طلبة أشقاء من كفر قاسم يصفون حال أوكرانيا بعد مغادرتها: مستقبل مجهول!

سهران ومحمد وحسين البري

عانى الطلاب العرب الذين يدرسون في جامعات أوكرانيا العديد من المخاطر ، بسبب الحرب الروسية- الأوكرانية ، وشعور الخوف من الانفجارات والصواريخ وزخات الرصاص ، حتى بعد وصولهم البلاد.

وقد وصف الطلاب العرب مدينة "خاركوف" بمدينة الأشباح ، حيث الركام والقصف في كل زقاق وشوارع المدينة ومشاهد انتشار الجيش الأوكراني مشهراً سلاحه في كل مكان ، هذا الأمر الذي زاد من كمية الخوف لديهم.

الأشقاء الثلاثة سهران ومحمد وحسين ابن بري من مدينة كفر قاسم، كانوا ضمن آلاف الطلبة الذين أفلتوا من نيران الحرب التي كّوت المدينة التي سكنوها أكثر من 4 سنوات، وتركوا فيها ذكريات لا تنسى، على حد وصفهم، فرحلة الهروب كانت أشبه بكابوس مزعج، وهي مليئة بالعقبات ومصحوبة بالمخاوف.

عاد الأشقاء الثلاثة من أوكرانيا، أول من أمس الثلاثاء، في رحلة استغرقت أكثر من 27 ساعة من مدينة خاركوف إلى الحدود المولدوفية. كانت رحلة العودة مليئة بالتحديات والمخاوف والقلق على الحياة التي كانت من الممكن أن تُسلب منهم بسبب قذيفة صاروخية، وسنوات التعليم والتعب والغربة قد تُفقد بسبب الحرب، على حد قولهم.

أقام الأشقاء الثلاثة في خاركوف، إذ أن سهران ومحمد يدرسان الطب العام في عامهما الخامس وقبل الأخير من التخرج، والشقيق الثالث حسين في الفصل الأخير من التعليم، إذ كان من المفترض أن يتخرج بعد شهرين في موضوع الهندسة.

اندلاع الحرب في أوكرانيا دفع الأشقاء الثلاثة إلى مغادرة خاركوف، وخلفهم التعليم والأحلام التي عاشوا بالغربة سنوات من أجل تحقيقها، برفقة مئات الطلبة العرب.

بعد عودة الطلبة إلى البلاد، لا يزال مستقبلهم التعليمي مجهولاً ، إذ لم يتمكن الطلبة من الحصول على رد رسمي من الجامعات والسلطات الأوكرانية بشأن تعليمهم الجامعي.

وقال طالب الهندسة في خاركوف، حسين ابن بري، لـ"عرب 48" أنه "قبل القصف بيوم تواجدت في الجامعة من أجل تسليم مشروع التخرج، لأنه كان من المفترض أن تتم مناقشة مشروع التخرج في شهر حزيران/ يونيو المقبل. أنهيت كل الإجراءات وعدت إلى الشقة بشكل طبيعي جدًا، وبعد خلودي للنوم، استيقظنا فجرًا على دوي الانفجارات".

وأضاف ابن بري أنهم حاولوا الهروب من خاركوف ولكن لم يستطيعوا وبعد ثلاثة أيام من اندلاع الحرب استطعنا أن نخرج ، واستمر السفر لمدة 27 ساعة متواصلة حتى وصلنا الحدود مع مولدوفا،

وختم ابن بري بالقول إنه "أشكر د. بلال عباس ود. أحمد الأسطل اللذين وقفا إلى جانبنا حتى وصلنا البلاد، وكل الطلبة ومن ساهم في مساعدتنا. نحمد الله أن الكابوس قد انتهى وسلب منا سنوات التعليم الطويلة وأحلامنا التي أرهقنا من أجلها".

فيما قالت سهران بخصوص الاقتراح بإكمال الدراسة في الجامعات الفلسطينية كان ذلك مشروطا بإعادة الطلبة لسنة ثالثة أو ثانية، وهذا ظلم كبير للطلبة الذين يدرسون في سنوات متقدمة، وأيضًا عبء كبير على والدي بإعادة دفع ومصاريف عامين مرة أخرى. هذا غير منطقي، خاصةً أننا ثلاثة أشقاء ندرس سويةً في أوكرانيا".

وناشدت الطالبة بالقول إنه "أتوجه لكل من يستطيع مساعدتنا في إكمال الدراسة في البلاد دون حذف سنوات تعليمية بأن يساعدنا، وأيضًا نحن بحاجة إلى الأوراق الثبوتية من الجامعة، والتي لم نتمكن من الحصول عليها بسبب اندلاع الحرب، وأريد أن أكمل مسيرتي التعليمية من المكان الذي وصلت إليه دون حذف سنواتنا التعليمية".

وختم محمد ابن بري الشقيق الثالث القول إنه "لم نتوقع أبدًا أن تندلع الحرب، إذ كانت الحياة طبيعية في أوكرانيا، وفي ليلة وضحاها اندلعت الحرب واشتد القصف فاضطررنا لمغادرة أوكرانيا".

المصدر : عرب 48

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد