تخبط اسرائيلي حول التعامل مع حماس عقب إطلاق الصواريخ من غزة
غزة / خاص سوا / تباينت ردود الافعال الاسرائيلية إزاء اطلاق صاروخ جراد الليلة الماضية على جنوب اسرائيل، حيث رأى بعض المسؤولين الاسرائيليين ضرورة فتح حوار مع حركة المقاومة الاسلامية ( حماس ) رأى آخرون ضرورة توجيه ضربة قاسية للحركة وانهاء حكمها في قطاع غزة.
وقالت رئيسة حزب ميرتس عضو الكنيست زهافا غيلؤون إن الرد بالقصف والقوة لن يمنع الجولة المقبلة، مضيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعلن بعد المواجهة الاخيرة في القطاع انه تمكن من تركيع حماس وتعهد بجعل قطاع غزة منزوع السلاح.
غيلؤون دعت نتنياهو للتنفس عميقا وعدم الانجرار وراء جهات في المؤسسة السياسية التي تطالب بإعادتنا الى "الجرف الصلب"، بل يتعين على اسرائيل برأيها العمل على اعادة اعمار قطاع غزة والسعي للتوصل الى تسوية سياسية تستند الى مبادرة السلام العربية.
وقال رئيس الموساد السابق أفرايم هليفي: "حين تعلن حكومة اسرائيل ان حماس مسؤولة عما يحدث في قطاع غزة يعني انها تعترف بها كسلطة هناك، ولذلك وجب أن تغير اسرائيل سياستها وتحاور اعداءها ضد الاعداء المشتركين".
في المقابل رأى وزير الطاقة الاسرائيلي يوفال شتاينتس أنه اذا لم تعمل حماس على كبح جماع التنظيمات الاخرى في القطاع فسيأتي يوم تضطر فيه اسرائيل الى تقويض حكمها في غزة.
شتاينتس أشار الى ان اسرائيل امتنعت عن دحر حماس خلال عملية "الجرف الصامد" الصيف الماضي، واكتفت بردعها ولكن يجب انعاش هذا الردع بين حين وآخر، على حد تعبيره.
من جانبه قال رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان في أعقاب رد الجيش على إطلاق الصواريخ من غزة "أطلقنا في المجمل 4 صواريخ، هذه المعادلة تسمح للتنظيمات الارهابية بإعادة بناها التحتية دون عراقيل".
وأضاف ليبرمان، في مقابلة مع إذاعة الجيش، انه "كان واضحًا انه ليس لليكود أي نية لحسم أمر تدمير حماس في الخطوط العريضة للحكومة، هذا أحد الاسباب التي جعلتنا لا نكون جزء منها".
وذكر الموقع الالكتروني لصحيفة "يديعوت احرونوت" ان وزير جيش الاحتلال موشيه يعلون تهدد حركة حماس في حال عدم منعها إطلاق الصواريخ من القطاع بأنها ستتلقى ضربة قاصمة .
واضاف يعلون "ان اسرائيل لن تفوت اية عملية إطلاق نار على "مواطنيها" كما حصل بالامس، من قبل عناصر من الجهاد الاسلامي، ولن نتحمل اي تهديد موجه لسكان الجنوب" مضيفا " اذا لم يكن هناك هدوء في اسرائيل فسوف يدفع قطاع غزة ثمنا باهظا".
واشار"اننا نرى في حماس المسؤولة عن كل ما يدور في القطاع ، ومن الافضل لها ان تمنع اية محاولة إطلاق بإتجاه اسرائيل، او التحريض عليها، وغير ذلك فسوف نضطر للعمل بقوة اكبر".
وأشار موقع واللا الاسرائيلي في تقرير نشره اليوم الى ان هجمات الليلة لاتعترف بالواقع الذي يقف أمام غزة: من وجهة نظر حكومة إسرائيل وقوات الأمن؛ الحفاظ على حكم حماس هو مصلحة أمنية لأن البدائل أكثر سوءًا.
في جهاز الأمن في إسرائيل يدركون حتى في هذا الصباح انه "لا سمح الله" إن سقط نظام حماس، فإن هذا معناه فوضى طويلة المدى في قطاع غزة أو احتلال اسرائيلي للقطاع من جديد، إسرائيل لا تريد اي من تلك الاحتمالات ان تقع.
مع ذلك، يجب ان نعترف بالواقع كما هو: في الواقع حماس عملت، الليلة، من أجل إيقاف المشتبه بهم بإطلاق الصواريخ ومحاولة منع التنظيمات الأخرى، ومنهم الجهاد الاسلامي، من جر غزة وإسرائيل لحرب، ربما حماس لا تملك القدرة على إحباط نوايا كهذه 100%. الى درجة معينة، من يحكمون غزة يرتاحون لفكرة الحفاظ على الوضع الراهن كما هو من أجل عدم الانجرار لحرب داخلية في غزة ولا يُنظر إليها كأنها تتعاون مع اسرائيل، وفي نفس الوقت لنقل رسالة لإسرائيل بأنه طالما ليس هناك حل شامل وتام لمشاكل غزة فإن الهدوء على الأغلب لن يتحقق هنا.