ما أعظم هؤلاء الأسرى المناضلين أمثال الشيخ خضر عدنان وغيرهم من مناضلي الحركة الأسيرة الذين بإرادتهم الصلبة التي لن تنكسر حطموا كل المخططات الاسرائيلية للنيل من صمودهم وتحديهم لعنجهية السجان، وصنعوا الانتصار تلو الانتصار على سجانيهم بكل صعوبة وأكبر من الانتصار نفسه، وتمثل القضية النضالية للشيخ خضر مفجر معركة الأمعاء الخاوية ضد سياسة الاعتقال الإداري قضية الساعة لأنه يدق الخزان بالدفاع عن مكتسبات الحركة الأسيرة وجميع الأسرى في سجون الاحتلال بكل أطيافهم السياسية، فالشيخ خضر قادر على إعادة صناعة الانتصار كما فعله بالسابق وانتزاع حريته وحقوقه رغم كل الضغوطات التي تمارسها إدارة السجون لفك إضرابه عن الطعام لليوم السابع والعشرون الذي يخوضه ضد سياسة اعتقاله الإداري.

ولم يكن هذا الاعتقال الأول للشيخ خضر وانما هي المرة التاسعة على التوالي التي يتعرض فيها للاعتقال ما بين الحكم والاعتقال الإداري، وكانت معركة الأمعاء الخاوية التي خاضها في فبراير عام 2012 ضد سياسة الاعتقال الإداري أطول معركة نضالية فردية في تاريخ الحركة الأسيرة أفضت إلى الإفراج عنه في اواسط نيسان عام 2012م، بعد إضرابه لأكثر من 66 يوما بشكل متواصل ليحقق انتصاراً كبيرا يضاف الى سجل انتصارات الحركة الأسيرة على مر مراحل النضال الفلسطيني، ونقطة تحول في معركة الحركة الأسيرة وللأسرى جميعا وخاصة الأسرى الإداريين.
ويعتبر الاعتقال الإداري سلاحا اجرائيا يلجأ إليه الاحتلال الإسرائيلية لاعتقال الفلسطينيين دون تهمة محددة ودون محاكمة، ودون معرفة أسباب الاعتقال، ويجدد أمر الاعتقال الإداري بحق المعتقل ولمرات متعددة دون تحديد عدد مراته، وما الاتفاق السابق على تعليق الشيخ خضر إضرابه عن الطعام مقابل الافراج عنه إلا اعتراف صريح وواضح من دولة الاحتلال الإسرائيلي بعدم قانونية الاعتقال الإداري، وأنه اعتقال باطل ولا يمت للحق بصلة، وغير قانوني واعتقال تعسفي لا تبرره الاتفاقيات والمواثيق الدولية إلا في حالة الخطر الحقيقي الذي يهدد الامن القومي للدولة.
ويبدو أن المعركة النضالية الثانية التي يخوضها الشيخ خضر بأمعائه الخاوية هذه الأيام الذي أطلق عليها اسم معركة الحرية والعزة والكرامة أكثر تحدي واصرارا على قهر السجان من خلال مواصلة الاضراب ضد ظلم السجان، فالمعنويات العالية التي يتمتع بها الشيخ خضر لا يضاهيها قوة على وجه الأرض ولن تموت, لأنها لو ماتت لماتت معها حقيقة مأساة ومعاناة الأسرى، فإما حرية تسر الصديق وإما إضراب يغيظ السجان، والشعب الفلسطيني على ثقة بأن إرادة الشيخ خضر ستبقى دوما عصية على الانكسار، وربنا معك يا شيخنا.
باعتقادي أن الإضراب المفتوح الذي يخوضه الشيخ خضر عدنان يمثل سلاحا ذو حدين، فإما أن يحظى بدعم ومساندة شعبية ورسمية واسعة النطاق تعزز وتدعم موقف الأسير وصموده حتى ينال حريته، وإما أن ينال الجوع من أمعائه الخاوية وجسده الهزيل ليعيق سلامته مما يضع حياة الأسير على محك خطير، لذا لا بد من وقفة شعبية جادة لمساندة الشيخ خضر الذي يمثل كافة الأسرى في معركته النضالية، فقضية الاسرى هي قضية كل مواطن فلسطيني وحتما شعبنا لن يترك اسراه يصارعون الموت والمعاناة وحدهم، وانه يجب توحيد الجهود والالتفاف حولهم ومواصلة دعمهم حتى ينال الأسرى في سجون الاحتلال حريتهم وخاصة الاسرى المضربون عن الطعام وفي مقدمتهم الأسير خضر عدنان، وانه حان الوقت على جميع المؤسسات الدولية والمنظمات الحقوقية أن لا تقف موقف المتفرج وأنه يجب حماية الأسرى وممارسة الضغط على الاحتلال لإنقاذ حياه أسرانا من الموت البطيء والافراج عنهم دون شروط، ومحاسبة اسرائيل على ما تقترفه من جرائم بحق شعبنا وأسرانا وانتهاكها المواثيق الدولية وقوانيين حقوق الانسان بإصرارها على الاعتقال الاداري غير القانوني والذي يمثل خرق وانتهاك فاضح لكافة الاعراف والقوانين الانسانية.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد