صحيفة: الرجوب مغضوب عليه بفلسطين ومرفوض في الأردن
روما / سوا / نشرت صحيفة المانيفستو الإيطالية مقالا حول رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، جبريل الرجوب، ورد فيه أن القرارات التي اتخذها أثناء اجتماع الاتحاد الدولي لكرة القدم، سببت موجة من الغضب في الأراضي الفلسطينية والأردن.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير إن "جبريل الرجوب قوبل بانتقادات حادة لدى عودته إلى بلاده، بعد أن قرر خلال اجتماع الاتحاد الدولي لكرة القدم في زيوريخ التخلي عن مطلب سحب عضوية إسرائيل في الفيفا".
كما أن الأردن رفضت استقباله؛ لأنه صوّت لجوزيف بلاتر، وتخلى عن الأردني الأمير علي بن الحسين.
وقالت الصحيفة: "إن جبريل الرجوب لم يحظ باستقبال الأبطال لدى عودته لبلده، فقد كانت الجماهير الرياضية في حالة غضب كبيرة، بعد أن قرر في الاجتماع السنوي للفيفا، المنعقد في زيوريخ يوم الجمعة الماضي، اتخاذ قرار مفاجئ بسحب الطلب الفلسطيني بإيقاف إسرائيل عن النشاط الرياضي الدولي، الذي كان مكلفا بتقديمه على خلفية قيام إسرائيل بمنع اللاعبين الفلسطينيين من التنقل وممارسة أنشطتهم بحرية".
وأضافت أن "الرجوب فضل القيام بتسوية مع نظيره الإسرائيلي، أوفر إيني، وقام بالتراجع عن موقفه بعد أشهر من التصريحات النارية ضد إسرائيل، والتوعد بملاحقتها بكل جدية، وهو ما ألحق ضررا كبيرا بصورة السلطة الفلسطينية وحركة فتح، الحزب الذي يمثل رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم أحد كوادره.
كما أن الرجوب "واجه بالإضافة للغضب الشعبي الفلسطيني، غضبا شعبيا ورسميا أردنيا".
وبحسب الصحيفة، "قامت السلطات الأردنية بإعلام جبريل الرجوب، لدى وصوله يوم الاثنين لمطار الملكة علياء بعمّان، بأنه شخص غير مرغوب فيه، وقد تم في البداية منعه من دخول البلاد، ثم بعد أخذ ورد تم السماح له بركوب سيارة تاكسي مباشرة من المطار نحو معبر الملك حسين، للدخول إلى الضفة الغربية".
وأشارت الصحيفة إلى أن "الأردنيين لم يكونوا غاضبين من قرار سحب طلب تجميد عضوية إسرائيل، بل إن السبب هو تصرف ممثل الوفد الفلسطيني خلال عمليات انتخاب رئيس الفيفا وبعد إعلان النتائج، التي أفضت إلى فوز الرئيس السابق جوزيف بلاتر على حساب منافسه الأردني، الأمير علي. فقد شاهد الجمهور الرياضي عبر شاشات التلفزة كيف كان الرجوب مبتهجا جدا بفوز بلاتر، كما قام بتهنئته بكل حرارة، وسط استياء كبير من الوفد الأردني، وقد صب الأردنيون جام غضبهم على الرجوب على شبكات التواصل الاجتماعي، ثم عبروا عن رضاهم عن قرار منعه من دخول الأردن".
وذكرت الصحيفة أن "الرجوب حاول تبرير موقفه والرد على الاتهامات الموجهة إليه، عبر عقد مؤتمر صحفي في أريحا. وقد أكد أنه لم يصوت لجوزيف بلاتر ضد الأمير علي، كما شرح أن الاتفاق الذي توصل إليه مع إسرائيل سيؤدي إلى إنهاء المشاكل التي يتعرض لها الرياضيون الفلسطينيون بسبب الحصار الإسرائيلي".
وقالت الصحيفة: "إن هذه التبريرات لم تقنع أحدا، ولم تخفف من حدة الانتقادات تجاه الرجوب، فيما فضّل الرئيس الفلسطيني محمود عباس ملازمة الصمت، وترك الرجوب يواجه موجة الغضب الشعبي بمفرده، رغم أنه من المؤكد أن القرار لم يكن فرديا، بل تم اتخاذه من قبل القيادة السياسية للسلطة الوطنية الفلسطينية".
وذكرت الصحيفة أن "العديد من القوى الوطنية الفلسطينية وجهت اتهامات خطيرة للرجوب، حيث اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي تمثل التيار اليساري، أن قرار سحب المطلب الفلسطيني يمثل "صفعة للرياضة الفلسطينية، وخيانة للرياضيين الفلسطينيين، وللشخصيات والهياكل الدولية التي شجعت وساندت المطلب الفلسطيني أمام الانتهاكات الإسرائيلية بحق الرياضيين الفلسطينيين".
في المقابل، ذكرت الصحيفة أن "الحكومة والاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم احتفلوا بنجاحهم في النفاذ من هذه الورطة، واتهموا القيادة الفلسطينية بشن حملة لتشويه الدولة العبرية.
كما تناول الإعلام الإسرائيلي الحرب الكروية بين الجانبين والتراجع المفاجئ للرجوب، وفسر ذلك بأن إسرائيل نظمت، خلال الأيام التي سبقت اجتماع الفيفا في زيوريخ، حملة دولية شرسة في الكواليس، للضغط على مختلف الاتحادات الكروية؛ لإجبارها على عدم دعم الطلب الفلسطيني".
في الختام، رجحت الصحيفة أن "الرجوب، على ما يبدو، شعر خلال اللحظات الأخيرة أن إسرائيل نجحت في حسم الموقف من وراء الستار، وأيقن أن طلبه لن يمر عبر التصويت، ففضل قبول التسوية. ولكن الفلسطينيين كانوا يفضلون لو أنه تمسك بالموقف الفلسطيني الذي ذهب ليعبر عنه في زيوريخ، حتى لو تعرض لهزيمة مشرفة في التصويت، عوض أن ينهزم برمي المنديل".
تقرير: ميكيلي جورجيو ( القدس )
الرابط: http://ilmanifesto.info/jibril-rajoub-contestato-in-casa-e-persona-non-grata-in-giordania/