ما حكم صيام يومين أو يوم واحد من الأيام البيض في شهر رجب – اسلام ويب
بدأت، اليوم الاثنين 14 فبراير 2022، أول أيام البيض في شهر رجب 1443، في مختلف الدول الإسلامية والعربية لمدة ثلاثة أيام.
وذكرت دار الإفتاء المصرية في بيان لها عبر موقعها الرسمي على الفيسبوك، أن اليوم الاثنين 14 فبراير 2022، أول أيام شهر رجب حتى يوم الأربعاء 16 فبراير، مشيرة الى ان عدد كبير من المسلمون في العالم يسعي لصيامها وقيامها لنيل الاجر والثواب عند الله سبحانه وتعالي.
ونشر موقع اسلام ويب جواب حكم صوم يوم واحد فقط من الأيام البيض، والسبب أني لا أقدر على صيامها كلها مثلا، إذا كانت الأيام البيض هي الجمعة والسبت والأحد وقمت بصيام يوم الأحد فقط، إذ ستنشر لكم وكالة سوا الإخبارية من خلال المقال التالي كافة التفاصيل.
وقال الموقع إن السنة هي صيامُ ثلاثة أيام من كل شهر، والأولى أن تكون أيام البيض، لكن من عجز عن صيام أيام البيض، وصام غيرها أجزأه وحصل له أصل السنة، قال الشيخ العثيمين رحمه الله:"هذه الأيام الثلاثة يجوز أن تصام متوالية أو متفرقة، ويجوز أن تكون من أول الشهر، أو من وسطه، أو من آخره، والأمر واسع ولله الحمد، حيث لم يعين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد سئلت عائشة - رضي الله عنها: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام ؟ قالت : نعم ، فقيل : من أي الشهر كان يصوم ؟ قالت : لم يكن يبالي من أي الشهر يصوم. رواه مسلم. لكن اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر أفضل، لأنها الأيام البيض".
ومن عجز عن صيام كل الأيام البيض، وصام في بعضها رُجي له بعض الفضل المتعلق بصيام هذه الأيام، فإذا صام يوماً أو يومين من أيام البيض، وكمل الثلاثة من غيرها من أيام الشهر كان ذلك حسناً، فإن ما لا يُدرك كله لا يُترك جله، ويشير إلى هذا ما ذكره العلماء في خصوص صوم ثالث عشر ذي الحجة، فإن صومه حرام لكونه من أيام التشريق ، ومع هذا لم يمنعوا من صيام اليومين بعده، واستحب بعضهم قضاء هذا اليوم في يوم السادس عشر، جاء في إعانة الطالبين:
( قوله ويبدل على الأوجه ثالث عشر ذي الحجة ) أي لأن صومه حرام لكونه من أيام التشريق
( قوله وقال الجلال البلقيني لا ) أي لا يبدله به
( قوله بل يسقط ) أي صومه أي طلبه انتهى.
وقد بينا في الفتوى رقم: 120002 حكم إفراد يوم السبت بالصيام، إذا وقع في أحد أيام البيض ، وذكرنا كلاماً للعلامة العثيمين، يشيرُ إلى الجواز وعدم الكراهة إذا كان يصومه لأجل فضيلة اليوم، لا لأجل التخصيص. فإذا كان اليومُ المراد صومه الأحد كان أولى بالجواز.
حكم صيام الأيام البيض
وأما عن حُكم الصيام في هذه الأيّام مُستحَبّ، باتفاق العلماء، مستدلين على ذلك بما ورد عن أبي هريرة عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم: (أَوْصَانِي خَلِيلِي بثَلَاثٍ لا أدَعُهُنَّ حتَّى أمُوتَ: صَوْمِ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وصَلَاةِ الضُّحَى، ونَوْمٍ علَى وِتْرٍ).
هل يجوز صيام يوم واحد من الايام البيض ؟ :-
من صام يومًا فإنه يرى أن يكتب له أجرها، ثبت في الحديث الصحيح عنه عليه الصلاة والسلام، من حديث أبي أمامة عند النسائي بإسناد صحيح أنه سئل عن الصوم أو عن العمل أو نحو ذلك، قال: «عليك بالصوم فإنه لا عدل له».
