المنتدى التنويري ينظم جلسة حوار حول "التطهير العرقي في جريمة النكبة"

رام الله /سوا/نظّم المنتدى التنويري الثقافي الفلسطيني (تنوير) جلسة حوار بعنوان "التطهير العرقي في جريمة النكبة وطريقنا للعودة"، تحدث فيها عضو المجلس الوطني أحمد صالح ابو الحسن، والقيادي في حركة ابناء البلد محمد كيال، والناشط الوطني سعادة ارشيد.

واكد مدير الجلسة والمنسق الثقافي للمنتدى، الدكتور يوسف عبد الحق، ان تقسيم الامة العربية جاء بعد تقسيم الدولة العثمانية (الرجل المريض)، وما نشهده اليوم هو "تقسيم المقسم"؛ كون العروبة أشد مرضا، وما تحتاجه المنطقة اليوم هو قيادة نزيهة وصلبة وملهمة تتجسد فيها روح الامة، الى جانب فكر يعني بواقع الامة وتطلعاتها للحرية.

بدوره، رأى ابو الحسن أن "الفكر الصهيوني يعكس وعيا نظريا مشوها، كونه فكرا تبريريا وانتقائيا لواقع استعماري أرادت تحقيقه". واعتبر ادعاء الحركة الصهيونية بان هذا الفكر هو امتداد للحضارة الثقافية الاوروبية، بانه محض كذب وافتراء؛ لان الدولة العبرية صنيعة امبريالية وقاعدة عسكرية لحماية مصالحها.

واشار الى أن الاحتلال وربيبتها (اسرائيل) ليست معادية فقط للشعب الفلسطيني بل كانت وما زالت معادية لحرية واستقلال العديد من الشعوب والدول العربية والعالمية، فهي التي صوتت ضد استقلال الجزائر والمغرب وتونس عام 1952، ورفضت الانسحاب الانجليزي من منطقة الخليج عام 68، وساندت الحركات الانفصالية في جنوب السودان، واقامت اوثق العلاقات مع الكيان العنصري في جنوب أفريقيا، وساندت التدخل السافر في دول أمريكا اللاتينية، ومدت المستعمر بالخبراء والسلاح في انغولا وموزنبيق، ولا زالت على مرأى العالم تدعم الارهاب وتقدم الدعم اللوجستي للعصابات التي تقاتل في كل من سوريا والعراق ولبنان.

من ناحيته، تحدث كيال عن المهجرين داخل الوطن المحتل، بادئا بقريته (البروة) التي ولد فيها محمود درويش، والتي تبعد عن عكا 10كم، حيث سقطت في حزيران، وتم تحريرها من العصابات الصهيونية ليوم واحد، بعدها تم تهجير سكانها وهدم كل بيوت القرية بما في ذلك الكنيسة والجامع، وتهجير جميع سكانها الذين يشكل المسلمون منهم 90% والباقي مسيحيون، وكانوا على علاقة جد ممتازة فيما بينهم. فيما بعد ُاعلن عن منطقة البروة التي تتجاوز مساحتها 3542 ألف دونم مربع منطقة عسكرية.

واضاف كيال ان ما حصل في البروة يعد مثالا ساطعا لما حدث لنحو 531 قرية اخرى هجر اهلها في ظروف مماثلة، اضافة لـ11 مدينة فلسطينية مثل يافا وحيفا واللد وبيسان ..الخ.

واشار الى ان حصيلة هذه المجازر كان تهجير ثلثي الشعب الفلسطيني من ارضه، حيث زاد عدد المهجرين عن 800 ألف فلسطيني، وبقي بعض عشرات الآلاف الذين لم يعبروا الحدود الدولية داخل دولة اسرائيل التي أعلن عنها، حيث اعتبروا لاحقا وبعد سنين مواطنين لكن أملاكهم وأراضيهم أصبحت أملاك غائبين.

ثم تطرق كيال الى "جمعية الدفاع عن المهجرين"، التي تسعى لتمثيل حقوق المهجرين واللاجئين في الداخل الفلسطيني الذين يزيد عددهم عن 350 ألف مهجر ولاجئ لا يعيشون في قراهم لليوم ويشكلون ربع الفلسطينيين المقيمين في الداخل ولازالوا يواجهون موجة التطهير العرقي.

واماط المتحدث اللثام عن موجة التطهير العرقي والترانسفير التي لازالت مستمرة منذ 10آذار 1948 حتى يومنا هذا بقرار رسمي وفق خطة "دالت"، التي تم بموجبها احتلال القرى والمدن وتهجير سكانها وهدم بعض الاحياء في المدن، وعمدوا الى عدم هدم بعضها لاستيعاب القادمين الجدد. وأردف أنه في المحصلة ارتكبت جرائم وعمليات ارهابية وطرد بالقوة العسكرية حتى ينفذ المشروع الصهيوني من قبل عصابات "اتسل" و"الهجناة" ، وكان من أشهر المجازر مجزرة دير ياسين لكن مجزرة الدوايمة قرب الخليل كانت الأكثر قسوة.

وذكر كيال أن الدولة الصهيونية كانت مقامة داخل الدولة وقت الاستعمار الانجليزي الذي شجع الاستيطان والهجرة اليهودية، وكانت الدولة تملك جيشا مدربا ضمن وحدات الجيش الانجليزي، ولها "الهستدروت" و"الصندوق اليهودي"، وروجت اعلاميا بأنها حمل وديع في منطقة عرب معادية. لذا لحظة وقوع النكبة كان ميزان القوى مختلا على كافة الصعد سواء كان عسكريا او اقتصاديا او اعلاميا، وكان الصهاينة يملكون ملفات كاملة بأدق التفاصيل عن القرى والمدن الفلسطينية، ثم خاضوا المعارك وانتصروا.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد