العاروري: لن ننفصل عن "الإخوان" والمصالحة ستواجه تحديات
2014/05/04
279-TRIAL-
الدوحة / سوا / وكالات / اكد صالح العاروري عضو المكتب السياسي لحركة حماس ، أن قطر لم تطلب من قيادات حركته مغادرة أراضيها، مشدداً على أن الحركة لن تنفصل تنظيمياً أو فكرياً عن حركة الإخوان المسلمين، وإن العلاقات مع ايران تراجعت كثيراً بسبب الأزمة السورية ولم تتحسن حتى الان "لأن الحركة لن تقبل بأي دعم مشروط اذ ان هذا يتنافى مع مبادئها ومواقفها".
كما أوضح العاروري في حوار شامل مع " صحيفة " القدس العربي" اللندنية، أن المصالحة الفلسطينية تواجه تحديات كبيرة وتتهددها الضغوط الأمريكية والإسرائيلية التي افشلت الاتفاقيات السابقة، وأكد ان حركته لم تبحث بعد موضوع ترشيح أحد قياداتها لمنصب الرئاسة الفلسطينية.
وحول العلاقة مع إيران، أكد العاروري أن علاقة حماس مع إيران لم تنقطع بشكل كامل ولكنها تضررت بشكل كبير جداً في السنوات الأخيرة بسبب موقف الحركة مما يحدث من سوريا ومواقع أخرى في دول "الربيع العربي"، مشدداً على أن حركته "لن تقبل الدعم المشروط بالإملاءات مقابل مواقف غير مقتنعة فيها".
وتعليقاً على الانباء التي تحدثت عن عودة العلاقات الى سابق عهدها، قال: "ليس هناك أي تطور وموقف الحركة معروف، نحن على استعداد لتطوير العلاقة مع أي طرف يؤمن بحقنا في مقاومة المحتل الاسرائيلي ويساندنا في ذلك ولكن بشرط، عدم فرض مواقف علينا تتعلق بقضيتنا أو بقضايا أخرى".
وأوضح العاروري أن حركته تتبنى موقفا واضحا مؤيدا لمطالب الشعوب العربية وحقها في الحرية والتغيير، وضد السلوك القمعي لأي نظام في مواجهة الشعوب "لهذا السبب خرجنا من سوريا مع التزامنا بسياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة".
وشدد العاروري على أن حركته لا تملك أي تواجد عسكري في سوريا، قائلاً: "المجموعات المسلحة التي اتهمت أنها تتبع لحماس او لفصائل فلسطينية أخرى هي تجمعات لسكان المخيمات حملوا السلاح للدفاع عن مخيماتهم وعائلاتهم ولم يتدخلوا أو يفكروا اطلاقا في التدخل في الاحداث الدائرة".
العلاقة مع الإخوان المسلمين..
وفيما يتعلق بالدعوات التي وجهت لحركة حماس بقطع اتصالها بحركة الإخوان المسلمين، شدد العاروري على أن حركته هي جزء من حركة الاخوان المسلمين وتنتمي لها فكرياً "ولن تتخلى إطلاقاً عن إنتمائها الفكري للإخوان المسلمين".
وقال "حماس تنتمي لجماعة الاخوان المسلمين ذات الفكر الوسطي، الذي ثبت أنه خيار الشعوب ولا يمكننا التخلي عن هذا الفكر بسبب مطالبات من جهات لا تمثل خيار الشعوب"، مضيفاً "يقوم منهج وفكر الاخوان على تحقيق مصلحة الامة الاسلامية وشعوبها وخدمة القضية الفلسطينية"، نافياً "بشكل مطلق" وجود أي تدخل او دعم لفروع الاخوان المسلمين في أي دولة عربية.
وأكد على أن حماس حريصة جداً على بناء علاقات وثيقة مع كل الدول العربية والإسلامية بما فيه مصلحة للقضية الفلسطينية، قائلا: "لا يوجد عداء بيننا وبين أي دولة عربية".
ورداً عن الانباء التي تحدثت عن امكانية مغادرة قيادات حماس المتواجدة في قطر بعد الاتفاق القطري مع دول الخليج، أكد العاروري أن قيادات حماس ما زالت متواجدة هناك وان قطر لم تطلب خروجها ولم تطرح الملف للنقاش، مؤكدا "لم يطرح أي أحد من قطر هذا الموضوع، وقطر ترحب بنا وتقول لنا هذا بيتكم ومرحبا بكم، ولا تقبل القيادة في قطر ان يتم طرح هذا الموضوع للنقاش وهذا ما صرح به وزير الخارجية القطري"، معتبراً أن المكتب السياسي للحركة لم يكن يوماً يتخذ من أي دولة مقراً له ولديه البدائل في التنقل والعمل من أماكن مختلفة.
وأكد العاروري أن تطبيق البنود التي تم التوافق عليها في اتفاق المصالحة الاخير الذي وُقع في غزة يوم 23 نيسان/ابريل، يشوبه الكثير من الحذر والتخوف الكبير النابع من التجارب السابقة في توقيع اتفاقيات لم تتمكن الاطراف من تنفيذها، منوهاً الى أن حركته لديها ارادة حقيقية وقرار استراتيجي بإعادة اللحمة للشعب الفلسطيني.
وشدد العاروري على أن أكثر من يتهدد المصالحة الفلسطينية هو الرفض الأمريكي والتهديد الاسرائيلي الذي من الممكن أن يفشل تنفيذ ما تم الاتفاق عليه "كما حدث في الاتفاقيات السابقة حيث كانت الضغوط الامريكية والإسرائيلية هي السبب الرئيسي في إفشالها"، بحسب العاروري الذي عبر عن خشيته من وجود اطراف فلسطينية لا تريد انهاء الانقسام "وربما تعمل على افشالها من خلال ممارسات على الارض في الفترة المقبلة".
وأكد العاروري وجود متغيرات ومستجدات دفعت باتجاه التوقيع على المصالحة الفلسطينية منها الوضع الذي يعيشه قطاع غزة في ظل القيادة المصرية الجديدة، ووضع السلطة الفلسطينية بعد استنفاد خيار المفاوضات مع اسرائيل وسلوك الاحتلال الذي يواصل الحصار والقتل ضد الشعب الفلسطيني في كل مكان.
ونوه العاروري الى أن الاتفاق الاخير لا يحمل ربحاً أو خسارة لأي طرف من الأطراف، قائلاً: "الخاسر الوحيد هو الاحتلال الاسرائيلي والرابح الاكبر هو الشعب الفلسطيني والمكاسب الحزبية على حساب القضية الوطنية هي خسارة للجميع".
وأكد العاروري على أن تنفيذ الملف الأمني في اتفاق المصالحة سيتم حسب اتفاق القاهرة عام 2011 والملاحق التابعة له والتي تنص بحسب العاروري على "تجريم التعاون الأمني مع الاحتلال ويفرض ضمانات على حماية المقاومة وسلاحها وملف كتائب القسام لم يطرح للنقاش".
وقال: "بحسب الاتفاق فإن السنة الاولى في تطبيق الاتفاق لن يتم خلالها اجراء تغيرات هيكلية على أجهزة الأمن في غزة والضفة الغربية إلا بالاتفاق مع اللجنة الأمنية العليا المكونة من الفصائل الفلسطينية".
وحول الانباء عن قرار حماس بترشيح احد قياداتها للانتخابات الرئاسية المقبلة في فلسطين، نفى العاروري أن يكون الموضوع قد طرح للنقاش في قيادة الحركة، مستدركاً: "اذا تم تحديد موعد للانتخابات الرئاسية ستقوم قيادة الحركة ببحث كل الملفات وكل الخيارات مطروحة بما فيها الترشح للرئاسة أو دعم شخص من خارج الحركة".
وتوقع العاروري أن تفوز حركته في الانتخابات المقبلة، وقال: "صناديق الاقتراع في الدول العربية اثبتت انها صديقة للإسلاميين"، مشيراً الى أن حركته ستحترم نتائج الانتخابات المقبلة سواء كانت لصالحها أم لا.
وتوقع العاروري أن تشهد الضفة الغربية انتفاضة شعبية ومسلحة في وجه الاحتلال الاسرائيلي "الذي صعد من اعتداءاته بشكل كبير ضد الضفة الغربية ويشن حملة مسعورة من أجل تهويد القدس وتخصيص مكان داخل المسجد الاقصى لبناء كنيس يهودي"، محذراً من المخاطر التي تتهدد مدينة القدس في ظل الصمت العربي والإسلامي.
وقال "مؤشر المقاومة في الضفة الغربية في تصاعد مستمر وهو ما سيقود حتماً الى مواجهة شاملة مع الإحتلال"، معبراً عن أمله بتمكن المقاومة في الضفة الغربية من امتلاك صواريخ، وعند سؤاله عن امكانية ذلك، قال: "غزة صنعت الصواريخ وهي محاصرة والضفة ستتمكن من تجاوز كل التحديات وستصل لذلك".
وتوعد العاروري بأن تحمل أي حرب جديدة للاحتلال على غزة مفاجآت من قبل المقاومة الفلسطينية، وقال: "كل مواجهة لنا مع الاحتلال حملت مفاجأة جديدة وأي جولة مقبلة ستختلف عن سابقاتها لأن المقاومة لا تتوقف عن تطوير قدراتها".
111