وجاءت الأحاديث كثيرة بالمتواترة، من جهة التواتر المعنوي، في فضل الصوم، جاءت في فضل الصوم خصوصًا في بعض الأيام، ومنها صيام الأيام البيض، أو ثلاثة أيام، سواءً صمتها كلها، وهو الأكمل، أو صمت واحدًا منها.
فإن الصوم مستحب، والصوم المستحب لا يلزم به الإنسان، ست من شوال، يسن أن تصومها كلها، لو صام يوم، أو يومين، أو ثلاثة، أو أربعة، أو خمسة، فهو على خير، لكن لا يلزمه أن يصوم الستة أيام، لو ثلاث أيام من كل شهر، السنة أن يصوم ثلاثة أيام وهو أفضل، صام يوم، يومين، النبي عليه الصلاة والسلام قال لعبد الله بن عمرو: «صم يومًا ولك أجر ما بقي».
يعني من عشرة أيام، فإذا صام ثلاثة أيام، فالحسنة بعشر أمثالها، وثلاثة أيام بشهر. وكذلك صيام الأيام البيض لا يجب أن يتمها، لكن الشيطان كما نبه على ذلك العراقي رحمه الله في بعض كلامه أن الشيطان قد دب إلى نفوس بعض الناس، وأن من صام ستًا من شوال فإن عليه أن يصومها كل عام، فحرمهم من الخير، فربما يدب في بعض النفوس بعض الوساوس، أنك إذا أردت أن تحوز على فضل هذه الأيام، أن تصومها كلها، تصوم الست من شوال، وهذا من وسوسة الشيطان، حتى يحرمك من الخير.
وكانت دار الإفتاء المصرية قد أوضحت أن أصل تسمية الايام البيض بهذا الاسم، الأيام البيض هي أيام الليالي التي يكتمل فيها جِرْم القمر ويكون بدرًا، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من وسط كل شهر عربي.
وسُمِّيَت الأيام البيض بذلك لأن القمر يكون فيها في كامل استدارته وبياضه؛ فالبياض هنا وصف للياليها لا لأيامها، وإنما وُصِفت الأيام بذلك مجازًا، وقد جاء تحديدُها بذلك في الأحاديث النبوية الشريفة؛ منها: حديث جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «صِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صِيَامُ الدَّهْرِ، وَأَيَّامُ الْبِيضِ صَبِيحَة ثَلاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَةَ» رواه النسائي وإسناده صحيح كما قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في " فتح الباري".
وكانت قد نوهت دار الافتاء بالحرص على صيام الأيام الثلاثة البيض من شهر رجب ، وهم الأثنين 13 رجب الموافق 14/2/2022،الثلاثاء 14 رجب الموافق 15/2/2022،الاربعاء 15 رجب الموافق 16/2/2022.
فضل شهر رجب ثابت بقطع النظر عن درجة الأحاديث الواردة فى فضائله، سواء كانت صحيحة أو ضعيفة أو موضوعة؛ لكونه أحد الأشهر الحرم التى عظمها الله تعالى في قوله: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾.
أما الصوم في شهر رجب فقالت دار الإفتاء سواء في أوله أو في أي يوم فيه- جائز ولا حرج فيه؛ لعموم الأدلة الواردة في استحباب التنفل بالصوم، ولم يرد ما يدل على منع الصوم في رجب، والمقرر شرعًا أن "الأمر المطلق يقتضي عموم الأمكنة والأزمنة والأشخاص والأحوال"، فلا يجوز تخصيص شيء من ذلك إلا بدليل، وإلا عد ذلك ابتداعًا في الدين؛ بتضييق ما وسعه الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
وممَّا ورد في فضل الصوم فى شهر رجب بخصوصه حديث أبي قلابة رضي الله عنه قال: «فِي الْجَنَّةِ قَصْرٌ لِصُوَّامِ رَجَبٍ» .
واستحباب الصوم في شهر رجب ظاهر في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَ: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ» ،فدل ذلك على استحباب الصوم في شهر رجب.