بعد تصاعد حالة التهميش.. هل تنفجر المخيمات في الضفة الغربية؟
رام الله / خاص سوا/ تسود حالة من الاحباط المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية نتيجة حالة التهميش المتواصل من السلطات التي تعنى بشئونهم وفي مقدمتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا والحكومة الفلسطينية، والتي بدأت تدرك حالة الاحباط والغليان تلك وتحاول التخفيف من أي ردات فعل يمكن أن تحدث.
وجاءت ذكرى النكبة الـ 67 لتضع المزيد من الملح على جرح المخيمات هناك، والتي تفتقر الكثير منها إلى أبسط مقومات الحياة من صرف صحي وخدمات بلدية، فيما يواصل الأهالي مناشدة الجهات العليا علهم يجدون من يسمع صوتهم ويخفف ولو جزءً من معاناتهم.
الحكومة تلتقي باللجان
رئيس الوزراء الفلسطيني "رامي الحمد الله" التقى بإحدى لجان المخيمات الفلسطينية في طولكرم وأكد لهم على توجيهات الرئيس محمود عباس في أولوية تقديم الخدمات للمخيمات وتعزيز صمود سكانها، كونها القلعة الأولى في الدفاع عن القضية الفلسطينية، ومثالاً يحتذى به في الصمود والثبات.
وأطلع رئيس الوزراء من خلال الوفد الذي ضم لجنة خدمات مخيم نور شمس بطولكرم بالضفة الغربية بحضور وزير الحكم المحلي نايف أبو خلف على واقع المخيم، وكافة الاحتياجات ومتطلبات تحسين الظروف المعيشية لسكانه، واعدًا بتشكيل لجنة لدراسة كافة المواضيع من أجل تلبيتها وفق الإمكانيات المتاحة، وتوفير تمويل لمشاريع البنى التحتية والمشاريع الحيوية في المخيم.
وأشاد بدور فعاليات وأهالي المخيم في تكريس حالة الأمن والاستقرار داخل المخيم، ومؤكداً على رسالة الحكومة في صون حقوق وكرامة المواطنين، داعًيا إلى ضرورة تعزيز الوحدة الداخلية بين صفوف أبناء الشعب الفلسطيني في مواجهة كافة معيقات الاحتلال واعتداءاته.
المخيم عنوان المرحلة
من جانبه، اعتبر النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني "حسن خريشة" أن المخيم الفلسطيني هو عنوان المرحلة لا سيما في هذه الأيام التي تشهد الذكرى الـ 67 للنكبة الفلسطينية، منوهاً في الوقت ذاته على ضرورة رفع حالة الاهتمام ممن يتحدثون عن حق العودة من المسئولين.
وقال خريشة في حديث لوكالة (سوا) الإخبارية صباح اليوم الاثنين، "إن من وقع اتفاق أوسلو وفاوض الاحتلال وينسق أمنياً معه لا يريد عملياً حق العودة، بالرغم من شعوره بحالات الاحباط المتنامي التي تسود المخيمات كالتوظيف والازدحام السكاني والكثير من القضايا".
وطالب الحكومة الفلسطينية ومن قبلها وكالة الغوث أن تساهمان في حلحلة هذه الأمور، مشيراً إلى أن هناك حراك في هذا الجانب من قبل مؤسسات الحكم المحلي ولكن لا يعني ذلك أن هناك انفراجة قريبة.
انفجار اجتماعي
وبين خريشة أن الانفجار إن تم في تلك المخيمات سيكون على أساس اجتماعي وخدماتي وليس على أساس سياسي كما يتصور البعض، وذلك بسبب قناعة السكان أن كل أزماتهم يمكن حلحلتها عبر انهاء الانقسام الداخلي وانهاء الاحتلال الإسرائيلي.
ودعا منظمة التحرير الفلسطينية التي تمثل الكل الفلسطيني أن تهتم بقضية اللاجئين في الداخل والخارج كي يشعروا أن قضيتهم لم تنته وأن الاحتفالات والفعاليات التي تتم كل عام في ذكرى النكبة هي فعاليات واحتفالات حقيقة بالرغم من أنه لم تكن مشاركة حقيقة لأهالي المخيمات في تلك الفعاليات.
لا يوجد غليان
أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية "عبد الستار قاسم" اختلف مع سابقه في الوضع التي تعيشه المخيمات الفلسطينية الآن، مشيراً إلى أن حالة الغليان غير موجودة فعلياً، فمستوى الخدمات المتدني التي تتمتع به المخيمات هي بنفس الوتيرة منذ أن جاءت السلطة الفلسطينية في العام 1994.
وقال قاسم في حديث لوكالة (سوا) الإخبارية صباح اليوم الاثنين، يفترض بأهالي المخيمات أن يقوموا باحتجاجات، إلا أن اعتراضهم يبقى في اطار اصدار البيانات.
ورأى أستاذ العلوم السياسية أن جزء من المشكلة تكمن في التفريق مع الوظائف الحكومية، حيث أن عدد قليل فقط من أبناء المخيمات في الأجهزة الأمنية وبعض الوظائف المدنية، مبيناً أن من يكون له نصيب في الوظائف لا بد أن يكون عبقرياً في دراسته وإلا لن يحصل على وظيفة.
وشدد على أن المسئولية الأكبر تقع على عاتق وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الأونروا في خدمة ورعاية اللاجئين، مشيراً إلى أن السلطة لا تعنيها كثيراً أوضاع المخيمات وتاركةً وكالة الغوث تتلاعب بقضية اللاجئين كيفما شاءت – على حد وصفه- .