والد الشيخ خضر عدنان زرع فى ابنه بذرة الكرامة والحرية والنضال منذ الطفولة ، ولازال فى كل محطة يشحذ الهمم لاستنفار الفلسطينيين والعرب والمسلمين وأحرار وشرفاء العالم للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطينى ومساندة اضراب ابنه خضر للانتصار مرة أخرى فى معركة بطولية مصيرية حاسمة وسط متغيرات كثيرة .
ورغم إدراك والد الشيخ خضر بخطورة المعركة الا أنه يواصل تعزيز صمود ابنه غير مهتز ولا متردد ، مؤمن بالرسالة رغم محاولات الاحتلال لجمعه بابنه فى الاضراب الأول قبل ست أيام من انتصاره للضغط عليه ليفك اضرابه تجنباً للشهادة ، وامكانية تكرار تلك التجربة فى هذا الاضراب .
الا أن والد الشيخ خضر كان ولا زال أكثر ايماناً بالله ، وبأهداف ابنه المتمثلة بصدارة النضال ضد القوانين الجائرة التى تفرضها دولة الاحتلال على الشعب الفلسطينى كقانون الطوارىء والأحكام الادارية بلا مبرر وبسوء استخدام ، ولم يكن من والد خضر الفاضل الا ترك ابنه ومنح الحرية والاختيار له للمواصلة والاستمرار فى معركته التى اقتنع بها حتى تحقيق حريته ، الأمر الذى حدث بعد 66 يوم من الاضراب المفتوح عن الطعام فى المرة الأولى ، والآن يقوم بنفس الدور ، بمزيد من الايمان والاصرار والتشجيع لابنه حتى تحقيق انتصاره رغم خطورة وحساسية الموقف الذى يحتاج للمزيد من الصبر وأشكال المساندة والضغط على الاحتلال من الداخل والخارج لتحقيق شروط النصر فى المعركة الحالية .
والد عدنان يذكرنى باضراب الجيش الجمهوري الايرلندي"الشين فين" في 1/3/1981 ، و كان ساندز -27 عاما- أول شخص جمهوري إيرلندي من بين عشرة أشخاص استشهدوا على اثر الاضراب للحصول على حقهم في المعاملة كمسجونين سياسيين، ولم يتوقف هذا الاضراب سوى في الثالث من تشرين اول 1981 بعد استشهاد عشرة من المناضلين في السجون البريطانية، واستجابة الحكومة البريطانية لمطالبهم والاعتراف بهم كأسرى حرب.
الشاهد فى هذه القصة وجه الشبه بين والد الأسير خضر وأم المناضل مارتن هورسن رفيق الشهيد المناضل ساندز والذى حمل الراية بعده ، الكنيسة والحكومة البريطانية أحضرت أم المناضل مارتن هورسن ووقفت بجانبه بهدف نصحه للعدول عن موقفه وفك الاضراب لحظة ترقب استشهاده ، وكان قبالتها رجل الكنيسة يحاول ترغيب مارتن هورسن بالحياة، وتنفيره من الموت، فكاد أن يتردد، وما كان من الأم العظيمة سوى أن تذكر ابنها الذي يفصله عن الموت شرب كأس حليب، فقالت لابنها: يا مارتن!! إن روح بوبي ساندس تنتظرك في السماء، فتذكر مارتن هورسن مبادئه وهدفه ورفيق دربه وصديقه بوبي ساندس، فما كان منه إلا أن زاد تصميما على مواصلة معركته حتى استشهد دفاعاً عن مبادئه وأهدافه .
فكل التحية للأسير البطل خضر عدنان لتقديم روحه من أجل الدفاع عن الحرية والعدالة والمبادىء الانسانية والأهداف الوطنية ، وحتى ينتصر هو أحوج الى وقفة كل حر وشريف من العالم للضغط على الاحتلال للاستجابة لمطالبه ، وكل التحية لوالد خضر الذى لم يتوان لحظة فى تقديم الدعم المعنوى لابنه فى تلك المعركة البطولية فى كل موقف دون تردد رغم الشعور الانسانى والخوف الطبيعى على حياة ابنه فى ظل الصمت الدولى والعربى والمحلى فى لحظات حاسمة فى اضراب ابنه بلا مدعمات .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية