الإصابة بارتجاج الدماغ تسبب هذه الأعراض على المدى البعيد
أظهرت دراسة أجرتها مجلة "PLOS One"، أن أكثر من 10 ملايين شخص في العالم يتعرضون سنويا لإصابات الدماغ الرضحية بنسبة 60- 95%منها خفيفة.
وبينت المجلة أن عواقب الإصابة المتوسطة والشديدة مدروسة بشكل جيد، وهذا ليس مفاجئًا، لأن مثل هذه الإصابات غالبًا ما تؤدي إلى الوفاة وعواقب صحية خطيرة أخرى، ومع ذلك لا يعرف الكثير عن الآثار طويلة المدى للإصابات الدماغية الخفيفة.
ولكن نتائج الدراسة الحديثة التي أجراها علماء نيوزيلندا، أظهرت أن 36 بالمئة من البالغين الذين تعرضوا لارتجاج خفيف للدماغ، حتى بعد مضي ثماني سنوات شكوا من أعراضها مثل الكآبة ومشكلات القدرة على العمل.
ويمكن أن يحدث ارتجاج الدماغ ليس فقط من الصدمات والإرتطامات، بسبب مقود السيارة في حادث سير أو ركبة لاعب ما أثناء المباراة. ويمكن أن يحدث حتى عندما يغير الجسم اتجاهه فجأة، كما هو الحال عند التوقف المفاجئ بقوة أو القفز.
واتضح للباحثين، أن سبب الارتجاج ليس الصدمة، بل التغير المفاجئ في اتجاه الحركة، ما يؤثر في نسيج الدماغ، ويتسبب في تمدد "الروابط" الطويلة والرقيقة للخلايا العصبية (المحاور العصبية). ويمكن أن يسبب انقطاع الروابط مجموعة متنوعة من الأعراض مثل الإغماء والصداع والغثيان وعدم وضوح الرؤية وتغيرات الحالة المزاجية وفقدان الذاكرة على المدى القصير.
وقد شارك في هذه الدراسة عند بدايتها 1298 متطوعا تعرضوا جميعا لإصابات خفيفة في الدماغ، ولكن في النهاية 346 منهم أكملوا الاستطلاع الأولي عن حالتهم الصحية، بالإضافة إلى 151 متطوعا منهم شاركوا في الاستطلاع الثاني بعد مضي ثماني سنوات.
وقارن الباحثون المعلومات التي حصلوا عليها من 151 متطوعا بالمعلومات التي حصلوا عليها من مجموعة متطوعين لم يصابوا أبدا بارتجاج الدماغ.
واتضح للباحثين، أن الذين أصيبوا بارتجاج الدماغ، شكوا من مجموعة كبيرة من المشكلات. ولكن المثير في الأمر استمرار هذه الأعراض حتى بعد هذه الفترة الزمنية الطويلة.
وقد أعلن ثلثهم أنهم يعانون من هذه الأعراض على الرغم من مضي ثماني سنوات على تعرضهم لإصابات الدماغ الرضحية.
والمثير في الأمر أن الأعراض طويلة المدى لم تكن خفيفة على الإطلاق، فبعض المرضى اشتكوا بعد الصدمة من الاضطرابات والقلق ومشكلات في العمل، ومتلازمة ما بعد الارتجاج (الضعف وانخفاض الأداء إلى السلوك غير العادي والبهجة المفرطة أو العدوان أو البكاء). وكانت هذه الأعراض أكثر وضوحا عند النساء، وخاصة اللواتي يعانين من ارتجاجات متعددة.
واستنادا إلى هذه النتائج، يقترح الباحثون ابتكار أنظمة علاج جديدة لإصابات الدماغ الخفيفة، وإيلاء المزيد من الاهتمام في علاج مشكلات الصحة العقلية، وينصحون الجميع بضرورة الاعتناء بالرأس وحمايته.