ما هي أسباب المشكلة بين أوكرانيا وروسيا

أوكرانيا وروسيا

مع تصاعد حدة الأنباء العالمية الواردة حول احتمالية شن روسيا حربا ضد أوكرانيا ، وقيام عدد من الدول بسحب دبلوماسييها وجاليتها من كييف ، بدأ كثيرون يتساءلون عن أسباب المشكلة بين أوكرانيا وروسيا.

وللاجابة على سؤال حول أسباب المشكلة بين أوكرانيا وروسيا ، كان لا بد من البحث في تفاصيل الأزمة بين البلدين والتي تبرز على السطح مجددا رغم انها تعتبر مشكلة وأزمة قديمة بين الدولتين منذ استقلال أوكرانيا عام 1991.

إقرأ/ي أيضا: سقوط قتلى وجرحى - محدث بالفيديو والصور(مباشر): تابع تطورات الأزمة بين روسيا وأوكرانيا لحظة بلحظة

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان مساء الجمعة إنه "من المحتمل أن يبدأ هجوم روسيا بضربة جوية"، كما دعا سوليفان المواطنين الأمريكيين في أوكرانيا إلى مغادرة البلاد في غضون 24 إلى 48 ساعة أو في أقرب وقت ممكن.

إقرأ/ي أيضا: كل ما تريد معرفته عن الثورة البلشفية

وتكشف صور الأقمار الصناعية الجديدة التي نشرتها اليوم شركة التكنولوجيا الأمريكية ماكسار أن روسيا تواصل حشد قواتها بالقرب من حدود أوكرانيا في 3 نقاط استراتيجية "شبه جزيرة القرم وغرب روسيا وبيلاروسيا"، ويعد هذا مؤشرًا واضحًا على أن روسيا تخطط لغزو عسكري لأوكرانيا .

وتقدر شركة الأقمار الصناعية وصول أكثر من 550 خيمة للجنود ومئات المركبات العسكرية الروسية المدرعة إلى شبه جزيرة القرم، كما شوهد جنود ومعدات عسكرية روسية في مراكز أخرى.

أسباب المشكلة بين أوكرانيا وروسيا

في الحقيقة أن علاقات أوكرانيا وروسيا شهدت على مدار السنوات الماضية كثيرا من المحطات المهمة والتي قد تكون حافلة بالتوتر ، حيث أنه ومنذ استقلال أوكرانيا في العام 1991 شهدت علاقة البلدين كثيرا من الأحداث المتوترة لكنها وصلت الى مرحلة العداء نهاية عام 2004 ، حينما اشتعلت في أوكرانيا ثورة برتقالية ميالة نحو الغرب.

عندها، دخل الغرب بقوة على خط العلاقات، داعما انحياز الثورة نحوه؛ لكن الحكم عاد بقوة إلى الموالين لروسيا في 2010.

وباندلاع احتجاجات الميدان الأوروبي في نهاية 2013، أخذ المشهد في أوكرانيا بُعدا آخر تعاظم فيه التوجه الغربي والدور القومي، على حساب انحسار أدوار وتأثير "الموالين لروسيا".

بحجة حماية الرعايا الروس، ضمت روسيا أراضي شبه جزيرة القرم إليها في مارس/آذار 2014، ودعمت حراكا انفصاليا عسكريا في إقليم دونباس شرق البلاد، وإن كانت تنفي ذلك الدعم جملة وتفصيلا.

ويرى كثيرون أن سبب "الضم والحرب" يعود إلى حقيقة أن روسيا لم تعد (بعد 2014) قادرة على إبقاء أوكرانيا في صفها سياسيا، وشعورها أن جنوح أوكرانيا المتعاظم نحو الغرب بات يشكل خطرا عليها، وخاصة أن كييف تخلت عن صفة عدم الانحياز، وتسعى علنا إلى عضوية الناتو.

وترفض روسيا عضوية أوكرانيا في أي تكتل غربي، وخاصة حلف الناتو، وتعتبر ذلك تهديدا مباشرا لأمنها.

ولهذا بحسب خبراء كثر تسعى إلى عرقلة مساعي أوكرانيا في ذلك الاتجاه، والإبقاء عليها منطقةً رمادية فاصلة مع القوى الغربية كأقصى ما يمكن، بعد أن بات خيار "عودة الولاء" مستبعدا.

لا تملك كييف الكثير من أدوات الضغط على موسكو، والعكس غير صحيح، لأن الأخيرة تمسك بعدة أدوات وملفات وقضايا، نذكر من أبرزها:

ضم القرم وعكسرتها، وهو ما تعتبره أوكرانيا احتلالا لأراضيها.

دعم الانفصاليين في شرق البلاد، الذين لا يخفون أحلاما توسعية تكاد تبلغ نصف مساحة أوكرانيا.

ورقة الغاز المتمثلة بمشروع "نورد ستريم 2" (Nord Stream2) الذي يهدد شبكات النقل الأوكرانية.

بطبيعة الحال، يتخوف معسكر الغرب من تنامي النفوذ العسكري والاقتصادي في المنطقة، وهنا تبرز أكثر مخاوف دول البلطيق وبولندا التي كانت يوما جزءا من الاتحاد السوفياتي أيضا، وتخشى من "أطماع استعادة الأمجاد السابقة لدى بوتين".

كل ما سبق يتحدث بشكل مفصل عن أسباب المشكلة بين أوكرانيا وروسيا ، وسط حالة من الترقب في مختلف دول العالم لا سيما الدول الأوروبية التي تقوم بحساب أي خطوة ضد روسيا ، لان موسكو تزود كافة دول أوروبا بالغاز.

وقال البيت الأبيض مساء اليوم الجمعة ان الرئيس الأمريكي جو بايدن اتفق مع حلفائه الأوروبيين على فرض عواقب وخيمة على روسيا حال اختارت التصعيد العسكري في أوكرانيا.

وأكد البيت الأبيض ان بايدن وقادة غربيون عبروا عن قلقهم من استمرار الحشد العسكري الروسي عند الحدود مع أوكرانيا ، حيث أكدوا دعمهم للمسار الدبلوماسي لحل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا.

المصدر : وكالة سوا- موقع الجزيرة - مواقع امريكية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد