لست في موقع الرد نيابة عن السيد الرئيس محمود عباس ، ولكن في اطار النقاش البناء وابداء الرأي لأصحاب الرأي ، وصولا الى حالة سياسية وطنية و اجتماعية واقتصادية توصل الكل الفلسطيني الى بر الامان ، بعد اعوام من التيه في صحراء التحولات الغنية بالأحداث والفقيرة في الوصول الى حالة مغايرة عن حالة الجمود السياسي المقيت .

الم تمنح حماس الشرعية والامن للاحتلال بعد ان قدمت على طبق من ذهب ما كانت تسعى اليه اسرائيل منذ سنوات من خلال الانقسام ؟ الذي مزق شطري الوطن وربما يمهد لانفصال تلوح معالمه في الافق ، فما يتناثر من اخبار وتصريحات عن دردشات ولقاءات و " اسلو 2 " لا يمكن ان يكون نابعا من عدم " فش دخان بدون نار " !!
قد تتغير المسميات بين الضفة و غزة ، فما تسميه السلطة الفلسطينية تنسيقا امنيا الا يساوي ما يسمى " بالتوافق الوطني " على الالتزام بهدنة ربما لا تلبي الحد الادنى من متطلبات ابناء القطاع ؟؟ ام انه حلال علي بلابله الدوح حرام عليه الطير من كل جنس ؟
وان كانت استراتيجية الرئيس تساوي صفرا ، فكم تساوي الانجازات التي حصدتها حماس من ثلاثة اعتداءات اعادت القطاع الى عصور الظلام ؟؟ وان لم ينجح نهج الاشتباك السياسي مع العدو عبر ساحات النزال الدولية لأكثر من ربع قرن ، فكم حصدنا من غنائم المقاومة المسلحة على مدار سنوات النضال ؟
اما ان الاوان لحماس ان تعلن صراحة عن فشل مشروعها في قطاع غزة ؟؟ وان تعود الى احضان شعبها بدلا من فرض الضرائب على مواطنيها في محاولة منها للبقاء ولو على حساب قوت ابنائها الفقراء ؟

اليس من الاجدر بحماس ان تتحرر من قيود الاغلال الاقليمية وان تعود الى حضن القضية الفلسطينية التي منيت بخسارة كبيرة بعد ان غردت حماس خارج سرب الاجماع الوطني ؟؟ فسياسة الاحلال والاقصاء والتعالي اثبتت فشلها في كل المراحل النضالية التي مر بها شعبنا الفلسطيني على مدار عقود من الكفاح ، وربما من باب اولى ان نقول " شكرا ابناء فلسطين " على ما تحملتموه من عناء ، بدلا من توزيع الشكر على قطر وايران وتركيا على ضربهم للقضية الوطنية في مقتل .

متى ستخرج حماس من وهم الانتصارات التي حصدت رقاب ابناء غزة العزل ؟؟؟ ام ان للانتصار في حضرة الحركة الاسلامية حسابات مختلفة ؟؟؟ متى سنعترف ان فلسطين كل فلسطين لا زالت تحت الاحتلال ؟ وان غزة جزء لا ي يتجزأ من هذه الارض المحتلة ؟ فلا مجال للمكابرة ، سماء القطاع تعج بالطائرات الحربية وبحرها مرتعا لقراصنة الاحتلال .

اليس من الوطنية بمكان ان تقف حماس خلف الرئيس ( رجل السلام ) الذي انتزع اعترافا امميا بدولة فلسطينية وترتب على ذلك ما ترتب من رفع لمستوى التمثيل الدبلوماسي في العديد من الدول والانضمام الى المعاهدات والمؤسسات الدولية ؟؟؟ وان تقر انه اصبح لنا جوازا فلسطينيا موقعا بدولة فلسطين ؟؟ فسياسية الهروب الى الامام كما وصفها الدكتور غازي حمد ربما كان لها نتائج وطنية افضل بكثير من سياسة التدخلات الحمساوية في الشؤون الداخلية لبلدان المنطقة ومواقفها ذات الانعكاسات الكارثية على الفلسطينيين في سوريا ومصر .

لطالما انتقدت حماس اتفاقية اسلو ولطالما كفرت وخونت رموز الشعب الفلسطيني المؤيدة لهذا الاتفاق ، ولكن هل كان لحماس ان تعتلي سدة الحكم والسيطرة على قطاع غزة دون انتخابات عقدت تحت مظلة اسلو ؟؟؟ ام انه كان مدخلا للانفراد بالحكم وبناء دويلة على مساحة مقتطعة من فلسطين ؟؟ وان لم يكن كذلك لماذا تخشى حماس من الاحتكام الى صناديق الاقتراع مجددا ؟

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد