رغم العقوبات الاقتصادية رجال أعمال إيرانيون يبحثون عن الاستثمار و الخبرات الاجنبية

طهران / سوا / تهيمن الرغبة في القيام بما هو أكثر على عدد متزايد من الشبان الإيرانيين البارعين في استخدام التكنولوجيا والذين استغلوا عزلة بلادهم في ظل العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الى جانب الرقابة الداخلية على المنافسين الأجانب في إنشاء نسخ محلية من مواقع أمازون وايباي ويوتيوب.

 

وبدأت تتكون شبكة دعم من المستشارين ومزودي التمويل الأساسي للمشروعات وصناديق رأس المال المغامر لكن ربما يظل من الصعب العثور على تمويل، وبينما تفرز إيران الكثير من مهندسي الكمبيوتر الأكفاء فإن الخبرة التجارية لا تزال شحيحة، وازدهرت بعض الشركات الإيرانية الجديدة بدعم من سارافا أول صندوق إيراني لرأس المال المغامر والذي استثمر في شركة (ديجيكالا) لتجارة التجزئة على الانترنت وشركة (كافيه بازار) وهما اثنتان من أشهر الشركات الإيرانية على الإنترنت.

 

 

توحيد تاسوجيان أحد مؤسسي متجر (تاكسي مودا) الالكتروني للملابس وهو واحد من عدد متزايد من رواد الأعمال على الإنترنت في إيران التي تخضع لعقوبات اقتصادية.

 

 

أطلق تاسوجيان مشروعه هذا الأسبوع في مؤتمر شاركت فيه أكثر من 80 شركة إيرانية جديدة في برلين وهو الحدث الأكبر من نوعه الذي يقام خارج إيران بينما تستعد طهران لتخفيف محتمل للعقوبات المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي.

 

 

عاد تاسوجيان وهو مصمم جرافيك إلى مقاعد الدراسة قبل نحو ثلاث سنوات ليحصل على الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة طهران حين تخرج كانت التجارة الالكترونية قد بدأت تزدهر وأقنع صديقا له بمشاركته في تأسيس منصة التسوق الرقمي عن طريق الانترنت.

 

 

وقال تاسوجيان (38 عاما) لرويترز "كنت أحب تصميم الجرافيك لكنني فكرت أننا نستطيع أن نفعل ما هو أكثر."

 


وقال محسن مالاييري وهو واحد من مؤسسي رابطة رواد الأعمال الإيرانيين لرويترز في مؤتمر (آيبريدج) "الحصول على تمويل للمشاريع الناشئة لا يزال في مرحلة حديثة جدا."

 

 

وأضاف "لدينا مهندسون موهوبون لكن فهم محركات السوق مختلف."

 

 

واستقطبت (ديجيكالا) استثمارات قدرها عشرة ملايين دولار من صندوق أوروبي العام الماضي وتصدرت عناوين الصحف نظرا لأن هذا قدر قيمة الشركة بمبلغ 150 مليون دولار كما أصبح حسام ارماندهي الشريك في تأسيس (كافيه بازار) وهي متجر لتطبيقات برمجيات جوجل اندرويد رمزا في ساحة المشاريع عالية التقنية في إيران.

 

 

وقال ارماندهي (29 عاما) والذي أنشأ شركتين جديدتين أخريين "حاولنا أن نصنع ثقافة وادي السيليكون داخل ايران. هذا أمر صعب. الوضع مختلف كثيرا عن عقلية المستثمرين والحكومة هناك."

 

 

وأضاف أن شركة (كافيه بازار) - التي تقدم تطبيقات إيرانية معظمها للتواصل الاجتماعي والرسائل النصية فضلا عن استخدامات أخرى - يستخدمها بالفعل 21 مليون شخص من أصحاب الهواتف الذكية في إيران - الذين يقدر عددهم بنحو 30 مليونا ويزيدون بمعدل نحو 35 في المئة في كل ربع عام.

 

 

وقدم ارماندهي مثالا أعطى أملا لغيره من رواد الأعمال في أنهم لا يحتاجون لمغادرة ايران حتى يحققوا النجاح في الولايات المتحدة أو أوروبا كما يفعل كثيرون في إطار هجرة العقول المستمرة منذ عشرات السنين.

 

 

كما أن هذا هو أمل منظمي المؤتمر وهم مجموعة من المغتربين الإيرانيين بدأوا في وادي السيليكون الذي يوجد به الكثير من رواد الأعمال البارزين من ذوي الأصول الإيرانية ومنهم رئيس مجلس إدارة إيباي السابق بيير اوميديار وفرزاد ناظم رئيس قسم التكنولوجيا السابق في شركة ياهو.

 

 

يقول كامران إلاهيان المشارك في تأسيس عدة شركات جديدة منها (سيروس لوجيك) وأحد القائمين على مؤتمر (آيبريدج) "قلنا إنه ربما علينا أن نعقد مؤتمرا لأن وسائل الإعلام لا تذكر اسم ايران إلا في الأخبار السيئة."

 

 

وعقد مؤتمر (آيبريدج) الأول في جامعة كاليفورنيا العام الماضي ولم يتمكن سوى 20 إيرانيا من الحصول على التأشيرات. وقال إلاهيان إن السبب الرئيسي في عقد المؤتمر التالي في برلين هو استعداد الحكومة الألمانية لإصدار 300 تأشيرة.

 

 

كان ديف مكلور المستثمر في وادي السيليكون - وصديق إلاهيان - والذي يشتهر بدعم الشركات الجديدة عنصر جذب مهم في المؤتمر الذي عقد في برلين ووجد نفسه محاطا بعشرات الطموحين الذين أخذوا يروجون لشركاتهم.

 

 

وقال مكلور إنه ليست لديه خطط وشيكة للاستثمار في ايران على الرغم من أن المتعلمين ممن هم دون 35 من العمر يشكلون نسبة كبيرة من سكانها البالغ عددهم 81 مليون نسمة وهو ما يجعل الاستثمار فيها مثيرا للاهتمام.

 

 

وقال "أنا هنا لألتقي بأشخاص أذكياء ومثيرين للاهتمام... سنقوم ببعض الاستثمارات في إيران بمجرد أن تسمح لنا الولايات المتحدة بذلك."

ويتبنى معظم - ولكن ليس كل - المستثمرين الأجانب هذا النهج.

 

 

وحصل الصندوق الأوروبي الذي اشترى حصة في (ديجيكالا) والذي لم يكشف عن استثماره على ترخيص من حكومته لأن المشروع ليس في قطاع خاضع للعقوبات الاقتصادية.

 

 

لكن زانيار كامانجار أحد مؤسسي شركة (جريفون كابيتال) والذي قدم استشارات بشأن الصفقة قال إن العملية كانت صعبة.

 

كما تتجه شركة (روكيت انترنت) الألمانية التي تبني إمبراطورية عالمية للتجارة الالكترونية من خلال استنساخ مشاريع ناجحة على الإنترنت ونقلها الى أسواق ناشئة ومبتدئة لدخول إيران من خلال مشروع مشترك مع شركة (إم.تي.إن) من جنوب افريقيا.

 

 

وقال المتحدث باسم شركة (روكيت انترنت) إنها لم تبدأ العمل في ايران بعد.

 

 

وقال مالاييري الذي يدير مؤسسة لتقديم الاستشارات للشركات الجديدة بالإضافة الى عمله كأحد مؤسسي رابطة رواد الأعمال الإيرانيين إن رفع العقوبات سيكون محل ترحيب لكنه سينطوي على ميزات وعيوب بالنسبة لمجال التقنية العالية الذي لا يزال هشا في ايران.

 

 

ولدى سؤاله عما اذا كان هذا القطاع قويا بما يكفي ليتحمل دخول شركات مثل (روكيت انترنت) الى ايران قال "ليس بعد."

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد