"حريات": زيادة عدد المرضى في السجون خاصة الأطفال

رام الله / سوا / أوضح تقرير صادر عن مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية "حريات"، ارتفاع ملحوظ في عدد الأسرى المرضى خاصة الأطفال.


وقال التقرير الصادر اليوم الاثنين، إن هناك ارتفاعا خلال شهر أيار المنصرم، وأوائل الشهر الجاري، مشيرا إلى زيارة محامية المركز ابتسام عناتي لسجون "عوفر"، و"هداريم"، و"هشارون"، ومجدو، والرملة، والاطلاع عن قرب على أوضاع الأسرى.


والتقت المحامية عناتي خلال زيارتها سجن عوفر، الأسير عبد الفتاح دولة ممثل قسم الأشبال والذي أفاد بأن عدد الحالات المرضية في سجن عوفر وصل إلى 135 موزعين على كافة أقسام السجن من ضمنهم 25 طفلا مريضا، و40 حالة إصابة بالرصاص الحي، في حين كان هناك 23 حالة اعتقال في شهر أيار، 9 منهم اعتقال بيتي، و5 حالات مرضية، و2 أعمارهما 14 عاماً.


وأضاف أنه وقبل أسبوع أجرت إدارة السجن تفتيشا للقسم 12، نقلت جميع الأسرى منه إلى سجني ريمون ونفحة، وكان التفتيش لكافة الغرف وبشكل دقيق وبعد أسبوع أعيدوا إلى القسم.


وأشار الأسير دولة إلى الصعوبات التي تواجه أسرى سجن عوفر في توفير الاحتياجات الأساسية للمعتقلين الجدد، بسبب شح الملابس ومنع الإدارة السماح بإدخالها، مبيّنَا أن غالبية الأطفال يتم الاعتداء عليهم وقت الاعتقال وأثناء التحقيق.


وطالب الوفود الأجنبية بزيارة قسم الأشبال للاطلاع على أوضاعهم عن كثب، وإرسال رسائل للسفارات بهذا الخصوص، لافتا إلى وجود عدد من الحالات المرضية منهم الأسير محمد عماد عياد من أبو ديس ويعاني من إصابة وإعاقة خلقية في يديه، ومحمد صلاح هماش من مخيم الدهيشة، تم اعتقاله ويده مكسورة، والأسير معتصم زياد مسالم من الخضر، يعاني من الشقيقة، وخليل خالد صلاح يعاني من اصابة في القدم، وجهاد عمر السير من الخضر يعاني من ورم في يده ناتج عن كسر.


كما التقت عناتي مع عدد من الحالات المرضية في السجن وهم: رائد عبد العفو محمد العملة من بيت اولا والمحكوم إداريا منذ 2-11-2014، وأصيب بفيروس الكبد قبل اعتقاله، وقام بإرسال تقاريره الطبية عن طريق عائلته إلى ادارة السجن عبر الفاكس، إلا أنهم ينفون ذلك؛ وهكذا يمتنعون عن إعطائه الطعم الخاص بالمرض ولا يتناول إلا المسكنات، ويعاني من إصابة في العين اليمنى جراء تواجده في سجن النقب عام 2007 برصاص مطاط، وبعد الاصابة بأيام افرج عنه وأكمل علاجه في المستشفى الأهلي بعدها تم اعتقاله مرة أخرى، وهذا الاعتقال هو الخامس له، ومنذ العام 2006 حتى اللحظة يتم تجديد الاداري له كل 6 أشهر وبدوره مقاطع لمحاكمهم . كما يعاني من ديسك وفيروس سي في الكبد وأزمة.


كما التقت الأسير نبيل نعيم اسحق النتشة من الخليل، والمحكوم اداريا منذ 27-3-2013، وكان يعاني من سرطان في الغدد الليمفاوية وتم العلاج في الخارج وتناول جرعات كيماوي وهو بحاجة لمراجعة دورية كل 6 أشهر، وتلتزم إدارة السجن كل 6 اشهر بتحويله الى مستشفى هداسا ويجري هناك الفحص ويعود للسجن في نفس اليوم، كل سنة يتم إجراء تصوير طبقي له، وآخر صورة كانت إيجابية ، وقبل حوالي عام عانى من الآم في المفاصل والظهر ومنطقة الحوض، بعدها تم حضور طبيب من خارج السجن بترتيب من الادارة وتم اعطاؤه علاجا، وحالياً يعاني من خدران في القدم اليمنى.


وفي زيارتها لسجن هشارون، التقت عناتي الأسير أمين زياد والذي بدوره أوضح أن أوضاع الأسرى الأطفال الداخلية جيدة، وهناك متابعة دائمة لأوضاعهم، وأنهم يتلقون التعليم، وأن لهم برنامج تربوي منظم، مشددا على ضرورة متابعة أمورهم والتركيز على زيارتهم والاضطلاع عن كثب على أوضاعهم والاهتمام بهم بشكل جدي.


وفي زيارتها للأسيرات التقت الأسيرة فلسطين فريد عبد اللطيف نجم من نابلس ، والمحكومة لمدة أربع سنوات من تاريخ 20-11-2013 والتي أفادت أنها بوضع صحي جيد، وأن الأوضاع بشكل عام جيدة وهادئة، وأن الأسيرات نهيل أبو عيشة، وإحسان دبابسة، وياسمين شعبان، وهنية ناصر أمضين أسبوعا في العزل كعقاب إثر الإشكالية التي حدثت بالسجن، وتم على أثرها عزل شيرين عيساوي في "نفي ترستيا" في سجن الرملة.


وأفادت بأن الأسيرة جهاد شراونة تم الحكم عليها 4 أشهر، وفداء دعمس حكمت 16 شهرا وغرامة 2000 شيقل، كما ذكرت أن هناك أسيرة جديدة تدعى منى السايح من نابلس كانت في تحقيق الجلمة.


وأشارت الأسيرة نجم إلى أن الأمور هادئة وأوضاع الأسيرات جيدة وركزت على ضرورة الاهتمام بموضوع البوسطة والأسرى المرضى، وإلى ضرورة تكثيف الجهود والعمل بشكل جدي وفعال على هذين الموضوعين.


وفي زيارتها لسجن هداريم، أوضح الأسير هيثم عنتري أن أوضاع السجن جيدة، ووصل عدد المسجلين في الدراسات العليا "ماجستير" 17 أسيراً، وباقي القسم تقريباً يدرسون البكالوريوس.


ودعا إلى التركيز على اضراب الأسير خضر عدنان إعلامياً، مشيراً إلى أن الأسير المريض علي دعنا يعاني من مشاكل في الرأس.


والتقت عناتي أيضاً بالأسير سعيد ناصر محمود عرار من قراوة بني زيد، والمحكوم مؤبد و20 سنة من تاريخ 29-9-2005، والذي أخبرها أنه يعاني من ارتفاع في ضغط الدم، ويتم قياس الضغط له كل يوم سبت صباحاً مرة واحدة فقط . 

وأفاد أيضاً أن الأسير إياد خليل أبو سارة يتناول 9 أنواع أدوية يومياً، ومن ضمنها كورتوزون إذ أصبح وزنه 130 كيلو، وأثناء تواجده في سجن نفحة تم إعطاؤه دواء منتهي الصلاحية، وحاول رفع شكوى على إدارة السجن فقامت الإدارة بنقله إلى سجن هداريم كعقاب له.


وأوضح أن الأسير لطفي الجعيدي من قلقيلية يعاني من الآم في البطن بشكل مستمر، ويتناول أنواع خاصة من الطعام، وذكر أن هناك 43 حالة مرضية من أصل 110 أسرى داخل القسم والأمراض تتفاوت ما بين عادية وصعبة نوعا ما.


وفي سجن مجدو التقت المحامية كلاً من :الأسير عاهد عزت خالد منصور من سلفيت، والمحكوم 22 شهرا واعتقل في 16-9- 2013 يعاني من مرض يدعى ( بولس بيلاسي) وهو مرض أعصاب أصيب به أثناء تواجده في سجن النقب قبل حوالي 5 أشهر، وأعراضه أنه لا يشعر بالمنطقة اليسار من وجهه، ويعاني أيضا من التواء في فمه، وتم نقله الى مستشفى "سوروكا" وتم إجراء كامل الفحوصات وهناك تم تشخيص المرض. يعاني مجدداً من الآم في الكلى وارتفاع في ضغط الدم وهو لا يتناول أي نوع من الأدوية.


كما زارت الأسير خليل محمد خليل حكيم من سلفيت موقوف من تاريخ 13-8-2014 ويعاني من مشكلة في العيون في فصل الصيف، وكان يعاني من نفس الحالة خارج السجن ولا يستخدم أي نوع من الادوية، فقط يستعمل كمادات ماء باردة لأنه كان يستخدم قطرة معينة خارج السجن وتم إبلاغه أنها غير متوفرة في عيادة السجن.


والتقت الأسير حمدون أحمد طاهر عواد من جنين، والمحكوم تسع سنوات ونصف، ومعتقل من تاريخ 12-4-2006 وهو يعاني من الآم حادة في الكلية اليمنى، أصيب بها منذ حوالي 3 سنوات في سجن مجدو ويتناول أدوية عند الضرورة، كما يعاني من أزمة في الحنجرة والصدر مع سعال قوي، وقبل حوالي 10 ايام اصيب بحمى قوية وارتفعت درجة حرارته الى 42 درجة مئوية وأبلغوه ان السبب التهابات الحنجرة، أنهى الأسير فترة حكمه وباقي 6 اشهر منها، وطلب سابقاً إدخال طبيب ولم يدخل لمعاينته.


كما التقت الأسير ماهر عبد الرحيم محمد عبد الرحيم من نابلس وهو موقوف منذ 9-7-2014 ويعاني من قرحة في المعدة أصيب بها خارج السجن، إلا أن حدتها زادت داخل السجن يتناول دواء (لوسيك)، إضافة إلى ورم ظهر على وجهه وتوجه للعيادة وتم إعطاؤه دواء يدعى ( افلاموسين) بعد إعطائه الدواء ظهرت بثور وبقيت أثارها على وجهه وبسؤال العيادة عن السبب أبلغه الممرض أنه أعطي دواء خاطئا لمثل هذه الحالة وان الطبيب الجديد في العيادة أخلى مسؤوليته وقال له إن الطبيب الذي اعطاك الدواء هو من يتحمل المسؤولية.


والتقت الأسير متوكل محمد محمود رضوان من عزون ومحكوم 21 عاما ونصف من تاريخ 5-10-2013 وهو يعاني من مشكلة في الركبة ( تمزق في الرباط الصليبي والتهابات )، أصيب بها أثناء تواجده في سجن رمون وقد تم إجراء عملية له في مستشفى العفولة منذ حوالي 4 أشهر، ولكن للحظة يعاني من آلام في ركبته وتمتلئ بالماء، ويتناول فقط مسكنات .


بدوره، طالب حريات المجتمع الدولي التدخل العاجل لإجبار الدولة القائمة بالاحتلال على تحمل مسؤولياتها، وتوفير العلاج المناسب للمرضى وإطلاق سراح الحالات المرضية التي تعاني من أمراض خطيرة ومزمنة.


وأهاب بمنظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بتشكيل لجنة موحدة لزيارة السجون والاطلاع عن كثب على الأوضاع الصحية وعلى معاناة الأسرى المرضى والخطر الذي يتهدد حياتهم خاصة المصابين بالسرطان وأولئك المحتجزين في عيادة سجن الرملة.


وأكد أنه من غير المقبول أن تستمر معاناة الأسرى المرضى كل هذه السنوات دون أن يطرأ أي تغيير على واقعهم، ودون أن يحرك المجتمع الدولي ساكناً لتخفيف معاناتهم وإلزام سلطات الاحتلال القيام بالتزاماتها بموجب اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 وغيرها من الاتفاقيات الدولية والضغط عليها لإطلاق سراح الحالات المرضية المزمنة.


ودعا إلى الإسراع بنقل ملف الأسرى إلى المحكمة الجنائية الدولية، لتوفير الحماية القانونية لهم والتصدي للهجمة غير المسبوقة المتواصلة عليهم وملاحقة مرتكبي جرائم القتل والتعذيب بحقهم، ووقف سياسة الإهمال الطبي وإنقاذ حياة المرضى منهم قبل فوات الأوان.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد