صراعات الاقليم تؤثر على مصادر تمويل الفصائل الفلسطينية

غزة / خاص سوا / أثار اعتراف أكبر ثلاثة فصائل فلسطينية بوجود أزمات مالية لديها بفعل الأوضاع التي تمر بها المنطقة العربية منذ سنوات، حالة من الاستغراب في الشارع الفلسطيني، وقلق في نفوس موظفي تلك الفصائل الذين تضرروا بفعل تلك الأزمات.


وأجمع محللان فلسطينيان على أن الأطراف التي كانت تقدم الدعم للفصائل الفلسطينية، أوقفت دعمها لاعتبارات عدة أهمها مواقف الفصائل الفلسطينية مما يجري في المنطقة، متوقعين أن تستمر هذه الأزمة لبعض الوقت وتؤثر على كافة أنشطة الحركات.


غزة ورقة مهمة


المحلل السياسي "حسن عبدو" أوضح أن غزة كانت في الماضي ورقة مهمة لكل اللاعبين الإقليميين ولكل من لديه الرغبة في أن يكون له دوراً مركزياً في الشرق الأوسط كقطر وإيران وتركيا.


وبين أن التحولات والتطورات الخطيرة في الإقليم جعلت هذه القوى الإقليمية تنشغل بذاتها وأصبح لديها أولويات تفوق ورقة غزة التي أهملت في الفترة الأخيرة.


وأشار إلى أن ذلك انعكس سلباً على غزة فبقي الحصار والإغلاق وتراجعت الموارد لغالبية الفصائل الفلسطينية، منوها ًإلى أن ذلك أثر بشكل مباشر على واجبات الفصائل تجاه عناصرها وجمهورها، وأعلنت ذلك صراحةً.


واعتبر عبدو أن فلسطين أكبر من كل المحاور في العالم، وهو ما تدركه الفصائل الفلسطينية وتبحث عمن يعوض أهالي الشهداء ويعمل على إعادة إعمار غزة أو من يريد تقديم الدعم للقضية الفلسطينية، دون أن يكون لذلك الدعم أثماناً سياسية.


إيران وانشغالاتها


وفي ذات السياق، أشار أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة "مخيمر أبو سعدة" إلى أن إيران الممول الأساسي لحركات المقاومة الفلسطينية، إلا أنها أصبحت مشغولة بما يحدث في سوريا والحلفاء الآخرين لها في المنطقة (الحوثيين وحزب الله).


وأشار أبو سعدة في حديث لوكالة (سوا) أن الأزمة المالية منذ أن سقط الرئيس المصري السابق محمد مرسي، حيث بدأت عملية تجفيف الموارد المالية، وتمثل أهمها في إغلاق النظام المصري الحالي للأنفاق، ناهيك عن الحملة الدولية التي تقودها أمريكا وأوروبا لمراقبة التحويلات المالية إلى فلسطين.


ورأى أن حماس تحاول أن تعوض الضائقة المالية التي تمر بها من خلال فرض الضرائب على المواطنين، وهو ما لا يتوفر لحركة الجهاد الإسلامي.


وتوافق أبو سعدة مع سابقه في أن الأزمة المالية ستنعكس على الأحزاب والحركات من ناحية التدريب والإعداد وجلب عناصر جديدة.


وتبقى الفصائل الفلسطينية وأوضاعها المالية رهينة للتطورات التي تعصف بالمنطقة العربية، على أمل أن تحدث انفراجه قريبة، تخرجها مما تمر به أزمات مالية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد