مركز فلسطين: 41 ابناً يفتقدون أمهاتهم الأسيرات في عيد الأم 2022
أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى، بأن الاحتلال يعتقل في سجونه 31 أسيرة فلسطينية، من بينهن 10 أمهات لديهن 41 ابناً يحرمون من رؤيتهم ويفتقدون الى حنانهم والاجتماع بهم في يوم الأم وخاصة الصغار جداً منهم والذين يحتاجون الى رعاية مباشرة.
وأوضح مركز فلسطين في تقرير له اليوم الإثنين 21 مارس 2022، وصل سوا، بمناسبة عيد الأم والذي يصادف الواحد والعشرين من آذار من كل عام بان هناك عدد من الأسيرات تركن خلفهن اطفال رضع لا تتجاوز أعمارهم عدة شهور حين الاعتقال مما أثر على نفسيات أمهاتهم بشكل كبير، بينما يحرم الاحتلال بعض الأسيرات من الزيارة لفترة طويلة،
مدير المركز الباحث "رياض الأشقر" قال إن الأسيرات يشعرن بالمرارة والقسوة كلما مر عليهن مناسبة وهن لا يزلن في سجون الاحتلال بعيداً عن الأهل والأحبة، ولكن معاناة الأمهات منهن تكون مضاعفة لافتقادهن إلى أبنائهن خلال تلك المناسبات وخاصة التي يحتاج فيها الأطفال الى وجود الام بجانبهم.
وتتلاشى فرحة الأسيرات الأمهات مع الحزن والألم الذي يشعرن به كلما تذكرن أولادهن، وكيف يقضون أوقاتهم بعيداً عنهم، وكيف يرافق بقية الأطفال أمهاتهم إلى الأسواق لشراء الهدايا والألعاب وهم فرحين، بينما أبنائهن محرومين من هذه السعادة لغياب أمهاتهم خلف القضبان وخاصه مع انقطاع الزيارة لشهور طويلة بسبب جائحة كورونا ، فهي السبيل الوحيد للتواصل مع عائلاتهم والاطمئنان عليهم في ظل حرمان الاحتلال لهم من التواصل عبر التلفون كبديل عن وقف الزيارات.
واشار الاشقر الى ان الأسيرات الأمهات يعشن حالة نفسية صعبة نتيجة القلق الشديد، والتوتر والتفكير المستمر بأحوال أبنائهم وكيفية سير حياتهم بدون أمهاتهم، وخاصة ان بعضهم لا يزال صغير السن ولم يتجاوز السنوات الاربعة الأولى من عمره، في المقابل يشعر الأبناء بالقلق الشديد على امهاتهم في ظل الظروف الصعبة التى تعيشها الاسيرات في سجون الاحتلال.
وتعاني الأسيرات من ظروف معيشية وصحية صعبة وقاسية، حيث تتعمد إدارة السجن التضييق عليهن وإذلالهن وحرمانهن من كافة حقوقهن الاساسية، ويشتكين من عدم توفر الخصوصية في سجون الاحتلال نتيجة وجود كاميرات مراقبة على مدار الساعة، ووضع الحمامات خارج غرف الاعتقال، ولا زالت إدارة السجون تمارس سياسة اقتحام الغرف في ساعات متأخرة من الليل بهدف التفتيش، كما تعاني الأسيرات من التنقل بسيارة البوسطة والتي تعتبر رحلة عذاب بالنسبة للأسيرات تسبب لهن التعب والإرهاق الجسدي والنفسي.
اضافة الى افتقارهن الى الملابس والأغطية واغراض الكنتين، والطعام الكافي والصحي، ويتعرضن لسياسة الإهمال الطبي المتعمد سواء للحالات المرضية بين الأسيرات او الجريحات اللواتي أصبن بالرصاص حين الاعتقال، كما تشتكي الأسيرات منذ سنوات طويلة من عدم وجود طبيبة نسائية في عيادة السجن لرعاية الأسيرات، وعدم صرف أدوية مناسبة للحالات المرضية.
وأشار "الأشقر" الى أن الأسيرات الأمهات لديهن العشرات من الأبناء في مختلف الأعمار ومنهم من لم يتجاوز عمره عدة شهور حين اعتقال والدته، فقد اعتقل الاحتلال الأسيرة " فدوى نزيه حمادة" من القدس ، عام 2017 ولم يتجاوز عمر ابنتها "مريم" سوى أربعة شهور فقط وهي أم لخمسة أطفال، ومحكومة بالسجن 10 سنوات، واكبر أبنائها يبلغ من العمر 11 عاماً، بينما حرم الاسيرة "شروق البدن" من بيت لحم والتي اعيد اعتقالها ادارياً بعد الافراج عنها بعدة أشهر من احتضان ابنتها الوحيد " آية" التي تبلغ من العمر 5 سنوات فقط.
بينما يحرم الاحتلال أبناء الاسيرة "ياسمين تيسير شعبان" الأربعة من حنان والدتهم للمرة الثانية حيث كانت اعتقلت لمدة 5 سنوات وأفرج عنها عام 2019 واعيد اعتقالها في بداية مارس الجاري عقب اقتحام منزلها في بلدة الجلمة شمال جنين.
وناشد مركز فلسطين المنظمات التي تنادى بحقوق الإنسان، والمؤسسات التي تعنى بقضايا المرآة، التدخل العاجل لوضع حد لمعاناة الأسيرات المتفاقمة، وتطبيق اتفاقية جنيف الرابعة على الأسرى والأسيرات والتي تزداد أوضاعهم قساوة يوماً بعد يوم، كما دعا الى إطلاق سراحهن جميعاً وخاصة الاسيرات المريضات منهن وكبار السن.