الإعلام الإسرائيلي يتناول "مسيرة الأعلام" ويتحدث عن دور الوسطاء

مسيرة الأعلام الإسرائيلية في منطقة باب العامود

تطرق الإعلام الإسرائيلي، اليوم الإثنين، إلى أحداث مسيرة "الأعلام" الاستفزازية التي نظمت أمس في القدس المحتلة واخترقت بمسارها باب العامود والبلدة القديمة، إلى جانب المواجهات التي وقعت مع الفلسطينيين، وعدم رد المقاومة في قطاع غزة على التصعيد.

صحيفة يديعوت أحرونوت قالت، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت شعر بتحقيق نجاح كبير بأن المسيرة مرت بسلام وأنه لأول مرة يصل عدد المشاركين فيها إلى 70 ألف، وأن 2600 مستوطن شاركوا في "الصعود/ اقتحام" المسجد الأقصى.

وأضافت الصحيفة، أنه في اليوم الأخير وجهت إسرائيل، رسائل إلى حماس عبر الوسطاء مفادها بأن المسيرة ستقام بكل الأحوال وتحت أي ظرف، وإذا حدث رد بالنار فسيكون هناك رد غير مسبوق.

ووفقًا للصحيفة، فإن مواجهات نسبية وقعت في القدس واعتقل خلالها 60 فلسطينيًا، فيما أصيب 5 من أفراد الشرطة الإسرائيلية.

ولفتت إلى أن الأحداث تطورت نسبيًا بعد المواجهات في حي الشيخ جراح، وإصابة 20 فلسطينيًا من سكان الحي، بعد اعتداء ملثمين يهود عليهم وعلى صحفي إسرائيلي كان يغطي الأحداث في الحي، مشيرةً إلى أن الشرطة اعتقلت أحد المستوطنين ونجحت في احتواء الأمر لاحقًا.

من جهتها قالت صحيفة هآرتس العبرية، إن المسيرة رغم مرورها بالبلدة القديمة لم تؤدي إلى أي تصعيد كبير، مشيرةً إلى أن بعض النتائج والوقائع المرتبطة بتغير الظروف الحالية هي من منعت تكرار أحداث العام الماضي، خاصة وأن تهديدات حماس هذا العام كانت أكثر عمومية ولم تتناول بشكل صريح الخطوات التي ستتخذها، ولم تغير في المقابل شعبة المخابرات في الجيش الإسرائيلي تقييماتها في الأسابيع الأخيرة أن حماس غير مهتمة بصدام عسكري مباشر حاليًا.

وادعت الصحيفة، أن حماس كانت تتطلع إلى اشتعال الأوضاع في القدس والضفة والداخل، موضحةً أن جهود رجال المخابرات المصرية أفضت إلى هذا الهدوء وضبط الأوضاع من غزة.

وأشارت الصحيفة إلى، أن بينيت أصر على مسار المسيرة لأسباب سياسية في ظل الضغوط التي يتعرض لها من اليمين، وأنه رأى في إمكانية تغيير مسارها بأنها ستؤدي إلى أزمة أخرى في ائتلافه.

وفي تقرير آخر للصحيفة، قالت إن الصور والمشاهد التي بثت أمس من القدس كادت أن تشكل ركيزة خصبة ووقودًا قابلًا للاشتعال بشكل خاص للتصعيد.

ولفتت إلى، أن الأنظار كانت تتجه نحو قطاع غزة، في ظل تهديدات الفصائل من هناك، إلا أن حماس منعت فعليًا أي مغامرة وانتهت الأحداث بحالة من الهدوء ويمكن أن يكون لدور الوسطاء نتيجة لذلك. وفق الصحيفة

ونقلت الصحيفة عن مسؤول بحماس قوله، إن الوسطاء وخاصة مصر أوضحت أن أي جولة أخرى من التصعيد ستكون ذات ثمن أكبر مما كانت عليه العام الماضي، ويجب الآن التركيز على إعادة الإعمار وعدم السماح بتدمير مزيد من البنية التحتية، وأن انخراط العالم بالأزمة الروسية - الأوكرانية سيجعله أقل انتباهًا للاحتياجات الإنسانية في غزة.

وأوردت الصحيفة: "سواء كانت استجابة لمصر أو بدافع الردع، اختارت حماس ضبط النفس على المستوى التكتيكي، مع توقع أن يؤدي هذا الموقف إلى مزيد من الإغاثة الإنسانية في المستقبل القريب".

وأضافت الصحيفة: "في اختبار النتائج، مر أمس بتحقيق العديد من الأهداف لكل طرف، حيث أن بينيت وحكومته نجحت في تسيير المسيرة بدون أضرار في ائتلافها، وحماس شعرت بارتياح في ظل الجهود المصرية، وأبو مازن الذي يعمل مكتبه استعدادًا وتحضيرًا لزيارة الرئيس الأميركي جو بايدن، يمكن أن يكون أيضًا سعد بصور المواجهات من القدس و نابلس وجنين وغيرها وهي تظهر الحاجة إلى أفق سياسي وأن ذلك لم يعد شعارًا فارغًا بل تطلع للناس للبقاء على قيد الحياة".

من ناحيتها، قالت صحيفة معاريف العبرية، إن الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية في حالة من "السرور" بعد أن مرت المسيرة بدون أي تصعيد وهو الأمر الذي يوافق تقديراتها التي رفعتها للمستوى السياسي بعدم تغيير مسار المسيرة وقد أثبت هذا القرار صحته بحجة أن حماس لا زالت مردوعة ولن تقدم على التصعيد.

ولفتت الصحيفة، إلى أنه رغم انتهاء المسيرة، إلا أن المؤسسة الأمنية والعسكرية ستبقى في حالة تأهب قصوى وخاصة في صفوف أنظمة الدفاع الجوي التي تم تكثيفها في الأيام الأخيرة إثر التهديدات من قبل حماس.

وأشارت إلى الجهود المصرية التي بذلت لاحتواء أي تصعيد، فيما نقلت إسرائيل رسائل عبر جهات عدة أنه في حال كسر الهدوء من القطاع فسيتم الرد عسكريًا وبقوة حتى ولو كان إطلاق النار من منظمات أخرى غير حماس.

المصدر : وكالة سوا - صحيفة القدس

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد