بالصور: أغصان الزيتون شاهدة على إحياء يوم الأرض الفلسطيني

المزارع جميل الباع في يوم الأرض بأرضه في بلدة بيت حانون - تصوير أحمد زقوت

يحتفل الفلسطينييون بإحياء يوم الأرض الفلسطيني في الـ30 من آذار من كل عام، تأكيدًا على أحقيتهم في امتلاك الأرض، وعلى تمسكهم بها مهما تعرضوا لممارسات النهب والاستيلاء من قبل الاحتلال الإسرائيلي. 

وبدأ الفلسطينييون بالاحتفال بيوم الأرض، منذ عام 1976م، بعد أن قام الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة الآلاف من الدونمات التي يمتلكها الفلسطينيون، ونتجت على إثرها العديد من المواجهات التي يدافع من خلالها الفلسطينيون عن أراضيهم في محاولة الاحتلال الإسرائيلي لتملكها.

من جهة أخرى فإن الاحتلال الإسرائيلي لا يكلّ ولا يملّ من محاولاته المستمرة في سرقة الأراضي الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية، فتارة يعمل على تجريفها خاصة الأراضي الحدودية في قطاع غزة، وتارة يعمل على قصفها بالصواريخ الحربية، وأخرى نجده يصدر بعض القرارات بانتزاع الملكية من بعض السكان وأصحاب الأراضي دون وجود أي أسباب منطقية. 

ويقول المزارع جميل رمضان الباع من بلدة بيت حانون البالغ من العمر 63 عام، في حديثه لوكالة سوا الإخبارية عن الخراب الذي تعرضت له أراضيه، "زرعتها عدة مرات، فأنا أعمل مزارع منذ صغري، ولكن أرضي تم تجريفها وقصفها عدة مرات من قبل الاحتلال الإسرائيلي، فجرّفت الآليات الإسرائيلية العديد من الأشجار أثناء اقتحامها لقطاع غزة، في المناطق الحدودية والمحاذية للبلدة".

       WhatsApp Image 2022-03-30 at 8.11.58 AM (1).jpeg

ويضيف المزارع الباع في حديثه لوكالة سوا "طالتنا عملية التجريف مرتان، مرة في عام 2008 والأخرى عام 2014، وخسرنا خسائر هائلة"، مشيرًا إلى أن  هذا التخريب كلفهم كثيرا، فحينما زرعوا الأراضي في عام 2014، وبدأت الأشجار بطرح الثمار، حينها تمت عملية التجريف، وأدى إلى خسارة كبيرة جدا، وبالكاد استطاعوا زراعتها من جديد.

ويذكر الباع أنه في 2021 تم قصف الأراضي الزراعية بالصواريخ ولم يتم الاقتحام، ولكنها أدت إلى قطع وتخريب كمية كبيرة من الأشجار، وكل المزارعين يعانون من نفس المشكلة، فحينما يبدأ المزارعون بزراعة أراضيهم ورعايتها، وتبدأ بالطرح والإثمار، يقصفها الاحتلال الإسرائيلي بكل سهولة ويهدم كل ما تعبوا لأجله.

         WhatsApp Image 2022-03-30 at 8.12.01 AM.jpeg
 

ويعبّر المزارع جميل لوكالة سوا الإخبارية عن حزنه وأسفه الشديديْن أثناء عمليات التجريف التي يقوم بها الاحتلال بحق أراضيهم، قائلًا "تدمع عيوننا وقلوبنا تنكسر، ولا نستطيع حينها التحكم في أنفسنا، حينما يجرف الاحتلال الإسرائيلي أراضينا، ولكن بعد انتهاء عمليات التجريف ونعمل من جديد على استصلاح الأراضي والبدء بزراعتها، نشعر بفرحة كبيرة لإعادة إحياء الأرض، لأنها أراضينا".

ويرسّخ الفلسطينيون يوم الأرض الفلسطيني في نفوس أبنائهم، من خلال عدد من الفعاليات السلمية التي تعبّر عن أرواحهم 
وعن معتقداتهم ومعرفتهم لحقوقهم، مثل زراعة شجر الزيتون في العديد من المناطق المتفرقة، إقامة فعاليات الحياة الفلسطينية الأصيلة، وممارسة بعض الأعمال كالزراعة والطبخ وإطعام الحيوانات الأليفة، بحضور عدد من النساء والرجال والأطفال والأجداد.

           WhatsApp Image 2022-03-30 at 8.11.58 AM (2).jpeg
 

ويؤدي كلٌّ منهم دورَه، فترى الرجل يرتدي الكوفية الفلسطينية ويحرث جزءًا من الأرض، ويعطي شتلة زيتونٍ لابنه ليغرسَ في الأرض أنه صاحب الأرض، ويؤكدون على أن غصن الزيتون هو رمز السلام والحب والعطاء، وترى السيدة ترتدي ثوبا مزينًا بتطريز فلسطيني 
متوارث وتخبز بعض المخبوزات على النار؛ لتؤكد على أنها منذ القدم والحضارة القديمة تعمل هنا وتطعم أبناءها، فيما يقوم الجدّ برواية القصص والحكايا للأطفال لينقل لهم تاريخ الشعب الفلسطيني، الذي تتوارثه الأجيال، ومؤخرًا لعلك تلحظ أن العديد من الشابات والشبان يحرصون على حضور هذه الفعاليات لتوثيقها سواء بالصور أو الكتابة أو الرسم لتكن شاهدًا على تاريخ وأحقية الشعب الفلسطيني بأرضه.

ويؤكد على ذلك قول المزارع الفلسطيني جميل "هذه الأرض تمثل الشعب الفلسطيني، ولا بد من زراعتها لإحياء الذكرى  وذكرى شعب فلسطين يظل موجود على طول العمر".


وتكثر زراعة الحمضيات والفراولة وشجر الزيتون في فلسطين، فهي تشتهر بإنتاجها لفواكه الحمضيات، وإنتاج زيت الزيتون، فيقول المزارع الباع "الشجر الذي تم زراعته جديد، نعتبره شجر محسّن، عن الشجر القديم؛ ولكن كل أملنا أن تكبر الشجرة لدينا وتطرح زيتون، ونأخذ منها الزيت اللي يعتبر أساسي في تحصيل الربح لنا والاستفادة المادية التي تعيلنا على العيش حياة كريمة وبالتالي تزيد عملية الإنتاج".

           WhatsApp Image 2022-03-30 at 8.11.58 AM.jpeg
 

وينوّه الباع لوكالة سوا الإخبارية أن المزارعين يشعرون بالفرحة في موسم حصاد الزيتون قائلا "نشعر بفرحة كبيرة بالذات يوم عصر الزيتون بعد جمع الثمار، فهي أشبه بالعرس الفلسطيني لدى كافة أبناء قطاع غزة والضفة الغربية، فشجرة الزيتون شجرة مباركة، 
ويعتبر الزيت من أفضل المأكولات لدى الشعب الفلسطيني". 
 
ويهدف الاحتلال من عمليات تجريفه للأراضي الفلسطينية إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أراضيه، ولكنّ الفلسطينيين لا زالوا متمسكين بأراضيهم  وبأشجارهم، ولديهم الإصرار الكافي على عدم التنازل عن أراضيهم في ظلُّ الظروف الصعبة التي يعانون منها. 


ويُعرب المزارع الباع عن خوفه وقلقه الذي يصيبه من كل عام أثناء زراعة الموسم، من التجريف أو القصف الذي يمكن أن تتعرض له أراضيه، فيما يختم حديثه لوكالة سوا بقوله "شجرة الزيتون هي الشجرة المباركة التي تم ذكرها بالقرآن الكريم، وهي الرمز الأول والأخير للشعب الفلسطيني، وهي الشجرة التي لا بدّ من زراعتها في كافة أرجاء فلسطين باستمرار، وما دام تم اقتلاعها، لا بدّ من إعادة زراعتها من جديد".

 

والجدير ذكره أن الاحتلال الإسرائيلي قام بتجريف ما يعادل 60 ألف دونم، في المنطقة الشرقية من بيت حانون إلى رفح، ويستمر في توغله وتجريفه في أراضي الضفة الغربية بشكل ملحوظ. 

               WhatsApp Image 2022-03-30 at 8.12.01 AM (1).jpeg
 

 

المصدر : وكالة سوا

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد