لماذا أعاد الجيش الإسرائيلي نشر منظومة القبة الحديدية قرب غزة !

غزة /خاص سوا/ لأول مرة منذ انتهاء الحرب على قطاع غزة الصيف الماضي من عام 2014، أعاد الجيش الإسرائيلي مساء الجمعة، نشر منظومة القبة الحديدية مجدداً في المناطق الإسرائيلية المحيطة بالقطاع.


ويأتي نشر بطاريات القبة الحديدية بعد ساعات من إطلاق مجموعات سلفية جهادية، قذائف صاروخية على مناطق مفتوحة بالنقب الغربي، في حين ذكرت وسائل إعلام عبرية أن نشر "القبة" يأتي تحسباً لاحتمال استمرار إطلاق الصواريخ من غزة باتجاه الجنوب.


وعلى ضوء نشر الاحتلال لمنظومة القبة الحديدية، أكدت صحيفة هآرتس العبرية أن الاحتلال غير معني أبداً بتكرار سيناريو الصيف الماضي في غزة، وأن تهديدات المسؤولين بحرب جديدة "فقاعات هواء" ليس أكثر.


وحسب المراقبين فإن حالتين قد تعيدان تكرار العدوان على غزة، الأولى في حال بادرت حماس بالإعلان الحرب ضد الاحتلال ويعتبر هذا السيناريو مستبعداً لأن من مصلحة حماس الحفاظ على الهدوء.


أما العامل الثاني سقوط قتلى إسرائيليين وتمكن هذه الصواريخ من إصابة هدف استراتيجي وهام بالنسبة للاحتلال، وهو أيضًا مستبعد لأن المجموعات التي تطلق الصواريخ بغزة لا تمتلك قذائف بعيدة المدى تستهدف مناطق حساسة داخل إسرائيل، فضلاً عن ملاحقتها من قبل أجهزة الأمن بغزة.


وعلى الرغم من أن الجيش الإسرائيلي ونواب الكنيست والمعارضة الإسرائيلية يدركون جيدًا من يطلق الصواريخ على إسرائيل، إلا أن طائرات الاحتلال استهدفت مواقع تابعة لكتائب القسام، كما أطلق مسؤولون اسرائيليون التهديدات بشن حرب ضارية جديدة على غزة.


لطمأنه الإسرائيليين


ورأى المختص في الشأن الإسرائيلي ناجي البطة، أن نشر الجيش الإسرائيلي للقبة الحديدية بالقرب من غلاف قطاع غزة، تأتي في سياق طمأنه المواطن الإسرائيلي.


وقال البطة في حديث لوكالة "سوا" الإخبارية، "نشر الاحتلال لمنظومة القبة الحديدية قرب غزة رسالة للمستوطنين الإسرائيليين أن الجيش قادر على حمايتكم حتى لو أطلقت مجموعات فلسطينية قذائف صاروخية باتجاهكم".


في حين توافق المختص في الشأن الإسرائيلي وليد المدلل مع سابقه، قائلاً:" الجيش الإسرائيلي أخذ إطلاق الصواريخ على إسرائيل على محمل الجد خاصة في ظل تخوف المستوطنين من عمليات إطلاق الصواريخ المتجددة التي تهدد حياتهم".


وأضاف المدلل في حديث لوكالة "سوا": الاحتلال نشر منظومة القبة كخطوة استباقية لحفظ أمن المستوطنين بالقرب من غلاف غزة حتى لا تخضع حكومة نتنياهو للابتزاز ويتم اتهامها بالتقصير من قبل المعارضة في الكنيست الإسرائيلي".


وأوضح أن نشر منظومة القبة الحديدية تأتي لوقف التحريض والمزايدة على حكومة نتنياهو من المعارضة.


لا نيه للحرب


وبالعودة إلى المحلل البطة، الذي رأي أنه لا توجد نيه للجيش الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لخوض حرب جديدة.


وقال "إن الجيش الإسرائيلي وحركة حماس ليسا معنيان باندلاع الحرب جديدة لأنهما مثقلان بجراح عدوان الصيف الماضي".


وأشار إلى أن هناك مجموعات منفلته لم تلتزم بقرار المقاومة والشارع الفلسطيني تقف خلف عمليات إطلاق الصواريخ على البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة. ووصف الصواريخ التي تطلق على البلدات الإسرائيلية دون توافق المقاومة بأنها "لا تفيد بشيء".


وتوقع المحلل البطة أن تستمر المجموعات الخارجة عن القانون بإطلاق الصواريخ على البلدات الإسرائيلية لأهداف سياسية تخدم مصالح بعض الدول.


أما المختص في الشأن الإسرائيلي المدلل، اعتبر مطلقي القذائف الصاروخية بأنهم ليس لهم أجندة سياسية، منوهًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يستطيع اختراقهم واستغلالهم لإرباك الساحة الفلسطينية في أي وقت يريد.


ومع طمأن العسكرين والسياسيين الإسرائيليين عدم خوضهم حربًا جديدة ضد غزة، وتوعد المنظمات السلفية الجهادية في القطاع بقصف البلدات الإسرائيلية، يبقى المواطن الفلسطيني في حالة قلق ورعب لما تحمله الأيام المقبلة له، خاصة مع اقتراب الذكري الأولى للحرب على غزة الصيف الماضي.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد