وسط أجواء تراثية ،وعلى انغام الاهازيج الفلسطينية الاصيلة ،بدأ  ابناء شعبنا فى كل محافظات الوطن قطف الزيتون ،حيث تجتمع العائلات الفلسطينية فى مشهد جميل يجسد ابداع الفلسطينى وتواصله مع ارضه ،والكل يعمل كخلايا النحل ،فمنهم من يقطف الزيتون ومنهم من يقوم ،بتعبئته ،وتقوم النساء باعداد الطعام وخبز الصاج التراثى ،لتقديم الافطار الشعبى من الأجبان والزيت والزعتر ،
وتبقى لشجرة الزيتون فى فلسطين ،رمزية خاصة ،لما تشكل اغصانها الصامدة ،والضاربة فى اعماق التاريخ ،وجذورها الراسخة  فى الوجدان ،والبقاء فى الأرض ،وحين استعان الشعراء بشجرة الزيتون عند التعبير عن النضال والصمود ،كان هذا لما تتمتع به  الزيتونة من التكيف مع المتغيرات والعيش طويلا فى ظروف قاسية،ومن هذا المنطلق استوحوا فيها الرسوخ والثبات والقدرة على التحمل والتلاؤم وهنا نستذكر ما قاله شاعرنا الكبير محمود درويش رحمه الله :


لويذكر الزيتون غارسه ....لصار الزيت دمعا


وفى هذا العام يأبى الغرباء الذين جاؤوا من وراء البحار  ،قطعان المستوطنين  إلا أن يكدروا صفو هذا الموسم الجميل الذى ينتظره أبناء شعبنا  كل عام بفارغ الصبر ،فقبل يومين اعتدوا  على أهلنا  في المحافظات الشمالية وخاصة البلدات المتاخمة للمستوطنات ) وقامت جرافات المحتل المجرم بتجريف مساحات واسعة فى العديد من القرى  وللأسف المجتمع الدولى يلوذ بالصمت وتتشدق جمعيات حقوق الانسان بحقوق الانسان وكانه كتب على الفلسطينى المثخن بالجراح والالم ان يبقى صامتاً !!!!!


لقد صمت المجتمع الدولى عن جرائم المحتل سنوات طويلة ،وآن الاوان ان نخاطب العالم بلغته من خلال سفرائنا وجالياتنا الممتدة فى كل بقاع العالم لفضح الاحتلال وممارساته التى تتنافى مع ابسط المواثيق والاعراف الدولية ...


وعلينا ايضا تبصير الأجيال الجديدة  بقدسية الأرض وترسيخ التواصل كما فعل الآباء والأجداد  ،حيث أن القليل من   الأجيال الجديدة منشعل باهتماماته الخاصة وعالمه الذى يحبه 


لقد سعى الإحتلال دائما إلى قطع تواصل الفلسطينى بارضه بغية اضفاء مشروعيته المزعومة وبيع الوهم العالم بانه صاحب الارض وقد حاولت الدعاية الصهيونية بكل إمكانياتها الهائلة الا ان جذور شعبنا الضاربة فى اعماق التاريخ كانت الأقوى فى إقناع العالم كله بعدالة قضيتنارغم ممارسات المحتل وقطعان المستوطنين ستظل شجرة الزيتون شامخة تتحدى كل العواصف والحرائق وسيظل قلب  الفلسطينى ينبض بانتمائه لارضه ،بروح وثابة،مضحية ،وستظل جذوره منغرسة  فى كل بيدر وبيارة وكرم من كروم الزيتون


لقد جسدت عمق التجربة الانسانية للفلسطينى وإلتصاقه بأرضه ،جزء من الصراع الدائم والمرير مع المحتل ،حيث خلقت حالة من الصمود والتحدى رغم كل الجرائم التى يرتكبها الاحتلال ،ويبقى شلال التضحيات والعذابات الذى يتعرض لها من مصادرة الارض وحرق اشجار الزيتون،إلا أنه متجذر ومنغرس فى أرضه ،كأشجار النخيل والزيتون

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد