كيف تحمي قلبك؟
يُقبِل الناس في السنوات الأخيرة على تناول الأطعمة سريعة التحضير، ويلجأ الكثير منهم إلى تناول الأطعمة الغير صحية التي تعمل على زيادة نسبة الدهون في جسم الإنسان، ونظرًا لسهولة التنقل عبر وسائل المواصلات، فهذا بدوره يؤدي إلى قلة حركة الشخص يوميًا، ما يجعله أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب بسبب قلة حرق الدهون وعدم سريان الدورة الدموية بشكلها الدوري الصحيح.
وتُعتبر أمراض القلب من أكثر الأمراض التي يتعرض لها الناس في بلاد الوطن العربي، إضافة إلى مرض السكري، وعلى سبيل المثال، فإن الأبحاث تشير إلى أن أعداد الوفيات تعزى أكثر أسبابها في كلّ من مصر والولايات المتحدة الأمريكية هي الأمراض القلبية الوعائية.
ويبحث الناس عن الحلول التي تجنبهم من الإصابة بأمراض القلب، بكل أنواعها، خاصة في ظلّ التطور الصناعي والتكنولوجي والطبي الذي يشهده العالم،فيلجأ البعض منهم إلى ممارسة الرياضة، في حين أن الآخرين لا يجدون أوقاتًا مناسبة لممارسة هواياتهم، بسب انشغالات مهنية في هذا العصر المكتظّ بالأعمال خلف الحواسيب.
كيف تحمي قلبك؟
عدد من النصائح والعادات التي تساعدك على الحفاظ على قلبك بصحة سليمة، وتمنحك حياة أفضل:
- ممارسة تمرين HIIT :
والذي يعتبر من أذكى طرق رفع مستوى الأوكسجين في جسم الإنسان، وتساعده على حرق الدهون بسرعة، فهو تدريب متقطّع بحيث يجعل القلب يضرب بسرعة عالية، ثم يتوقف الشخص ليتركه يرجع لطبيعته، ثم يكرر التدريب من جديد ويعمل على تسريع النبضات مرة أخرى، ويتراجع مرة أخرى.
وتتكرر هذه العملية ما بين سرعة بالنبض والرجوع لعودته، إلى أن تصل ضربات القلب إلى السرعة الشديدة، لكن ينصح الأطباء حسب ما ذكرت صحيفة مينز هيلث الأمريكية، بعدم ممارسة هذا التمرين من قبل مرضى القلب.
يتميز هذا التمرين بملاحظة التغيير والحصول على نتائج سريعة، فقد أُجريت دراسة على البالغين في إعادة تأهيل القلب، من خلال برنامج تدريب HIIT ثلاث مرات غفي الأسبوع، لوحظ عليهم التحسّن وتأهيل القلب بشكل جيد، بوقت أقل من التأهيل التقليدي للقلب، والتمارين الرياضية التقليدية.
- استخدم بيانات Smartwatch لمراقبة حالتك الصحية:
فمراقبتك لحالتك الصحية على مدار الساعة، ولعدد ضربات قلبك، يجعلك على إطلاع جيد ويشجعك على تحسين حالتك الصحية، كما ويساعدك على معرفة أي خلل مباشرة، وهذا بحد دوره يحفزّك على معالجة المشاكل مباشرة وعدم إهمالها.
ويفضّل أن تقارن ما بين حالتك الصحية أثناء بذلك لأي مجهود، بحالتك أثناء الراحة، كي تستطيع معرفة النتائج الصحية بشكل أوضح.
- راقب نومك:
القلب هو العضو الوحيد في جسم الإنسان الذي لا يستريح، فهو يعمل على مدار ساعات حياتك دون أي توقف، ولكنه يحتاج إلى الراحة والانتظام الذي يلجأ له القلب فقط أثناء النوم، لقلة المجهود البدني الذي يحتاجه الإنسان في النوم، لذا من الجيد أن تحرص على أن تكون ساعات نومك ما بين 7 إلى 8 ساعات، فقد أثبتت الدراسات أنّ من ينامون أقل من 6 ساعات هم أكثر عرضة بنسبة 27% للإصابة بانسداد شرايين القلب مقارنة بمن ينامون 7 إلى 8 ساعات.
- راقب نشاطك اليومي:
من الجيد أن تراقب ما تقوم به في اليوم، وكن على دراية أنه في حين أنك تتحرك بشكل كافٍ، يرتفع ضغط الدم عندك، ويتجه الكوليسترول في الاتجاه الخاطئ في الجسم ما يجعل القلب معرضا للالتهابات.
إذا كنت تعمل في وظيفة مكتبية، حاول أن تقم بإجراء أي نشاط بدني كل 45 دقيقة، سوء كان المشي، أم تمرين الضغط.
- كن من محبي وجبة السمك
لا بدّ من حاجة الإنسان إلى تناول البروتين والدهون بكميات تتناسب لحاجته، وتعد الأسماك من أكثر المأكولات فائدة لجسم الإنسان مع قلة ضررها، وخاصة سمك السلمون الذي يحافظ على صحة الشرايين، ويقلل نسبة الاتهابات في القلب.
ولكن يجب التنويه إلى أن طهي الأسماك بشكل مبالغ فيه، يجعله يفقد قيمته الغذائية، فاحرص عزيزي القارئ أن تطهو الأسماك بشكل متوسط.
- اجعل المشي عادة لك :
احرص على اتخاذ المشي سواء في الصباح أو المساء على أنه عادة من عاداتك اليومية، بحيث يعمل على تنشيط الدورة الدموية ويساعد في حرق الدهون والسعرات الحرارية بشكل سريع.
- اعتزل ما يؤذيك
عزيزي القارئ، لعلك تجد عبارة "اعتزل ما يؤذيك" أمام ناظريك في مواقع التواصل الاجتماعي، أو أنك تسمعها مرارًا، لكن هل فكرت يومًا في أهميتها، وماهية تطبيقيها.
من الجيد أن تدركَ جيدًا أهمية الأوقات السعيدة واللحظات المرحة وتأثيرها الإيجابي على قلبك، وعلى النظير، فإن المآسي واللحظات الحزينة لها أثرها الكبير والسيء على القلب وصحته، ويجعله أكثر عرضة للجلطات، لذا من الأفضل لصحتك عزيزي القارئ، أن تبتعد عن كافة الأخبار السلبية التي من شأنها أن تؤثر على صحتك.
- ابتعد عن الأغاني الحزينة :
هل تدرك أنك حينما تتعرض لسماع أغاني حزينة، تتأثر حالتك النفسية وتتجه للحزن بشكل غير إرادي منك، وتجعلك الأغاني الحزينة تقلّب في ذاكرتك أي مواقف ترتبط بالحزن، وحينهت يشعر قلبك بالأسى، وهذا بدوره يجعلك معرضًا لحدوث الجلطات في حين سماعك لهذه النوعية من الأغاني باستمرار.
- وازن استخدامك للملح :
لا تستخدم الملح في طعامك بكميات كبيرة، فكثرته تعمل على ارتفاع ضغط الدم بشكل كبير، ويجعلك أكثر عرضة لأمراض القلب.
- قل "شكرًا" كثيرًا :
يظهر عددٌ من الأبحاث أهمية تفاؤل الإنسان على صحته النفسية والجسدية، حيث أنه يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 35%، ويقول طبيب القلب الوقائي ستيفن كوبيكي في حديثه لمجلة مينز هيلث، أن إحدى الطرق لتصبح أكثر تفاؤلًا هي التفكير في أفكار الامتنان، وعلى سبيل المثال، من الجيد أن تستلقيَ ليلًا في السرير، وأن تفكر في ثلاثة أشياء تشعر بالامتنان تجاهها في نهاية اليوم، وقل شكرًا لها.
ويضيف الدكتر كوبيكي، أن "هذا النوع من السلوك يخبر الجهاز العصبي بجسمك أن كل شيء على ما يرام ، مما يقلل من مستوى التوتر لديك ، وهذا مفيد لقلبك"، مؤكدًا على إيجابية ممارسة الأعمال اللطيفة العشوائية بشكل يومي، لها الأثر الكبير في زيادة التفاؤل لدى الإنسان.
- اصنع لمعدتك علاقة ودية مع الخضراوات :
عزيزي القارئ، لعل الخضراوات من أهم المأكولات التي يحتاجها الإنسان، وهي من الأطعمة الأقل ضررا، فمن الأفضل لك، تناول الخضراوات بشكل منتظم يوميا، ما يساعدك على الحفاظ على وزنك وعجم ازدياده بشكل مفرط، وبالتالي تتجنب السمنة وآثارها السلبية على القلب.
- وأخيرًا، قيِّم مدى تقدمك :
دوّن ملاحظاتك حول صحتك النفسية،و عدد ضربات القلب لديك ومقارنتها أسبوعيا، بالإضافة إلى ملاحظة تغير حالتك الصحية، قبل وبعد ممارستك لعدد من التمارين وانتظامك بشكل دوري على ممارستها، فهذا كله يؤدي بك إلى حياة أفضل وروح أجمل، ووجه أكثر إشراقًا.