(صور).."بيت جدودنا" يعيد للمسنين بغزة ذكريات الشباب

غزة / خاص سوا/ صبا الجعفراوي/ تحت ظل شجرة الزيتون جلست المسنة "انتصار أبو حسنين" برفقة صديقاتها التي من جيلها يستمعن لندوة دينية وأخرى تثقيفية في المكان الوحيد بمدينة غزة الذي يهتم بالفئة المهمشة (كبار السن).

وبعد انتهاء الندوة التي تأتي ضمن أنشطة نادي (بيت جدودنا) لكبار السن، تحدثت (سوا) مع الستينية انتصار ورفيقاتها للتعرف أكثر على نوعية الأنشطة والفعاليات التي يقدمها النادي ومدى استفادتهم منها، فقالت "جئت إلى النادي قبل عامين ومن وقتها وأنا لا أضيع أي نشاط يقدمونه لنا في أيامنا المخصصة".

وتشعر انتصار -63 عاماً- بتغيير كبير في حياتها بعد أن وجدت مكان يهتم بكبار السن في قطاع غزة، حيث تتابع "تغيرت حياتي للأفضل وأصبحت مرتاحة نفسياً، أشعر أني لدي وقت خاص بعيد عن ضجة البيت والأولاد والأحفاد".

ولأن كبار السن بحاجة لعناية صحية خاصة، يهتم النادي بتقديم ندوات حول الطب البديل، فالمسنة أبو حسنين كانت إحدى النساء التي تحسنت صحتها من خلال الأعشاب الطبيعية والطعام الصحي.

ويقوم كبار السن بجمع وتوثيق ذكريات الوطن قبل النكبة الفلسطينية عام 1948 وتوثيق الأكلات الشعبية والأمثال التي اشتهر بها أهالي فلسطين، والحفاظ على العادات والتقاليد في الأفراح والمواويل التي كان يغنيها الرجال.

ويقدم النادي دورات تأهيل نفسي واجتماعي وجلسات استرخاء لكبار السن، والتي أثرت بصورة إيجابية على الستينية خضرة حمد التي كانت تعاني من مشاكل نفسية واجتماعية مع عائلة زوجها، فتقول المسنة حمد -61 عام- لـ(سوا) " نفسيتي كانت متعبة كثيراً من مشاكلي مع زوجي وأولاده، ودائما كنت أشعر بالوحدة ولا أجد من أشكي له همومي ومشاكلي".

وبدأت المسنة خضرة بالاندماج ثانية بالمجتمع، حيث كونت صداقات مع النساء وشاركتهن همومها ومشاكلها الأمر الذي انعكس عليها بصورة إيجابية، إلى جانب تعلمها العديد من المهارات أهمها التعلم على جهاز الحاسوب وبرامجه.

أما السبعينية يسرى أبو مرق فتحرص على تدوين كل شيء تتعلمه في الندوات الدينية والثقافية المقامة في النادي، خاصة أنها كانت معلمة تربية رياضية قبل تقاعدها منذ 17 عاماً.

وعبرت المسنة يسرى -75 عاماً- عن سعادتها في تمضية وقتها بالنادي، قائلةً "الأنشطة هنا ذكرتني في نفسي عندما كنت فتاة صغيرة أحب الحركة والنشاط، وأتمنى أن ينتقل النادي لمكان أوسع وأكبر نتحرك فيه بأريحية ونستمتع بوقتنا فيه".

ويشهد النادي إقبال كبير من كبار السن من الجنسين كليهما، حيث بلغ عدد المشاركين فيه 325 سيدة ورجل، النسبة الأكبر حازت عليها السيدات حيث بلغ عددهن 255 سيدة، بينما الرجال 70 كما أشار مدير النادي يحيى الكيالي لـ(سوا) الذي أوضح أن النادي يخصص ثلاثة أيام للنساء والثلاثة الآخرين للرجال.

وقال الكيالي إن نادي "بيت جدودنا" عبارة عن مشروع تنفذه جمعية الوداد للتأهيل المجتمعي بتمويل من مؤسسة HelpAge International وهي مؤسسة دولية تعنى بحقوق كبار السن في العالم، وفي هذا العام مضى على تأسيسه 4 أعوام.

وعن سبب إنشاء النادي، بيّن الكيالي أن هناك فجوة بين كبار السن والمجتمع بغزة، نظراً لأن كبار السن يحتاجون عناية ومعاملة خاصة غير باقي شرائح المجتمع، ويعتبر "بيت جدودنا" أول مكان يهتم بكبار السن من كلا الجنسين.

وأضاف أن "بيت جدودنا" جاء ليعطي كبار السن فرصة التواصل مع بعضهم وتناقل الخبرات، إضافة إلى زيادة وعيهم بحقوقهم وكيفية المدافعة والمطالبة بها من خلال منظومة من الأنشطة النوعية والمميزة.

وأكد الكيالي عن سعيهم للتعاون من المؤسسات التي تهتم بكبار السن لتقديم مساعدات لهم سواء عينية ومادية أو تثقيفية وتعليمية، مشيراً إلى أن إدارة النادي تسعى لعمل مشاريع خاصة بكبار السن لإدرار الدخل عليهم.

وذكرت إحصائية أصدرها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني نهاية عام 2014 أنه في منتصف العام 2014 بلغت نسبة كبار السن الأفراد 60 سنة فاكثر 4.4% من مجمل السكان في فلسطين، بواقع 4.9% في الضفة الغربية و3.7% في قطاع غزة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد