اللهجة العصافيرية شيفرة خاصة للتواصل بين بعض الأشخاص
فؤاد أبو خماش - "كزيف حزالزك" عبارة تبدو للوهلة الأولى أنها كلمات أعجمية، لكنها في الحقيقة كلمات عربية أجبرتنا الحاجة على التلاعب بها لخلق شيفرة لا يفهمها إلا من تعلمها.
بهذه العبارات وصف الخمسيني باسم حمدان هذا التلاعب بالكلمات للتواصل بين أشخاص محددين فيما يعرف بينهم ب " اللهجة العصافيرية"، التي يعرفها مستخدميها كإحدى لغات التشفير التي استخدمتها فئات من الشعب الفلسطيني في أوقات مختلفة والتي تعتمد على إجراء تلاعب بسيط بالكلمات وذلك بإضافة مقطع صوتي إضافي يبدأ بحرف الزاي أو أي حرف آخر الى المقطع الاصلي.
وتعطي هذه اللهجة لمستخدميها للخوض في حريات الآخرين دون أن يفهمهم أحد، وتقول كل ما في داخلك بدون خوف أو رقابة مستغلًا بذلك أنه لا أحد يستطيع ان يفهمها غيرك والذي تتحدث معه فاذا كان هناك شخص آخر يفهمها قد تسبب الكثير من المشاكل.
وقال حمدان:" عرفنا هذه اللهجة قبل حوالي الأربعين عام، كنا نستخدمها للتمويه على الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي المحتلة"، مبينًا أن هذه اللهجة منتشرة في بعض المناطق في غزة وبطرق مختلفة.
وأضاف: أن هناك عائلات تتحدث هذه اللهجة ويستخدمون طرق اخرى للتشفير بإضافة أحرف اخرى مثل حرف (الخا)
وأرجع السبب الرئيسي لظهور هذه اللهجة إلى رغبة المواطنين في تضليل الاحتلال وعملاؤه حتى لا يفهموا الحديث الدائر بينهم، مشيراً إلى أن الاحتلال كان يزرع
بين الأسرى عميل حتى ينقل لهم المعلومات يسمونه " عصفور" ما اضطرهم إلى استخدام هذه اللهجة.
واعتبر حمدان هذه اللهجة جزء من التراث الفلسطيني داعياً إلى ضرورة توثيقها للأجيال القادمة.
وفي استطلاع رأي أجراها مراسلنا حول اللهجة العصافيرية، انقسم المواطنون إلى مؤيد ومعارض، منهم من أبدى إنزعاجهم منها، يقول عايش أبو مغصيب:" أنه ينزعج عند سماعه هذه اللهجة بعد تعرضه لموقف كان يجلس فيه شخصان يتحدثان بها وشعر بأنه " زي الأطرش في الزفة"، وغادر المكان.
من جهته قال مراد اللحام أحد المؤيدين لاستخدام هذه اللهجة "أنه وعائلاته يتداولنها منذ سنوات طويلة فأصبحت وسيلة تواصل خاصة بيننا".
المادة الصحفية تأتي في إطار مخرجات دورة التحرير الصحفي ضمن برنامج الصحفي الشامل ولا تعبر عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية