أو أثناء الدراسة في ساعات الليل من خلال توفير القوة اللازمة لذلك ونشرها بالقرب من القاعات ومراكز التصحيح ومكاتب التربية والتعليم وتسيير الدوريات الليلية لمنع الضوضاء والإزعاج الذي قد يحدث طوال فترة الامتحانات.
على مدار سنوات عديدة لوحظ وجود التزام أدبي وأخلاقي أشبه ما يكون بعقد اجتماعي بين كل الفلسطينيين يقضي باحترام هذا الحدث والاهتمام به والعمل بشكل جماعي لمنع التشويش على الطلاب المتقدمين للامتحانات والنظر لهم بنظرة احترام مبنية على الآمال والتطلعات المستقبلية المنتظره فهناك من أجل احتفالات الزواج وهناك من نسق احتفالاته الضرورية في الأيام التي لا تعقد فيها امتحانات والبعض اختصر مراسم احتفالاته على أدنى المجريات لتوفير الأجواء المناسبة للدراسة .
حقًا إنه موقف يحسب لأبناء الشعب الفلسطيني كافة، ويظهر المجتمع فيه مدى احترامه لطالب الثانوية العامة ومدى دعمه للشباب مؤكدًا على قناعتة بأنهم "جيل المستقبل " وعماد المجتمع وقادته.
نعم إنه العقد الاجتماعي الفلسطيني الأخلاقي الذي صاغته عادات وتقاليد المجتمع دون أن يخط بنوده وقراراته الساسة ورجال القانون.
وإنما خطه أبناء المجتمع واتفقوا عليه أدبًا وعرفًا وأخلاقًا دون الضغط من أحد.
إنه العقد الاجتماعي الذي تجبر الأم طفلها على النوم مبكرًا خوفًا من بكائه الذي قد يشوش على ابن جيرانه الذي يدرس بالقرب منهم ويجعل الآباء يمنعون أبنائهم من رفع صوتهم حرصًا على دراسة أبناء الحي .
إنه العقد الاجتماعي الذي يجعل الجميع يترقب موعد إعلان النتائج ويتابع الراديو والتلفاز للاستماع لها.
فالتحية نوجهها لأبناء شعبنا على هذا الموقف وطوبى للطلبة ونتمنى لهم نجاحا باهرًا.
المصدر : وكالة سوا
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية