بالصور: تكية الجسد الواحد بغزة: استمرار توزيع الطعام في رمضان كعادة كل عام
تكثر في شهر رمضان المبارك أعمال الخير المتنوعة والتي يسعى المسلمون في شتى أنحاء الأرض للإكثار منها وذلك لمضاعفة أجورهم وحسناتهم، وبالإضافة الى الصيام والقيام والعبادات المختلفة يجتهد البعض في ابتكار أفكار في العمل الخيري تؤدي بدورها الى التخفيف عن كاهل العائلات المستورة والفقيرة وذلك من خلال المساعدة في سد جانب من جوانب احتياجاتهم اليومية خلال شهر رمضان المبارك.
ومن أهم تلك الظواهر المتعلقة بالعمل الخيري والتي تعد قديمة وحديثة في نفس الوقت نقاط لتوزيع الطعام المجاني على الفقراء والعائلات المستورة في قطاع غزة والتي تسمى بـ"التكية" حيث تنتشر بالعشرات في قطاع غزة ذو الكثافة السكانية الأعلى في العالم.
ومن تلك "التكيات" من تتبع لمؤسسات وجمعيات خيرية محلية ومنها تم تأسيسه بإجتهاد شخصي أو جماعي بالتعاون مع سكان الأحياء فيما بينهم.
ويقول محمد فرج الله لسوا وهو أحد الأفراد المشرفين على تكية "الجسد الواحد" التي تقع في مخيم النصيرات الجديد وسط قطاع غزة:" أسسنا تلك التكية قبل أربع سنوات بفكرة بسيطة وبقدر واحد ومن ثم وصلنا الى أربع قدور واتسعت مساحة توزيعنا الى أحياء أخرى في منطقة النصيرات بفضل الله وعونه ومن ثم بفضل أهل الخير الذين يساهمون معنا في استدامة هذه التكية".
ويحتشد الأطفال بالعشرات مع ذويهم في مشهد جميل ومنظم ومن كل منطقة وحي في مدينة النصيرات أمام تكية الجسد الواحد البسيطة والتي لا يتجاوز مساحتها الخمسة أمتار منتظرين أبو العدنان فرج الله وهو أحد المشاركين في التكية كي ي فتح أبوابها لينالوا نصيبا مما طهاه الطهاة في كل يوم.
"نحاول ان نغطي منطقتنا ومناطق أخرى خارج المخيم وذلك بسبب الأقبال الشديد علينا من كافة المناطق المجاورة، لدرجة أننا اضطررنا الى ارسال عدد من القدور الى مناطق نائية تقع غرب مدينة النصيرات لسد احتياج المواطنين هناك".
ويضيف فرج الله لسوا:" بأن فكرة تمويل التكية كانت في البداية ذاتية من أبناء العائلة ولكن بحمد الله ومع تطور السنوات وبعدما أصبحنا مصدر ثقة لأهل الخير ممن يريدون تقديم زكاة مالهم أو أي عمل خيري أخر، أصبح التمويل يأتي لنا من أهل الخير من أبناء شعبنا".
ووجه فرج الله نداء الى أهل الخير من داخل فلسطين وخارجها بان يساهموا في مثل هذه الأعمال الخيرية التي من شانها ان تساند أبناء قطاع غزة المحاصر والذي تحمل الأمرين والحروب المتكررة والظروف الصعبة بكافة أنواعها بسبب الاحتلال الإسرائيلي حيث قال:" نسعى الى تطوير هذه التكية بأن تصبح تقدم العديد من الخدمات لأبناء شعبنا وليس الطعام فقط ومن أن تتنوع المأكولات فيها ليستمر عطاؤها ليس في رمضان فقط بل في كل الأشهر كي نثبت للعالم أجمع أننا موحدون ومتماسكون اجتماعيا لأن سكان قطاع غزة يستحقون هذا الدعم والمؤازرة التضحية من أجلهم".
وأكد فرج الله لسوا بأن هناك ما يقارب ال ٤٤٠ اسرة تقبل علينا يوميا للحصول على الطعام، حيث يقول :" هذا الاقبال الشديد جدا من قبل الناس على التكية سببه الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به أبناء شعبنا الفلسطيني".
وتعد التكاليف اليومية لتكية "الجسد الواحد" و التي يجدول القائمون عليها قائمة الاطعمة المقدمة للعائلات عبئا عليهم في بعض الأحيان عندما ينقطع التمويل الفردي من أهل الخير حيث يقول فرج الله :" أن التكاليف اليومية لتجهيز القدور الأربع تتراوح ما بين ٧٠٠ الى ١٠٠٠ شيكل لتجهيز الطعام، حيث تتراوح التكاليف بين شراء لحوم وحبوب ومياره وغاز الطهي"، موعزا بان ارتفاع الأسعار التي تسببت به الحرب الروسية الأوكرانية أثر بشكل كبير على أداءهم وأدى الى ارتفاع تكاليف تجهيز الطعام في التكية.