اجتماع موسع للقيادة الأسبوع المقبل
مجدلاني: مقبلون على مرحلة سياسية جديدة وسنحاور حماس إن أمكن
تحدث عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. أحمد مجدلاني، صباح اليوم الخميس، حول مجمل التطورات في الملف السياسي وخطوات ما بعد اجتماع اللجنة التنفيذية الأخير لعقد دورة المجلس المركزي لمنظمة التحرير.
وقال مجدلاني خلال حديثٍ مع إذاعة صوت فلسطين تابعته "سوا"، إن هناك عدة مسارات في ضوء اجتماع اللجنة التنفيذية الأخير، وفي ضوء المسار السياسي الذي حدده الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 24 الشهر الماضي، بتشكيل لجنة تحضيرية لعقد المجلس المركزي قبل نهاية العام الجاري.
وأضاف مجدلاني، أن التحضير يشمل الجوانب السياسية والاتفاق على مخرجات اجتماع اللجنة التحضيرية، قائلاً: "لأننا نريد أن نذهب إلى اجتماع مجلس مركزي متوافقين فيما فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وأيضًا متوافقين على النهج والبرنامج السياسي ومتوافقين على البرنامج النضالي للمرحلة المقبلة، بما في ذلك الترتيبات المتعلقة في تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية بكافة مؤسساتها بدءًا من المجلس الوطني وانتهاء باللجنة التنفيذية ودوائرها ومؤسساتها، وهذا موضوع نعتبره هو الأساس من أجل تطوير أدواتنا لمواجهة التحديات في المرحلة المقبلة".
ولفت عضو تنفيذية منظمة التحرير إلى، أن هذا المسار سوف يسير على خطين متوازين في إطار تحضيرات المجلس الذي شكل لجنة من اللجنة التنفيذية والمركزية لحركة فتح، مشيرًا إلى أنه خلال اليومين المقبلين سيكون اجتماع لهذه اللجنة وسيتم التحضير لها.
وتابع: "في إطار موازي لذلك سيكون هناك حوار ما بين فصائل منظمة التحرير الفلسطينية كما اتفقنا سابقًا على أن يكون هناك حوارات ثنائية تقوم بها حركة فتح مع كل فصائل المنظمة وبعد ذلك يتوج هذا الحوار بلقاء ما بين الفصائل ومن ثم نذهب بصورة موحدة لمجلس مركزي وقبل ذلك إذا أمكن بأن يكون هناك إمكانية لفتح حوار مع حركة حماس ، ولكن هذا الموضوع بحاجة إلى بحث ودراسة وتدقيق في ضوء المواقف والتطورات الآن لدى حركة حماس".
واعتبر د. أحمد مجدلاني، أن هذا المسار الأساسي الذي يعتبر نقطة الارتكاز والذي سيكون حاملاً للمشروع السياسي وللمرحلة السياسية الجديدة التي طرحها خطاب الرئيس في الأمم المتحدة.
وبشأن موعد اجتماع القيادة الموسع واهم ما سيتم بحثه، قال مجدلاني، إنه من المحتمل حسب برنامج الرئيس وارتباطاته أن يكون الأسبوع المقبل، منوهًا إلى أن جدول أعماله سيكون ما بُحث في اللجنة التنفيذية والمركزية لحركة فتح.
وعد مجدلاني، أن الهدف من الاجتماع هو مشاركة الجميع في صنع القرار وفي تحمل مسؤولياته وبالمضي قدمًا في تطبيقه، مضيفًا أن الاجتماع القادم ليست هدفه الاجتماع بل هدفه كيف المضي قدمًا في رؤيتنا وخطة عملنا الجديدة في المرحلة المقبلة.
وفي سياق متصل تحدث مجدلاني عن طبيعة الحوارات مع فصائل منظمة التحرير ضمن التحضيرات لدورة المجلس المركزي، موضحًا أنها تتركز بشكل أساسي بفصائل منظمة التحرير، وستكون لتنقية الأجواء فيما بينها.
وقال: "اعتقد أن اجتماع اللجنة التنفيذية الأخير اتسم بروح المسؤولية العالية وبمشاركة الجميع، وتجاوز الكثير من التحفظات والاشكاليات الصغيرة التي كانت هنا وهناك واعتقد أن هذا يساعد على تحديد مسار تطوير الحوار"، منوهًا إلى أنه جرى حوار بين اللجنة المركزية وحزب الشعب وقريبًا سيكون هناك حوار مع الجبهة الديمقراطية وسيتواصل الحوار مع كل الفصائل تمهيدًا لعقد لقاء موسع لجميع الفصائل، كما أفاد مجدلاني.
وتطرق مجدلاني لجدول أعمال وفود منظمة التحرير التي ستزور كل دول العالم ومنظماته التي جاءت ضمن مخرجات اجتماع التنفيذية الأخير، بهدف الدفع في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، موضحًا أنه حراكًا سياسيًا ستقوده منظمة التحرير الفلسطينية وسيشمل كل الأصدقاء في العالم بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدًا أن الهدف الرئيسي منه وضع العالم أمام مسؤولياته بأن الشعب الفلسطيني وقيادته لم يعد من الممكن الانتظار في الوقت الذي لا يوجد فيه شريك إسرائيلي لصنع السلام.
وأردف: أن إسرائيل في كل مناسبة تقول إنها ترفض حل الدولتين وتعتبر حتى وجود الدولة الفلسطينية أنها دولة إرهاب (..) ونحن لا نستطيع الركون ولا الانتظار في حالة الفراغ السياسي الكبيرة، مؤكدًا بالقول: "لا أحد يوجد لديه أي مبادرة سياسية، وحتى الولايات المتحدة الأمريكية لا ترغب ولا تريد وغير مستعدة لا لطرح مبادرة سياسية ولا لتعيين مبعوث سلام في المنطقة".
واستطرد، أن الاتحاد الأوروبي يفتقد تاريخيًا لروح المبادرة في هذا الملف ويربط موقفه بالموقف الأمريكي، عادًا أن هذا الفراغ السياسي يتيح مساحة واسعة أمام الحكومة الإسرائيلية في فرض أجندتها في الاستيطان والضم التدريجي للأراضي الفلسطينية بما في ذلك تغيير معالم مدينة القدس والأماكن المقدسة والصلاة في المسجد الأقصى "وهذا الأمر لم يكن ممكنًا السكوت عليه"، وفق قوله.
وختم، أن "الرئيس طرح مبادرة سياسية في الأمم المتحدة سقفها عام سياسي، وهذا لا يعني أننا نضمن تحققها، ولذلك نحن سنتحرك من الآن والرسائل التي ستحملها الوفود إلى العالم ستحدد الخيارات الأخرى التي طرحها الرئيس في خطابه أمام الأمم المتحدة".