القصف في أوكرانيا وصداه في غزة

القصف في أوكرانيا وصداه في غزة

وائل سالم - منذ اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، سارع الكثير من أهالي غزة للإطمئنان على أحوال ذويهم، كما فعلت السيدة ذات الأصول الأوكرانية جنة أناتولي "أبو ندى"، 45 عاماً التي تقيم عائلتها في مدينة فينيتسيا قرب العاصمة كييف.

"لا بتحكي مع حدا ولا راضية تشوف حدا"، قال زوجها الطبيب عبد الحي أبو ندى واصفاً الوضع النفسي الذي تعيشه زوجته منذ بداية الحرب التي تشكل لها كابوساً مستمراً.

أناتولي التي تعمل قابلة في عيادة الدرج شرق مدينة غزة، سمعت بخبر الحرب من أحد زملاءها أثناء ممارسة عملها، فهرولت نحو وسائل الإعلام محاولةً التأكد مما سمعت لتعود إلى مخيم جباليا شبه منهارة.

ويؤكد أبو ندى أن زوجته إمتنعت عن تناول الطعام ثلاثة أيام متواصلة كانت خلالها دائمة التواصل مع عائلتها

أناتولي التي عاصرت الحروب على غزة وشاهدت الصواريخ "الإسرائيلية" تسقط على السكان، تعتقد أن ما يجري على الأراضي الأوكرانية لا يقارن بما حدث في غزة بسبب القوة التدميرية الهائلة التي تستخدم هناك.

تحرص أناتولي على الإتصال بوالديها في كل وقت، وتخشى أن ينقطع الإتصال في ظل الهجمات القوية المستمرة على الأراضي الأوكرانية من قبل روسيا.

أم باسل: نفس المعاناة

تعيش أم باسل إصليح في مخيم البريج نفس المعاناة خوفاً على أبناءها الثلاثة، باسل وحاتم ومحمد وعائلاتهم، الذين يعيشون في أوكرانيا منذ ثلاثين عاماً.

يقول أنور أخ المغتربين في حوار خاص أن الوالدة تكاد لا تترك الهاتف، وهي تتنقل بالحديث مع أبناءها واحداً تلو الآخر للاطمئنان عليهم على مدار الساعة، وعيناها ترصد التلفاز لترى أخر ما وصلت إليه الأمور في أوكرانيا.

ينتاب أم باسل الخوف المستمر على ولديها باسل ومحمد اللذين يقطنان في مدينة خاركيف التي تعتبر من أشد المدن سخونةً، وتعتبر محاولة الخروج منها ذهاباً إلى الموت، على حد قوله.

ويعيش في أوكرانيا ما يزيد عن خمسة ألاف فلسطينياً موزعين على عدة مدن، معظمهم من الطلاب وحملة الجنسيات، في حين يوجد ما يقارب من 840 شخصاً أوكرانياً في قطاع غزة، وهم يعتبرون من أكبر الجاليات في قطاع غزة بحسب تصريح مسؤول الجالية الأوكرانية في غزة أشرف فهمي النمر.

وقال: منذ بدء الحرب حتى اللحظة، تم إجلاء ما يقارب 900 طالب بعد إنشاء طريق آمن لهم بعد التواصل مع السلطات المعنية، مؤكدا أن السفير هاشم الدجني في كييف شكل خلية أزمة لمتابعة كافة التطورات هناك والاشراف على إجلاء الفلسطينيين من أوكرانيا، لحظة بلحظة.

وختم النمر: "نتمنى انتهاء الحرب في أوكرانيا لأن هناك يوجد شعب أوكراني صديق، يستحق منا كل الاحترام ونتمنى أن تزول الغمة ونرى أوكرانيا عادت كما كانت".

المادة الصحفية تأتي في إطار مخرجات دورة التحرير الصحفي ضمن برنامج الصحفي الشامل ولا تعبر عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

المصدر : وكالة سوا

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد